القلنطوزة !!
    الأحد 8 مايو / أيار 2022 - 20:12
    د. صادق السامرائي
    إنها شجرة الليوكالبتوس العملاقة الدائمة الخضرة من الفصيلة الآسية , تبلغ إرتفاعات شاهقة وذات أغصان كثيفة , ومن الأشجار المعمرة والسريعة النمو.
    نسميها باللهجة المحلية " قلنطوزة " وهي في العراق تسمى "قلم طوز".
    ولا أعرف كيف وفدت إلى سامراء وترعرعت فيها , وكانت منتشرة في شوارعها ومدارسها  (مدرسة سامراء الإبتدائية الأولى , ومدرسة الهادي) , وفي مدخل المدينة الأخضر الذي كان مقابل المحكمة والمكتبة العامة ونادي الموظفين , وكانت محاطة بأشجار الآس.
    ويبدو أن الأجيال الأوائل قد إتخذوها دريئة تحميهم من غوائل الغبار , أو تخفف من كثافته.
    تذكرت الشجرة الجميلة الكبيرة الوارفة الخضراء , والأخبار تتوارد عن عواصف الغبار , وهي ليست جديدة , وتسمى " الغُبرة " أو " الصُفرة" , وهناك العديد من القصص والحكايات المتوارثة عنها , تحتشد بالمخاوف الأخطار.
    والعواصف الترابية تتكرر في بداية الصيف وتستمر لبضعة أيام أحيانا , وما كانت تأتي كل عام , بل تحصل في فترات متفاوتة.
    وأعود إلى شجرة الليوكالبتوس , التي تحققت إبادتها , وقبل عقدٍ من الزمان , ما وجدتُ إلا واحدة في حديقة مدرسة سامراء الإبتدائية الأولى الجنوبية , وأخرى في الحديقة الغربية خلف "الصالون" , وشجرة في الشارع المقابل لمدخل "القلعة" , ولم أشاهد غير هذه الشجرات الثلاثة , وكل منها تحمل ذكريات بعيدة , فكنا نجالسها ونرسمها ونتخيل ما يحصل فوقها وتحت ظلالها.
    في المدرسة الإبتدائية كنا نجتمع حولها , فهي ذات رائحة طيبة , وبعضنا يجرحها فتنزف ما نسميه "الصمغ" , وكانت الأطيار تترنم على أغصانها , مطمئنة إلى التلاميذ لأنهم لا يحملون "مصيادة" , أو " كوز ونشاب".
    هذه الشجرة تطالبنا بإعادتها وبكثافة عالية , لتساعدنا على مواجهة العواصف الترابية , التي ما زلنا نتحدث عنها منذ عدة عقود وما فعلنا شيئا جديرا بالوقاية منها.
    والحل الأمثل ربما بزراعة أشجار الليوكالبتوس , لأنها دائمة الخضرة , عالية الإرتفاع , كثيفة الأغصان وتحتاج  قليل رعاية وماء , ويمكنها أن تقلل من مخاطر الغبار , وتكون دريئة فعالة ضد صولات التراب!!
    فعليكم بالقلنطوز!!

    د-صادق السامرائي

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media