الدين المواطنة!!
    الثلاثاء 28 مارس / أذار 2023 - 20:10
    د. صادق السامرائي

    الدين الحقيقي يدعو للأخوة والرحمة والرأفة , والتعامل الإنساني السمح الطيب , الذي يقدر قيمة الإنسان ويحترم حقوقه , وهذه هي المواطنة الصالحة.

    حيث يشترك أبناء الوطن الواحد بقواسم تجمعهم , وتساهم بتقوية وجودهم وشد أزرهم وتأمين تلاحمهم ,  للحفاظ على مصالحهم المشتركة.
    فالمواطنة تؤكد قيمة الإنسان ودوره في تقوية وتعزيز دور أخيه المواطن , وما سينجم عنها سيقوي قدرات الجميع , فالمنفعة عامة ومتبادلة والتكافل الوطني سائد.
    إن إغفال روح المواطنة وجوهر قيمها وضوابطها السلوكية , يؤدي لإنتفاء وجود الدين كفعل في الواقع اليومي للناس , مما يعني أن الدين سيكون مركونا على رفوف الغفلة والإهمال.
    فالمجتمعات التي تغيب فيها مفردة المواطنة وتعلو عليها مفردات أخرى لا تتواكب مع الإرادة الوطنية , يكون فيها الدين مهجورا عمليا , وتصدح به المنابر كلاميا , ويتناسى الجميع أن الدين العمل , ويكتفون بأنه قول وحسب , مما يدعو للتناقض والنفاق وتسويغ الفساد والآثام والخطايا , ويكون للفتاوى الغاشمة دورها في صناعة الويلات ووضع حجر أساس الوعيد.
    فلا بد للمجتمعات الساعية لحياة حرة   كريمة , أن تعلي من شأن المواطنة وتحمي حقوق الإنسان , وتحافظ على قيمته بأرقى وأقوى صورها , فالمواطن قيمة عليا وعندها سيكون الوطن بخير وإزدهار.
    وما يحصل في بعض المجتمعات أن المواطنة مغيبة , وتسحقها سنابك المسميات التي يُراد لها أن تسود وتتحكم بمصير الأجيال , وتحويلها إلى موجودات خانعة تابعة , مشحونة بالمشاعر السلبية والقوى الدونية القفراء.
    فهل توجد مواطنة؟
     وهل للمواطن حقوق وتحترم قيمته؟
    لا بد من الإجابة قبل التحدث بلسان الحرية والديمقراطية , وأخواتهما من الموضوعات الكلامية الخالية من أي رصيد في واقع الأيام.
    " وللأوطان في دم كل حرٍّ....يدٌ سلفت وديْنٌ مستحقُ"

    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media