الأدب الجزائري من التأسيس إلى التّحْدِيث
    الخميس 11 مايو / أيار 2023 - 21:27
    أ. د. شميسة غربي
    جامعة سيدي بلعباس/الجزائر
    لا شكّ؛ أنّ قِسْماً كبيراً من تاريخ الإنسانية، قدْ ثَبَتَ عن طريق آدابها وفنونها، وعلومها واجتهاداتِ مُمَثِّليها؛ على مستوياتٍ مُتباينة من الفكر، ووفق وجهات نظرٍ مُتنوعة، ولكنها كلها؛  تصُبُّ في النهاية؛ في محضن البِنْيَة الذهنية المُنْتِجة للأنشطة العقلية والجمالية، وتأمل في توثيق معالمها، وتخليد رُؤاها في سِجلّ الحياة؛ حِسّاً وحرَكة، وإيماناً بصمود الحرف؛ أمام أعْتَى الحروب والكوارث والمفاجآت... ويبقى "الحرف" ذلك الناطق الرسمي في ميزان كتابات الشعوب، وفي تواريخ النهضات .................................................  

    العصر الرُستمي
    العاصمة: تــيهرت أو تيهارت
    من 299 -160  هــــ 911-776م
    مدخل: 
    نِظامُ الحُكمِ في هذهِ الفترة:
    تعاقب على حكم الدولة الرُّسْتُمية ثمانِية أئمّة، كان أوَّلهُمْ: الإمام عبْد الرّحْمن بن رُسْتم؛ الَّذي إعْتلى السُّلطة سنة 160هـ / 776م، وكان آخرهُمْ: اليقظان بن أبي اليقظان والذي تولّى الحكم سنة 294هـ /906 م؛ ولم يدُمْ فيه طويلا... فقدْ «دخل عليْهِ أبو عبْدِ الله الشيعي فقتلهُ في خاصَّته وجَماعةٍ مِنْ أهْل بيْتهِ في شوَّال سنَة 296هـ /جوان 909م (...) وبه انقضى عصر دولة بني رستم.» 
    كان عبد الرحمن بن رستم، أوَّل مُؤسِّس للدَّوْلة الجزَائرية الإسْلامِية؛ المُستقلّة عنِ الخِلافة العبَّاسِية في المشْرِق « وتكاد تُجمع كلّ المصادر القديمَة و الحَديثة؛ على أنَّ عبْد الرّحْمن مِنْ سُلالة الفرْس، بلْ مِنْ أشرَافِ فارس، حيْث يرْجعُ نسبُه إلى بَهرَام بن كسرى المَلِكُ الفارسي: فهو عبد الرحمن بن رستم بن بهرام بن كسرى.»    ويُحْكى أنَّه رَافقَ وَالِدَهُ ووَالدَتهُ في رِحْلةٍ لِأداءِ فرِيضةِ الحجِّ، فتوُفِّيَ الوَالِدُ في هذه الرِّحْـلة «وتزوّجتْ أمّهُ رَجُلا منْ حُجَّاج القيْرَوان، وصَحِبَها معهُ إلى بلدَتهِ التي كانتْ إذْ ذاك "مِصْراً" هامّاً من الأمْصارِ الإسْلاميَة.»  في القيْروان، تلقّى عبْد الرّحْمن تعْليمَهُ برِعايَة زوْجِ أمِّه، ولم يلبث أنِ التقى بِداعيةِ الإباضية: "مسلمة بن سعيد"، قبل أن يعود إلى مكانِ وِلادَتِه؛ البَصْرَة بِالعِرَاق، ويظلّ زَمَنا هناك؛ لِلتعمُّق في المَذهبِ الإباضِي على يد الإمام أبي عُبيْدة مُسلم بن أبي كريمة التميميّ، في الوَقتِ الذي كانتْ فيه المُلاحَقة جادَّة للقضَاءِ على الإبَاضِية... وهو مَا أوْجَبَ التّحلّي بِصفةِ "التّقية المَذهبِيَة" لدى أتباع المذهب... حـتى أنَّ دراسـة عبد الرحمن بن رستم؛ لـــهذا المذهب، كانت تُبَاشَرُ في « مدرسة سِرِّية هي عبارة عنْ سِرْدابٍ أرْضِي، لا يعرفه إلاّ التلاميذ الذين يُطلق عليْهم "حمَلة العِلْم" (...) في هذه المدرسة المتواضعة السرية بالبصرة، أخذ عبد الرحمن يتعمَّق علوم الشريعة بِرُفقة مجْموعةٍ منَ الطلبَة (...) و كان الشيخ أبو عبيدة المسلم، يُعْرَفُ بالقفاف لِتظاهُرِهِ بصناعة القفاف أثناء إلقاء دروسه السرية المحظورة، وَ تظاهُرِ تلاميذه بتعلُّمِ الصَّنْعة منْه، حتّى إذا مَا بُوغِتُوا بِحَرَسٍ أوْ شُرْطةٍ؛ لا يَجدُونَهُم إلاّ مُنْهمِكينَ في صِناعة القفاف، و ذلك بعْد أنْ يُحرِّكَ حارِسٌ بِبابِ السِّرْدابِ سِلسِلة حدِيديَة؛ تُنبِّهُ الشّيْخ و طلبتهُ إلى وُجودِ الحَرَس و الشّرْطة بالقُرْبِ منَ السِّرْداب، و حارِسُ بابِ السّرْداب هو عبارة عنْ بائعٍ للقفاف لاغيْر، يُوهِمُ بِهَا المارَّة. » 
    بعد قضاء خمس سنوات في هذه المدرسة (من 135هـ إلى 140هـ) يغادر عبد الرحمن بن رستم المشرق إلى المغرب مع أرْبعةٍ مِنْ مُمَثلي الإبَاضية وَهُمْ: إسماعيل بن درار الغدامسي وأبو داود القبلي النفزاوي وعاصم السدراتي، وكلهم مغاربة؛ وأبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافرى اليمَني، والذي ترك اليَمَن واجْتهدَ في نَشرِ الدَّعْوة الإباضية في المغرب العرَبي.
