التقليد هو من القلادة ، ومعناه جعل القلادة في عنق الغير أي الأخذ بفتوى المجتهد (في جميع مجالات الحياة المختلفة) وتعلمها للعمل بها مع جعل صحة وخطأ العمل في عنق المجتهد.
و التقليد لم يكن حدثاً عفوياً أو بسيطاً أنتجته عقول العلماء قبل مئات السنين بل هو حدثاً يمتد في عمق التاريخ بل قبل أن يكون هناك تاريخ أو نتاج بشري فقد جعله الله سبحانه وتعالى أن يكون الحلقة الأولى في أقدم طريقة للتعلم قبل أن يكون هناك هواء أو ماء أو نار أو تراب فقط كانت أنوار محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين فقد كانت تسبح الله وتهلله وتوحده وعندما خلق الله الملائكة عليهم السلام وهم المعصومون فكانت لا تعرف كيف تعبد الله سبحانه وتعالى وشاءت قدرة الله سبحانه وتعالى ان يكون التعليم عن طريق تقليد أنوار محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، فقد كانت أول أداة لنقل المعلومة والتعبد بها لله سبحانه وتعالى وإن شاء الله سبحانه وتعالى أن يأمر الملائكة أو يلهمها بهذه العبادة ولكنه جعل محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين مصدراً ومنبعاً لعبادة الله سبحانه وتعالى للعباد كافة وكان أولها تقليد الملائكة لهم في عبادتهم الله سبحانه وتعالى سلام الله عليهم أجمعين ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) (يقول : إن الله خلقني وخلق علياً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من نور فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا ، فسبحنا فسبحوا وقدسنا وقدسوا وهللنا فهللوا ومجدنا ومجدوا ووحدنا فوحدوا ، ثم خلق الله السماوات والأرضيين وخلق الملائكة فمكثت الملائكة مئة عام لا تعرف تسبيحاً ولا تقديساً ولا تمجيداً ، فسبحنا فسبحت شيعتنا فسبحت الملائكة لتسبيحنا ، وقدسنا فقدست شيعتنا فقدست الملائكة لتقديسنا ، ومجدنا فمجدت شيعتنا فمجدت الملائكة لتمجيدنا ووحدنا فوحدت شيعتنا فوحدت الملائكة لتوحيدنا وكانت الملائكة لا تعرف تسبيحاً ولا تقديساً من قبل تسبيحنا وتسبيح شيعتنا فنحن الموحدون حين لا موحد غيرنا وحقيق على الله تعالى كما اختصنا وأختص شيعتنا أن ينزلنا في أعلى عليين ، إن الله سبحانه وتعالى اصطفانا وأصطفى شيعتنا من قبل أن نكون أجساماً فدعانا وأحبنا فغفر لنا ولشيعتنا من قبل أن نسبق أن نستغفر الله )( 1)
(1)معارج اليقين في أصول الدين – الشيخ محمد السبزواري ص46، بحار الأنوار- العلامة المجلسي ج26 ص344)
خضير العواد