الغابقراطية!!
    السبت 18 يونيو / حزيران 2022 - 05:09
    د. صادق السامرائي
    شرائع الغاب تتحكم بالعلاقات الدولية , وما يسمى بالديمقراطية قناع للخداع والتضليل.
    فماذا جلبت الدعوات الديمقراطية على البشرية؟
    حربان عالميتان والثالثة تطرق أبواب سقر!!
    حروب متواصلة ما بين الدول المرهونة بإرادة الأسود المفترسة لكل شيئ , ولا يعنيها سوى مصالحها وديمومة نضارة آجامها وأمان عرينها.
    والدول المنهوبة المسلوبة  الإرادة , تتصرف كالغزلان , والثعالب والقرود والأرانب , وغيرها من الحيوانات الآكلة للحشيش.
    أما المفترسات التائقات للحوم , فتسعى في الأرض بجبروت وعدوانية مطلقة على الذين تعتبرهم من فرائسها , وعليها أن تضع على موائدها ما تشتهي منهم وكيف تشاء.
    الإفتراس سلوك ديمقراطي , والإذعان واجب ديمقراطي , وتحالف الأسود للنيل من فريسة تنفرد بها , من القيم الديمقراطية.
    فإحتلال العراق وتدمير ليبيا وسوريا وإذكاء نيران الويلات في اليمن , من ضرورات الديمقراطية.
    وتحاوط الدول الثرية وإجبارها على إيداع أموالها في بنوك الدول المتأسدة والإستثمار فيها , وشراء الأسلحة منها من مبادئ الديمقراطية.
    تلك حقائق غابية ترتدي أزياء الديمقراطية.
    وكأن الدنيا كانت تعيش على مدى العصور في أنظمة حكم خيالية , ولبست سلطوية ذات سطوات فردية وعائلية , وأسلوب التوريث هو القائد لمسيرات الحكم.
    فالحاكم المتسلط أسد ومن حوله مخلوقات الغاب بأنواعها , ولكل أسد عرين يتناسب مع سطوته وعنفوانه , وما حوله من اللبوات المتأهبات للصيد الجماعي , وهذا الأسلوب يسمى في عرف الصراعات الدولية تحالف أو تشكيل محاور , فالهجوم لا يكون فرديا بل جماعيا على فرد واحد أو دولة واحدة.
    إنها من قوانين الغاب , فالأسد بمفرده لا يستطيع قتل ثور , بل ربما سيقتله الثور , لكن مجموعة الأسود تتمكن من الثور بسهولة , لأنها تهجم عليه سوية.
    وتلك إرادة السلوك الفاعلة بين الدول , وما يحصل في أيامنا الملتهبة , التي تتواجه في سوحها مجاميع الأسود مع أسود في آجامها.

    د-صادق السامرائي

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media