    شارك عبْد الرَّحْمن بْن رُسْتم؛ في الثوراتِ الإبَاضِية ضد الولاة... وتولّى حُكم القيْرَوان سنة 144هـ / 761م، غير أنه لم يلبث أنْ فرّ من القيروان إلى المغرب الأوسط، حيْث سيُؤسِّسُ الدّولة الرُّستمية ويُحَققُ مشروع الإبَاضية الذي حَلمَ بِهِ مُنْذ تشكّلَ الوَعْيُ لديْهِ «وكانت أيامه كلها سِلما وأمْناً» 
     إلاّ أنّهُ وبعْد وَفاتِهِ سنة 171هـ / 787م وخلال تعاقب السبعة أعيان على السلطة... ستعيش الدولة الرستمية، أحداثا و«وقائع عديدة؛ سُفِكتْ فيهَا الدِّماءُ أنْهاراً.» 
    مُلخَّصُ هذه الوقائع، يتعلقُ بثوْرة "ابن فندين" وعِصْيان "زناتة" وثوْرة "بني مسالة" وحَادِثة المـدْعو "ابـن عـرفة التيهرتي" صِهْرُ أبـي بـكـر بْن أفـلــح «الذي أصبح بِسِعايةٍ منَ الوُشاة و الحسَدة يُنافسُ الإمامَ في مُلكه، فحصلتْ بيْنهما من ذلك وَحْشة أدَّتْ إلى إغتيال ابن عرفة وإضطراب حبْلِ الحكومة بقيام أصحابه على الإمام، واستمرت الفتن بتيهرت، إلى أن عاد أبو اليقظان من المشرق واستلم زمام الدولة من أخيه، فقهر الثائرين (...) ثم نشأت حركات ثورية أيضا من الأعاجم المزاحمين لآل ابن رستم في الرئاسة (...) وعمت الفتنة إباضية جبل نفوسة، فانضم إليهم أبو اليقظان وتعددت المعارك بين الطائفتين، وكان النصر فيها سِجَالاً ..» . وشبّتْ نارُ الفِتنة حتى بيْن العمِّ وابْنِ أخيهِ... فهَا هُوَ الإمام "أبو حاتم" يدخل في حرْب مع عمِّه "يعقوب بن أفلح" تدومُ أرْبع سنوات، لِتنتهي بِرَحيلِ "يعقوب بن أفلح" إلى "بني وارجلان" وظل هناك حتى مات... ولم ينج أبو حاتم من الغدر، فقُتِلَ مِنْ طرف بني عمومته سنة 294هـ /906 م. 
    إلى جانب هذه القلاقل... ينْضافُ عنْصُرٌ طبيعِي؛ فيزيدُ الطين بِلّة... فقد « إشتدَّ القحْط بالناس وعمت المجاعة جميع بلاد المغرب والأندلس، من سنة 253هـ إلى 265هـ /867م إلى 878م، ثمَّ أعْقبَ ذلك وباءٌ وموتُ المِئاتِ مِنَ النَّاسِ سنة 285هـ / 898م، وقدْ عمَّ ذلك بلادَ مصْر والحِجاز أيْضاً »  ومع هذا وذاك... يحْتدمُ الصِّراعُ بيْن أصْحاب المذاهب، حيْث ستكْثرُ « المُجادلات والمُناظرَاتُ في المسائل الفقهية والمذاهب الكلامية؛ ممَّا أدَّى إلى تكوِين أحْزابٍ مُتعدّدَة، كلُّ واحدٍ منْها مُتمسِّكٌ بِرَأيه غاية التمسّك، مُتعصِّبٌ له أشدّ التعَصّب.»  وتصاعد « التنازع المذهبي بين النكارية والإباضية على عهد الإمام عبد الوهاب، وهو في حقيقة الأمر نزاع سياسي لا ديني؛ سببه التهالك على الرئاسة من أصحاب المقاصد والمنافع الشخصية (...) وقد أدَّى ذلك إلى وَقائِع دامِيَة... »  .
