إضاءات في رحاب شهر رمضان المبارك... ح/4 التهيؤ والاستعداد لشهر رمضان المبارك.. 3 / رمضان
يسعى الناس لتهيئة الأجواء الخارجية والاستعداد لاستقبال شهر رمضان الكريم بتجهيز المواد الغذائية وشراء بعض الحاجات و الأجهزة و ربما الأثاث ووضع اللوحات و الشعارات و الفوانيس و غيرها، وهذا جيد من باب خلق الأجواء الخارجية، ولكن ينبغي أولا أن يحرص المؤمن على تهيئة الأجواء النفسية الروحية الداخليه قبل الخارجية.
و ذلك عبر الاستعداد و الإعداد و وضع البرامج و الخطط و الأهداف مع الانضباط بالخطط خلال هذا الشهر الكريم، خطط ينبغي أن يضعها المؤمن قبل حلول الشهر الكريم، وتشجيع أفراد اسرته على ان يكون لكل فرد خطة وأهداف معينة يجب أن يحققها. وأول عملية التنظيم، تعتمد على تنظيم الوقت والاستفادة من بركات الشهر العظيم، وخاصة تنظيم وقت النوم، فمع تنظيم وقت النوم .. يمكن تنظيم الوقت طوال اليوم، والقيام بالخطط والبرامج المعدة.
للاسف الشديد في الوقت الراهن ولاسباب عديدة يعاني أغلب أفراد مجتمعنا وخاصة مجتمعات دول الخليج، من مشكلة كبيرة جدا خلال شهر رمضان وهو عدم تنظيم وقت النوم، بل أصبح متعارف في دول الخليج انه لا نوم بالليل خلال شهر رمضان المبارك …، مما يحدث خلل في التنظيم والبرمجة وضياع الوقت وعدم الاستفادة بالشكل الصحيح والسليم لبركات وفضائل شهر رمضان المبارك.
قال أمير المؤمنين الإمام علي (ع) شهيد شهر رمضان وليلة القدر في وصايا لولديه الحسن والحسين (ع): "أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم".
نعم للتنظيم والإعداد والاستعداد والتخطيط لكل ما يهم أمور الدنيا والآخرة، لتحقيق الأهداف وتحقيق النجاح.
ماذا يريد المرء تحقيقه خلال هذا الشهر الكريم، إذ ينبغي لكل شخص أن يكون لديه رغبات وطموحات وأهداف؟.
وقد جاء في دعاء الإمام السجاد علي بن الحسين (ع) في دعاء دعاء استقبال شهر رمضان المبارك قوله:
اللَهُمَّ اشْحَنْهُ بِعِبَادَتِنَا إيَّاكَ، وَزَيِّنْ أَوْقَاتَهُ بِطَاعَتِنَا لَكَ، وَأَعِنَّا فِي نَهَـارِهِ عَلَى صِيَـامِـهِ، وَفِي لَيْلِهِ عَلَى الصَّـلاَةِ وَالتَّضَرُّعِ إلَيْكَ وَالخُشُوعِ لَكَ، وَالذِّلَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ حَتَّى لا يَشْهَدَ نَهَارُهُ عَلَيْنَا بِغَفْلَة، وَلا لَيْلُهُ بِتَفْرِيط.
اللَّهُمَّ وَاجْعَلْنَا فِي سَائِرِ الشُّهُورِ وَالاَيَّامِ كَذَلِكَ مَا عَمَّرْتَنَا، وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ، هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُـونَ، وَمِنَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، فِي كُلِّ وَقْت وَكُلِّ أَوَان وَعَلَى كُـلِّ حَال عَـدَدَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ، وَأَضْعَافَ ذَلِكَ كُلِّهِ بِالاضْعافِ الَّتِي لا يُحْصِيهَا غَيْرُكَ، إنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ .
دعاء اليوم الثّالث :
*اَللّـهُمَّ ارْزُقْني فيهِ الذِّهْنَ وَالتَّنْبيهَ، وَباعِدْني فيهِ مِنَ السَّفاهَةِ وَالَّتمْويهِ، وَاجْعَلْ لى نَصيباً مِنْ كُلِّ خَيْر تُنْزِلُ فيهِ، بِجُودِكَ يا اَجْوَدَ الاْجْوَدينَ*.
وإلى الحلقة الخامسة.. ⬇️
علي سلمان ال غراش