نعم .. ارفعوا راية الاستسلام
مقال منسوب للصحفي البعثي السابق داود الفرحان والذي حمل عنوان (العراق الذي كان والعراق الذي صار) , أهميّة هذا المقال تأتي من كونه قد أقرّ بحقيقة العلاقة المصيرية بين الشعبين الشقيقين العراقي والإيراني , وقد لا يتصوّر كاتب هذا المقال القصير مقدار البهجة والسعادة اللتان تركهما هذا الاعتراف القصير في نفسي , فلم أشعر بمثل هذا الزهو وأنا أقرأ وأتحسس تلك المرارة والألم والحسرة الطافحة في هذا الاعتراف , فما أجمل وأزهى من أن تقرأ على لسان أعداءك مثل هذا الانكسار والخذلان , وبغض النظر عن كون كاتبه هو داود الفرحان أو شخص منتحل لأسمه , فإنّ الجدار العازل الذي حاول أعداء العراق وإيران بناءه قد هدمته الزيارة الأربعينية , ولعلّ من كتب هذا المقال قد شاهد بنفسه تلك الجموع البشرية التي تعدّت العشرين مليون زائر ومن بينهم الأربعة ملايين زائر إيراني الذين استقبلهم شيعة العراق بأعظم ترحيب يقدّمه شعب لضيوفه .. فما حدث في هذه المناسبة العظيمة شيء لا يمكن تصوّره حتى في قصص الخيال , فالذين راهنوا على زرع الشقاق والعداء بين الشعبين الشقيقين , فشلوا وانهار جدارهم العازل وذهبت أحلامهم وأموالهم التي أنفقوها في من أجل هذه الغاية , فها هي أنوار الحسين الذي قارع الظلم والطغيان والجبروت , تبسط شعاعها وبركاتها على وحدة الهدف والمصير المشترك بين الشعبين الشقيقين الإيراني والعراقي , حيث أثبت العراقيون في هذه المناسبة أنّهم أهلا لاستقبال دولة العدل المطلق التي سيكون العراق نواتها وعاصمتها , وأهلا لاستقبال العدل المنتظر الذي سيملؤها قسطا وعدلا .. وما على الخائبون والحاقدون سوى رفع رايات الذّل والاستسلام , ومشروعنا الإسلامي سيبقى قائما حتى قيام القائم بإذن الله ..
أياد السماوي
في 20 / 09 / 2022