    رغم أن هذا التنازع – حسب مَا يُثبِتهُ التّارِيخ – لم يكن مَوْجُوداً فترة حُكمِ "عبْد الرّحْمن بن رُسْتم" الذي «وضـع قـواعد دوْلتِه على أسُسِ مذهبه الخارِجي، وكان مع ذلك هُوَ وجـمـيـعُ  مَنْ خَـلْفـه عـلـى عـرْش تيهرت مُتسـامِحـاً مـع جـميـع أهْـلِ الـمذاهب الأخْرَى مِنْ أهلِ الرّأي وغيْرِهِمْ، فقد كانت المُناظراتُ والمُباحثات العِلمية، تُعْقدُ بيْن أيْدي الأئمّة في مسَائلِ الاعْتقاد وغيْرها، بصدْرٍ رَحْبٍ..»  قبْلَ غلق المِلفّ السّياسِي لهذه الفتْرَة، يَجْدُرُ السّؤال: إذا كانت ديمقراطية الخوارج، تقوم على فكرة: "أصْلحُ النّاس بالإمامَة أحقُّ بِها" وأنّه لا وُجودَ لِنِظامِ الوِرَاثة في الحُكم لَديْهِمْ، إذا كان الأمر كذلك؛ كيْفَ يتعَاقبُ علَى السّلطة ثمانيةُ أئمّةٍ مِنْ أسْرةٍ وَاحِدة ؟! 
    الحياة الثقافية: 
    كانتْ عاصِمة الرّسْتميين "تيهرت" «تُشبَّهُ وتُقارَنُ بِقرْطبة وبَغداد ودِمشْق وغيْرها منْ عواصم الشّرْق اللاّمعة، فكانت تُدْعَى بعِراقِ المغرِب» . وتُدْعَى كذلك: "بَلَخ المَغرِب" (بلخ: مدينة ببُخارَى، إشتهرت بالرّواجِ العِلمي والتنوّع الثقافي) كما أخبر بذلك سليمان الباروني.
    سادت الثقافة الدينية بالدرجة الأولى «لأن الأئمة الإباضيين كانوا علماء دين (...) يُعلّمون النّاس ويُلقونَ عليْهم بالمساجد دُروساً في التّفسير والحَديث والفِقه والكَلام والآدابِ والعلوم والرّياضِيات والتّنجيم (...) وكان بتيهرت مَكتبة تُدْعى المعْصُومة، فيها الآلافُ من المُجلّدات، ولمّا دخلَ الفاطِميون إلى تيهرت، استوْلوا عليْها سنة 399هـ / 911م وأحْرقوها»  
    فإذا اقتصرْنا على الحديث عنِ الأدب – مَثلاً – بِفرْعيْهِ: النّثرُ والشّعْرُ في عهْد الرُّسْتميّين؛ فإنّ أوّلَ شخْصِية يُمْكن الإسْتئناسُ بهَا، هي شخْصية الإمام "أفلح بن عبد الوهاب" الذي خلّف النثرَ والشعرَ على السّواء... ويَغلبُ علَى كِليْهِمَا طابعُ الوَعْظ والإرْشادِ؛ ولا غرابة في ذلك، فالباحث في الأدب الجزائري القديم – عُموماً- يُلاحِظ إزْدِوَاجِية الفِقْه مع الأدب في أغلب النّتاج، وهو مَا سيَسِمُ النّصّ الإبْداعِي بِمسْحَةٍ مِنْ غيابِ الرّوْنق... إنْ جاز التّعبير... 
    مِنْ بيْنِ الأشكــال التَّعبيرية التي تعـاطـاها الإمام "أفلح بن عبد الوهاب"؛ على مستوى النثر، كتابة الرّسائل، وفيما يلي نموذج منها:
    «بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، من أفلح بن عبد الوهاب إلى ....... (بياض في الأصل).
    أمَّــا بـعْــدُ: ألبَسَنا اللهُ وإيـّـاكَ عافيتَهُ، وكَفانَا وَإياّك مهِمّات الأمُورِ برَحْمته. كتبْتُ إليْكَ وأنا ومَنْ قِبَلِي وخاصَّتِي والرّعِيَة عامّة على أحْسن حالٍ جرَتْ به عادة الله وتوَارَتْ بهِ نعْماؤهُ فلهُ الحمْدُ كثيرا والشّكرُ دائِما.
