في يوم ما كان العالم يخشى من العرب اذا ادرج اسم دولة او شركة ضمن القائمة السوداء اذا ما ثبت تعاملها مع الكيان الصهيوني ، وهذه لجنة انبثقت من جامعة الدول العربية ومقرها دمشق كانت ترصد كل من يتعامل مع الكيان الصهيوني وكان لها اثرها الموجع بحق الكيان الصهيوني وراعيته الادارة الامريكية .

بعدما تمكنت الدوائر الصهيونية من تفتيت هذه القوة العربية بسبب تخاذل او عمالة بعض الحكام العرب مع كارثة الربيع العربي الذي زاد من تشظي الشعب الواحد الى عدة تجمعات بين القومية والدينية وحتى المذهبية ، والنتيجة اصبح العرب خاصة والمسلمين عامة تحت مطرقة العقوبات الامريكية وهي القائمة السوداء الامريكية ، وقد اثرت على الدول التي لا تحسن ان يكون لها اقتصاد متين وممول ذاتيا ، ولهذا تراها كل فترة تطلق حزمة قوائم تذكر فيها اسماء دول ومنظمات وشخصيات بانها ادرجت ضمن قوائمها السوداء ومعاقبتها من حيث التعامل وحجب اموالها في البنوك العالمية ، وهذه القدرة على تنفيذ عقوباتها تاتي من كثرة الدول والشركات الاقتصادية الحيوية في خضوعها للوبي الصهيوامريكي .

اليوم والعرب يعيشون مرحلة صحوة مما كانت تتعرض له من ابتزازات امريكية بل وحتى وقاحة وجسارة على قادة العرب وهذا ما صرح به الرئيس الامريكي السابق ترامب وخصوصا بحق العاهل السعودي ، وحتى بايدن الذي تهجم في تصريحاته على السعودية والتي تعتبر الحليف الاول في المنطقة لهم ، مع تشدد امريكا والصهيونية بعدائهم لسوريا وخصوصا رئيسها وهي من تحالفت مع الخليج ضده .

اليوم بشار الاسد اصبح محط انظار الدول العربية وقد بدات هذه الدول التعامل معه باعتباره حليف وصديق عربي مهم ، وفي نفس الوقت الانكسارات الامريكية والتركية لاحت في الافق على الاراضي السورية، ومما زاد من ارق الدوائر الصهيونية هو التقارب الايراني السعودي بوساطة الصين وقبلها العراق وعمان .

الان لقاء بشار الاسد في الامارات والاستقبال الحافل له ، والامارات هي من طبعت علاقتها مع الكيان الصهيوني ، فهل سيكون الملف الصهيوني حاضرا في المحادثات ؟ ومن جانب اخر بالرغم من ان وسائل الاعلام تناقلت فيما سبق بوجود تواصل سعودي صهيوني في الخفاء الا انه علنا لم تعلن السعودية التطبيع بينما قام نتن ياهو بالتصريح علنا بانه سيسعى لان يجعل السعودية دولة صديقة للكيان الصهيوني .

قد تكون الحرب الاوكرانية سببا في كشف الصورة الامريكية امام انظار دول الخليج اعقبها الاستقبال الحافل للرئيس الصيني في الرياض وعقد ثلاث قمم له سعودية وعربية .

هل ما تقوم به دول الخليج صحوة ام غايات امريكية مطلوبة منهم ولا تريد ان تعلن امريكا بانها فشلت سياسيا وعسكريا في المنطقة التي حشرت انفها فيها ، وما انسحابها من افغانستان الا وصمة عار وفضيحة ، عار لانها فشلت وفضيحة لانها حققت غايتها بتدمير بلد .

نعم سوريا تعتبر دولة مهمة في المنطقة تختلف عن كل دول المنطقة باستثناء العراق لو تمكن من استرداد عافيته اقتصاديا وعسكريا فانه نقطة ثقل في المنطقة العربية ، سوريا التي لم ولن تتنازل للكيان الصهيوني منذ اغتصابه فلسطين الى اليوم ، بخلاف بقية دول المنطقة الاردن ومصر ولبنان التي تعيش ازمة بسبب عدم توافق ساستها على خطاب موحد لانقاذ بلدهم لان بعضهم ادوات لقوى من الخارج .

واقعا ان سوريا انتصرت بفضل ايران اولا وروسيا ثانيا وهاهي بدات تعود للمسار العربي الذي لو تمكن واعاد لجنة مقاطعة كل ما له علاقة بالكيان الصهيوني دون الحاجة الى حرب فانها ستحقق انتصارا يتحدث العالم عنه ويشير بالاعجاب الى دول الخليج بعد ما تحولت سياستها بانها هي من ساهمت في استرداد مكانة سوريا عربيا .

ولا انسى اخيرا صحوة السعودية والامارات في حربها ضد الشعب اليمني المجاهد