الأدينة تفرقنا!!
    الثلاثاء 21 مارس / أذار 2023 - 22:48
    د. صادق السامرائي
     الظواهر التي لم تشد إنتباه الكثيرين , ولم يتحقق تحليلها بعمق , أن دولة لا علاقة لها بالإسلام , ويمكن القول أنها دولة لا دينية , رعت ونجحت في لم شمل دولتين مسلمتين.
    دولتان الدين الواحد فرقهما واللادين جمعهما , فكيف يُفسَر هذا السلوك؟
    أ ليس هو دليل على أن الأديان تفرّق؟
    بل أن الدين الواحد يكون مصدرا للفرقة والتصارع الشديد!!
    لو تأملنا مسيرة الإسلام لتبين أن أبناءه تقاتلوا بعنفوان وقسوة , وتفرقوا وأصبحوا ألف فرقة وفرقة , ومنذ إنطلاقته.
     فالفرقة الدينية في الإسلام ليست جديدة , وسببها التأويلات والتفسيرات الداعية لتأليف سلطة فردية ذات أتباع خانعين , ينفذون أمر مَن سيَّدوه عليهم , وصاروا بضاعة تجارية في يديه.
    آلاف الآلاف من المسلمين قتلوا بسبب هذا الرأي أو ذاك , ولا تزال نواعير الإتلاف الذاتي والموضوعي تدور بسرعة متزايدة , خصوصا بعد توفر أدوات القتل السريع بأنواعها.
    فالسيف قتل مئات الآلاف من المسلمين بواسطة المسلمين , فكم ستقتل منهم أسلحتنا المعاصرة؟
    أ ليس من الغريب أن لا تتمكن أي دولة مسلمة إصلاح العلاقة بين دولتين مسلمتين؟
     ومن المخجل أن تأتي دولة لا ناقة لها ولا جمل بالإسلام , وتدعو دولتين مسلمتين للتعاون والتآحي!!
    فلينظر المسلمون إلى أحوالهم , ولا يتذرّعوا بأسباب خارجة عن عاهاتهم السلوكية الفاعلة فيهم.
    فالمسلم عدو المسلم وليس أخوه!!
    المسلمون يتمترسون في رؤى وتصورات وإدّعاءات , وكلٌّ يحسب أنه يمثل الإسلام الصحيح , الذي يتممه بقتل المسلم الآخر الذي لا يرى مثلما يرى.
    وبعض المسلمين لا تسمع في خطب رموزهم آية قرآنية , بل توجهات شخصانية , وتأليهات لرموز آدمية , حتى صار الفرع البعيد والقريب يتقدم على الأصل.
    وتلك محنة الإسلام بالمسلمين , وعاهة التفاعل العدواني ما بين أهل الدين.
    فأين الإسلام يا أمة وأرسلناك رحمة للعالمين؟!!

    د- صادق السامرائي

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media