    أتاني كتابك بالذي أحبُّ عِلمَهُ منْ سلامَتك، وحُسْن حالك، وتواتُر نِعَم اللهِ عليْك، وإحْسانه إليك، وإلى من قبلك من الرّعية، وأهل الطاعة فَسَرَّني بذلك، وحمدت الله كثيرا عليه وسألته تمام النعمة علينا وعليكم برحمته إنّه مجيب، وذكرتم أمر نفاث، وأكثرتم فيه الكتب ووصفتم عنه أشياء لا يشُّك أحد منكم في أنَّها بدعة وخلاف لما مضى عليه سلفكم، فإن يكن كما وصفت فما ينبغي لأحد منكم أن يخالجه الشَّك في أن ذلك ضلالٌّ، لأنَّ الهدى في أيديكم، والحقُّ ما شرعه لكم سلفكم الصّالح والأئمة المرضيين رضي الله عنهم فمن أتى من بعدهم من يخالف شريعتهم ويأخذ في غير طريقهم، فهو ذو بدعة وكلُّ بدعة ضلال، وكلُّ ضلال كفر، وكلُّ كفر في النَّار، وأنتم على يقين من سنَّة أسلافكم، ولا يتَّبع الهدى إلاَّ في موافقتهم، ولا يخاف العاقل الهلاكَ إلاَّ في خلافهم وقد قلتم في كِتَــابــكــم: "هـو غـلام حـــدث غرٌ لا تربة لــه فـــي الأمــور، فنــخــاف أن جــشــمناه السّفر والشّخوص أن تحمله اللجاجة مع إعجاب الرأي والتَّيه بالنفس على التَّمادي فيما يهلك به نفسه " فما وجه ما سألتم من ذلك؟ وهل أنتم على شكٍّ من دينكم أو ريبة من أمركم؟ السنّة في أيديكم وأسلافكم الماضون على مثل حالكم، بل كانت لهم عمال في حال كتمانهم وكِبارٌ يقومون بكل أمر من الحقوق وغيرها في حال الكتمان وليس أحد منهم يقول ما حكيتموه عن هذا الغلام. 
     فلما حدث منه ما ذكرتموه كان أمرا واضحا، وهو أنَّه أخذ بخلاف ما مضى عليه سلفه وأحدث مقالة، لم يقلها عنهم غيره وأنتم على يقين من أمْرِكم فما أحوجكم إلى مجيئه وأشخاصه وإن كنتم تريدون و أن تعلموا ما نحن عليه، فنحن على مامضى عليه سلفنا، ومُقِرون لما حكيتموه عنه أن قاله، فقوموا عليه فإن رجع عن مقالته، ونزع بدعته، فمقبول منه رجوعه و مرحبا بالتّائب حيث كان وممَّن كان وأين كان، و إِنْ أَبَى إلاَّ التَّمَادي فأنتم تعلمون السِّيرة فيمن إبتدع في دين الله وشق عصا الإسلام، وقال بخلاف الحقِّ، فإنَّه محقوق بأن يُهجر ويُقصى ويُبعد، ونفاثّ مثل واحد من النَّاس لا أخصه بشيء دون غيره، والسِّيرة فيه وفي غيره واحدة، والسُّنة قائمة وحكم الله لا يزول ولا يتبدَّل، فإنَّا نشهد الله على من كان من أهل هذه الدعوة وعمالنا وقوادنا وأهل العلم من أصحابنا، ومن التَّف إليهم من رعيتنا، أن لا يسمع أحد يبتدع في دين الله أو يسلك طريقة غير طريقة أصحابنا الماضيين من أسلافنا، إلاَّ ويكون قد غير ذلك وأطفأه، وإستَتَاب من أظهره، فإن لم يَتُب خلعه، فهذه مني عزيمة واجبة وأمر لازم وفرض محرم، أن يتعدَّى أو يقول بخلافه، فمن قُرِئ عليه كتابي هذا، فليسمع وليطع، ولينتبه إلى ما أمرت به، فإنَّ من إنتهى إليه كتابي هذا في حرج إن قَصُر عمَّا أمرت به، ومن عاب أحدا من عمالنا بخِصلة من الخصال أو أنكر  عليه شيئا فليرفع ذلك إلينا فنكون نحن الذين يُغيرونه إن كان ممَّا يغير.
    وليس للرعية الوثوب على السُّلطان حتَّى ترفع ذلك إلينا، لأنّ الوثوب على السُّلطان والإقتفاء للخصال التي نحن أولى بالنّظر فيما خطأ من الرعية وضَرب من ضروب السَّائبة، لأنَّ هذا و ضربه ممَّا لا يعلم باطنه إلاّ بالبحث، وقد ظنّ الظَّان في الأمر، فيراه خطأ وهو عدل من حيث لا يعلم ولم يظلم من دعاكم إلى نفسه وكلفكُم بأن ترفعُوا أموركم إليه لأن في ذلك شفقة منا عليكم أن تهْلكوا من حيث لا تعلمون، والله ولي عصمتنا وتوفيقنا وإيَّاكم وهو المستعان لا شريك لهو قد كتبت إليك جواب مسائلك، فعليك بتقوى الله والعمل بطاعته وحُسن النَّظر لنفسك فإنَّها إن سلمت لك، فقد نجوت وفزت فوزًا عظيمًا ولا تدع الكتابة إلي بحالك وسلامتك فإنَّك تَسُرُني بذلك و السلام .»   

    مناسبة الرّسالة:
    كان "فرج بن نصر النفوسي" الذي إشتهر بـ "نفاث" من علماء الأباضية المشهورين بغزارة العلم والاجتهاد وصواب الرأي، اعترف له بذلك خصومه من شيوخ المذهب، وسجلو الحقائق والأساطير حول علمه ورجاحة عقله وقوة فكره، فقالوا أنَّه أخذ العلم عن الإمام "أفلح" نفسه الذي كان قد ظهر نبوغه قبل أن يبلغ الحلم، ونصّوا على أنّه لم يكن يكتفي بالعلم النظري بل كان يسعى إلى إثبات النظرية بالتجربة، لهذا كان يسعى الإمام "أفلح بن عبد الوهاب" إلى إرجاعه إلى صوابه و إبعاده عن الأفكار البدائعية، إلاَّ أنّ، مايلفت الإنتباه هو تسمية "فرج بن نصر النّفوسي" بـ "نفاث" فما سبب هذه التسمية؟
    تسمية النفاثية:
    إذا كانت "نفوسة" وجبلها قد مثَّلت الثّقل في إمامة تــاهرت الرستمية فأنَّ مدينة "قنطرارة"  وحيزها كانت بمثابة مركز الثّقل في جبل "نفوسة" وبسبب التّنافس على ولاية إقليم "قنطرارة" كان الإشتقاق الثالث بين الأباضية على عهد الإمام "أفلح بن عبد الوهاب"، وهو الإشتقاق الذي عرف أصحابه بــ "النّفاثية" نسبة إلى "نفاث"، وهو اسم الشّهرة الذّي عرف به به قائد الحركة "فرج بن نصر النّفوسي" و مع أن "الباروني" يسجّل إسمه في شكل "نفاث"، ويقول أنّه ربّما كان من القرية المعروفة الآن "نفاثة"، والتي ربما كان أهلها المالكية من سلالته، فالواضح من النّصوص أنّ أصحاب الإمام "أفلح" هم الذين أطلقوا اسم "نفاث" على "فرج": كلقب تجريـحي، كما فعلوا مع "النّـكار"، والإسم الذّي يكاد يعادل اسم الخوارج الذّي أطلق على أسلافهم الأوائل. وإذّا صحّ ذلك فأغلب الظنّ أنّ إسم "نفاث" مشتق من الفعل نفث، ينفث، والمقصود به هو نفث سمـوم الخلاف والفرقة.
    وإلى هنا ورواية "أبي زكريا" تسجّل أنّ سبب خلاف "نفاث" سياسي دنيوي من أجل ولاية "قنطرارة"، ولكنّه يأتي بعد ذلك بــأسباب أخــرى ذات طبيعة فقهية مذهبية ترجع أنّ الخلاف
    كان دينيا من حيث الشّكل على الأقل، أو أنّه، صار هكذا من ذلك ما ينسب إلى "نفاث" عن أنه قال في الإمام "أفلح": "أضاع أمور المسلمين، ويزيد في الخلقة ويلبس الطرطور، ويخرج إلى الصيد ويطلي بالأشبر" ، ممّا يعني أن "نفاثا" كان متمسكا بسنن أهل الدعوة القديمة، وأنّه كان ضدّ مظاهر التّطور التّي أخذ بها الإمام "أفلح" من التّجديد في الزي   وتقليد خلفاء بغداد وعمالهم في لبس القلانس، والعناية بالمظهر، وإنفاق بعض الوقت الفي الرّياضة، ثم تسلل الخلافات المذهبية والفقهية في عدد من المسائل التّي يظهر فيها إجتهاد "نفاث"، والتّي أنكرت عليه حتى نُسِبَ بسبب بعضها إلى الكفر.
    فمن المسائل التّي إبتدعها "نفاث"  زعمه أن خطبة الجمعة بدعة ومن أخطرها فتواه بأنّ أبناء أخي الرّجل من الأب والأم (أي الشّقيق) أولى بوارثته من أخيه من الأب فقط، ويعلق "أبو زكريا" على هذه الفتوى فيقول: "إنّ نفاثا" رادا بها ضلالا، وأنّ المشايخ قالوا: "لو لم يفت إلا هذه المسالة لكفر بها".
    ويضيف "الباروني" في "الأزهار الرّياضية في أئمة الملوك الأباضية" عددا من مسائل الخلاف التّي أثارها "نفاث" منها قوله: أنّ الله هو النّص الدّائم وإنكاره استعمال الإمام العّمال والسّعاة لجباية الحقوق الشّرعية ومطالب بيت مال المسلمين هي الرّعايا، وقوله أنّ المضطر بالجوع لا يمضي بيع ماله إذا باعه لأجل ذلك. » 
    وأمَّا في ميْدان القريض، فقدِ اشتهرتْ قصيدةُ: "فضلُ العِلْم" للإمام "أفلح بن عبد الوهاب" أيضا والتي تناولتْها مُعْظمُ كتبِ الأدبِ الجزائري؛ بلْ وحتّى كتبُ التاريخ، يقول في بعْضها : 
    العِــــلــمُ أبْـقى لِأهْـــلِ العِـلْمِ آثارَا * يُرِيــــكَ أشْخـــاصَهُمْ رَوْحــا وَأبْكـارَا 
    حتّى وإِنْ ماتَ ذو عِلْمٍ وذو وَرَعٍ * مَـا مَـاتَ عبْدٌ قضَى مِنْ ذاكَ أوْطارَا 
    وذو حـــياةٍ علَى جهْلهَا ومَنْقصَة * كميِّتٍ قدْ ثوَى في الرَّمْسِ  أعْصَارَا 
    للهِ عُــصْـبَة أهْــلِ العِــلمِ إنّ لَـــهُمْ * فضْـــلاً عـــلَى النَّـاسِ غِياباً وحُضارَا
    ولعلّ خيْر مَنْ يُمثلُ الشّعرَ الجزائري إبّان الفتْرة الرُّسْتُمية، الشاعر بَكر بن حمّاد التيهرتي الذي احتل مكان الصَّدارَة... حتى استطاع أن يدخل بلاط الخليفة العباسي، و«وصل خبره إلى الأندلس، فقصَدهُ الكثيرُ منْ أهلها لِلأخْذِ عنْهُ والتّخرّجِ على يده. وكان منْهمْ قاسم بن أصبغ البياني، وَقرّبَهُ بَنو الأغْلب إليْهِمْ، فقال فيهمْ القصائدَ الرّائعة وَنالَ مِنْهُمْ الجوائزَ السّنية...»  
    جُمِع شِعرُ "بكر بن حمّاد "في ديوانٍ عُنوانُهُ: "الدُّرُّ الوَقّاد مِنْ شِعرِ بَكر بن حمّاد" وقد تضمن هذا الديوان عدة أغراض شعرية...لعل أجودها ما جاء منها في رثاء ولده عبد الرحمن، يقول :
    بَكـيتُ على الأحِبّةِ إذْ توَلّوا * ولــوْ أنّـي هـلـكتُ بَكوْا عليَّا
    فيــا نسْلي بقاؤكَ كانَ ذخْراً *وفَـقـدُكَ قدْ كوَى الأكْبادَ كيَّا 
    كفَى حُزْناً بأنّنِي مِنْكَ خُلوٌ * وأنّــكَ مـــيِّتٌ وبَــقيتُ حيَّا 
    وَلــمْ أكُ  آيِساً فيئسْتُ لمَّا  * رَمَيْـتُ التُّرْبَ فوْقكَ مِنْ يَدَيّا 
    وتظلّ أسماء أخْرى مُنْتسبَة في نِتاجِها إلى فترة الحُكْم الرُّسْتُمي، يُمْكنُ إجْمالها في الآتي: «أبو الفضل أحمد بن القاسم التميمي البزاز، أبو سهل الذي كان يحسن، زيادةً على العربية اللهجة البربرية، وألف فيها مُصنفاتٍ احترقتْ في الفتنِ التي أصِيبتْ بها تيهرت سنة 350هـ/917م، ابن الصغير، مؤرخ الدولة الرستمية، يهوذا بن قريش التاهرتي، وهو واضع أسس النحو التنظيري وقد وُجِدَ كتابُهُ بِإنْجلترّا / مكتبة أكسفورد، ثم أحمد بن فتح التاهرتي، الذي انتقل إلى المغرب الأقصى، وسعيد بن واشكل التاهرتي، والنعمان بن المنذر، وهو من تلامذة الإمام سحنون.»  إرتأيتُ ختْمَ الحديثِ عنْ هذه الفترة، بذلك الاجتماع الذي تمَّ بيْن الإباَضِية والمُعْتزِلة للمُناظرة و أوْرَدهُ البَارُوني فقال: «.. أخبرني أحمد بن بشر عنه قال لي: اجتمعتِ الإباضية والمعتزلة بِنَهْرِ مينة، لِمَوْعدٍ جعلوهُ فيما بيْنهم للمُناظرة، وكان كثير من هُوارَة ممّنْ حضر المجْلس؛ يَتسمَّى بعبْد الله بكسْر الدّال وكذا اسم هذا الرجل، ولمّا اجتمعَ القومُ وضمّهُمُ المكانُ، نادى رَجلٌ منَ المُعْتزِلة: يا عبدِ الله؛ بكسْر الدّال فأجابه رَجلٌ ثانٍ فقال: لستُ أرِيد... قال عبد الله وقد علمتُ أنّه إيّايَ يُريد... فكرِهتُ أنْ أجيبه خوْفاً من سؤاله، فقال عبد الله بن اللمطي: أرِيدُ. فقلتُ: لبيْك. فقال لي: هلْ تستطيع الإنتقال من مكانٍ لسْتَ فيه، إلى مكانٍ أنتَ فيه؟ فقلتُ: لا! فقال لي: هلْ تستطيعُ الانتقال من مكانٍ أنتَ فيه إلى مكانٍ لستَ فيه؟ فقلتُ: إذا شئتَ فعلتُ ...! فقال: خرَجْتَ منْها يا عبد الله. »  
    ملاحظة: غاب عني شرح كلمة "النكارية" في سياق الحديث عن بعض الفتن التي عرفتها تيهرت الرُّسْتمية... وأسْتدركُ هذا السّهْوَ فأقول: النِّكارية: فِرْقةٌ منَ الخوارج، تشيّعوا لابْن فنْدين، ضدّ الإمام عبْد الوهّاب، فسُمّوا "إنكارية" بسبب إنكارِهم إمامةَ عبْد الوَهّاب وهم الذين سيقتلون "ميمون بن عبْد الوهّاب ".

    الإحالات:
    الكُتبُ المُسْتعان بها في هذا العمل:
    1)أحمد المقري، أزهار الرياض في أخبار عياض، ضبطه وحققه وعلق عليه، مصطفى السقا، وإبراهيم الأبياري، وعبد الحفيظ شلبي، القاهرة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر،1358هـ / 1939م الطبعة: اللجنة المشتركة لِنَشر التراث الإسلامي، بين حكومة المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة. 
    2)أحمد المقري، روضة الآس العاطرة الأنفاس في ذِكر من لقيته من أعلام الحضرتين، مراكش وفاس، تقديم وتحقيق، عبد الوهاب بن منصور، الطبعة الملكية، الرباط، السنة 1964.  
    3)أحمد المقري، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب، الجزء الثالث، شرح وضبط وتعليق، مريم قاسم طويل ويوسف علي طويل، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1995. 
    4)أحمد بن محمد أبو رزّاق، الأدب في عصر دولة بني حماد، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، السنة 1979.
    5)أحمد بن هطال التلمساني، رحلة محمد الكبير "باي الغرب الجزائري" إلى الجنوب الصحراوي الجزائري، تحقيق وتقديم، محمد بن عبد الكريم الجزائري، الناشر، عالم الكتب، القاهرة، الطبعة الأولى، السنة 1969.
    6)بحاز إبراهيم، عبد الرحمن بن رستم، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، السنة 1990.
    7)بكر بن حماد التيهرتي، ديوانه: الدرّ الوَقاد مِن شعْر بَكر بن حمّاد، تقديم وجمع، محمد بن رمضان شاوش، المطبعة العلوية، مستغانم، الطبعة الأولى، السنة، 1966. 
    8)بشير خلدون، الحركة النقدية على أيام ابن رشيق المسيلي، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، السنة 1981.
    9)حاجيات عبد الحميد، أبو حمو موسى الزياني، حياته وآثاره، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، الطبعة الثانية، السنة، 1983.
    10)رابح بونار، المغرب العربي، تاريخه وثقافته، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، 1981.
    11)أبو راس المعسكري، فتح الإله ومنّته في التحدث بفضل ربّي ونعمته، تحقيق وضبط، محمد بن عبد الكريم الجزائري، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، السنة 1990.
    12)محمد البشير الإبراهيمي، آثار الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، الطبعة الأولى، 1978، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، الجزء الأول والثاني.
    13)محمد بن رمضان شاوش، الدر الوقاد من شعر بكر بن حماد، المطبعة العلوية، مستغانم، الطبعة الأولى، السنة 1966.
    14)محمد الطمار، تاريخ الأدب الجزائري، ديوان المطبوعات الجامعية، الطبعة الثانية، السنة 2010.
    15)محمد بن محرز الوهراني، مناماته ومقاماته ورسائله، تحقيق إبراهيم شعلان، ومحمد نغش، مراجعة عبد العزيز الأهواني، القاهرة، 1967، 1968.
    16)محمد ناصر، رمضان حمود، حياته وآثاره، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، الطبعة الثانية، 1985.
    17)ابن ميمون الجزائري، التحفة المرضية في الدولة البكداشية، في بلاد الجزائر المحمية، تحقيق وتقديم، محمد بن عبد الكريم الجزائري، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، الطبعة الأولى، السنة 1972.
    18)عبد الرحمن بن محمد الجيلالي، تاريخ الجزائر العام، دار الثقافة، بيروت، الطبعة الرابعة، السنة 1980، الجزء الأول والثاني والثالث (من أصل أربعة أجزاء).
    19)عبد الرزاق بن حمادوش الجزائري، رحلة لسان المقال في النبإ عن النسب والحسب والحال، تحقيق وتقديم، أبي القاسم سعد الله، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، وحدة الطبع المتعددة، ورشة أحمد زبانة، الجزائر، السنة 1983
    20)أبو عبد الله الشهير (بابن مريم)، البُسْتان في ذِكْر الأوْلياء والعُلماء بتلمْسان، تقديم، عبد الرحمن طالب، تحقيق محمد بن أبي شنب، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1986. 
    21)عبد الله حمادي، دراسات في الأدب المغربي القديم، قسنطينة، الطبعة الأولى، 1986. 
    22)عبد الله ركيبي، تطور النثر الجزائري الحديث، المؤسسة الوطنية للكتاب، الدار العربية للكتاب 1983.
    23)عبد القادر الجزائري (الأمير)، الديوان، شرح وتحقيق ممدوح حقي، دمشق، الطبعة الأولى، دون تاريخ.
    24)أبو علي الحسن بن رشيق المسيلي، العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، تقديم وشرح، صلاح الدين الهواري وهدى عودة، دار ومكتبة الهلال، الطبعة الأولى، 1966. (الجزء الأول) 
    25)عمار الطالبي، ابن باديس، حياته وآثاره (جمع ودراسة) دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية، 1983، الجزء الثالث.
    26)عمر بن قينة، أدب المغرب العربي قديما، ديوان المطبوعات الجامعية، بن عكنون، الجزائر، 1994.
    27)عمر بن قينة، في الأدب الجزائري الحديث، تاريخا... وأنواعا.. وقضايا... وأعلاما، ديوان المطبوعات الجامعية، الساحة المركزية، بن عكنون، الجزائر، 1995.
    28)أبو القاسم محمد الحفناوي، تعريف الخلف برجال السلف، مُوفم للنشر، 1991، الجزء الأول.
    29)أبو القاسم سعد الله، أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر، الجزء الثاني، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1986.
    30)أبو القاسم سعد الله، أشعار جزائرية (مِنْ تقديمِه وتحْقيقه)، المؤسسة الوطنية للكتاب، السنة، 1988.
    31)أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي من القرن العاشر إلى القرن الرابع عشر الهجري. (16م – 20) الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1981 (الجزء الأول). 
    32)أبو القاسم سعد الله، تحقيق رحلة ابن حمادوش الجزائري، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، وحدة الطبع المتعددة، ورشة أحمد زبانة، الجزائر، 1983.
    33)أبو العباس أحمد بن حسن بن علي بن الخطيب الشهير (بِابْنِ قنْفذ القسَنْطيني)، أنْسُ الفقير وعِزُّ الحقير. إعْتنى بنشْره وتحْقيقه: محّمد الفاسي وأدولف فور، منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي، جامعة محمد الخامس، كلية الآداب.
    34)أبو العباس أحمد بن حسن بن علي بن الخطيب الشهير (بِابْنِ قنْفذ القسَنْطيني)، الوفيات، تحقيق وتعليق، عادل نويهض، منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1980.  
    35)سليمان باشا الباروني النفوسي، الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية، قسم 2 دون طبعة، دون تاريخ. (Pdf) وتوجد طبعة أخرى، لِدارِ البعث الجزائر، الطبعة الثالثة، السنة 1985.
    36)سعد زغلول، تاريخ المغرب العربي، منشأة المعارف، الإسكندرية، دون طبعة، السنة 1979 (الجزء الثاني) 
    37)شميسة غربي، بناء المقامة عند ابن ميمون الجزائري، ديوان المطبوعات الجامعية، وهران، الطبعة الإولى، السنة 2010.
    38)شميسة غربي، السيرة في الأدب الجزائري القديم من القرن السابع هـ إلى القرن الثاني عشر هـ، ديوان المطبوعات الجامعية، وهران، الطبعة الأولى، السنة 2010.

    أ.د شميسة غربي/ سيدي بلعباس
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media