الوسيط العراقي لم يكن سوى مجرد ساعي بريد
    الأحد 4 يونيو / حزيران 2023 - 18:35
    حيدر الصراف
    بعد التقارب ألأيراني – السعودي و الذي تم و تحقق بجهود و وساطة صينية على الرغم من ان ( بغداد ) كانت المدينة التي جمعت الفريقين السعودي و ألأيراني الى طاولة المفاوضات و في عدة اجتماعات متتالية و حتى هذه اللقاآت و ألأجتماعات التي جرت في ( بغداد ) لم يشر اليها الطرفان ألأيراني او السعودي حتى و ان كان من باب ( المجاملة و الشكر ) على ( الجهود ) العراقية في تحقيق تلك المصالحة و كذلك فأن التقارب المصري – ألأيراني ألأخير و الذي يزعم العراقيون انهم كانوا المبادرين في جمع المتخاصمين ألأيراني و المصري في ( بغداد ) بمبادرة ( خير ) عراقية و لكن هذا ألأمر لم يذكر و ذهب ( الفضل ) في هذه المبادرة الى ( سلطنة عمان ) و التي نسب اليها تحقيق اللقاآت بين ألأيرانيين و المصريين .

    دليل آخر على ضعف أداء الدولة و وزاراتها و عدم أهتمام الدول ألأخرى بما يسمى ( الدبلوماسية العراقية ) و الوساطات ( العراقية ) في ( لم ) شمل ألأطراف المتخاصمة الى الحد الذي لا يذكر أي دور للحكومة العراقية و التي أصبحت تمثل دور ( الخاطبة ) و التي تروم ( الثواب ) فقط من جمع ( رأسين بالحلال ) دون فائدة تذكر للجانب العراقي حتى و ان كانت كلمة ( شكر او ثناء ) و التي استكثروها امام هذ الفشل الدبلوماسي الذريع و الذي هو مرآة عاكسة للدولة الفاشلة التي صنعتها ( ألأحزاب ألأسلامية ) الفاشلة و لم يكن الحراك الدبلوماسي ( السياسة الخارجية ) للدولة العراقية ليكون بمعزل عن الفشل و ألأحباط الذي يعم كل مؤسسات ( الدولة ) العراقية .

    هذا البلد ( العراق ) و الذي يعتبر رقمآ صعبآ في المعادلة ألأقليمية و الدولية و منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة و أهمية هذه الدولة و دورها تكمن في أولئك السياسيين ألأفذاذ الذين جعلوا من هذا البلد الحديث النشأة و الخارج للتو من انقاض الدولة العثمانية المتهاوية بلدآ ذو شأن عظيم في المنطقة و العالم و ليس اعتباطآ ان تكون ( بغداد ) مكانآ مرموقآ تعقد فيه ألأتفاقيات و المعاهدات و بعيدآ عن التقييم الجدلي فأن حلفآ عسكريآ قويآ يضم عدة دول كبيرة في العالم يعقد في ( بغداد ) و يسمى بأسمها لأهمية الدولة العراقية و مكانتها ألأقليمية و الدولية و كذلك فأن الكثير من المنظمات الدولية المؤثرة في ألأقتصاد العالمي كانت ( بغداد ) الحاضنة و المؤسسة لمنظمة الدول المصدرة للنفط ( أوبك ) على سبيل المثال .

    على الرغم من تناقص و تقلص أهمية ( العراق ) و دوره بعد سقوط النظام الملكي و قيام نظام الجمهوريات المتعاقبة و التي أدخلت العراق في مغامرات و حروب داخلية و أخرى خارجية الا ان ( العراق ) حافظ و الى حد كبير من أهميته الجغرافية و ألأقتصادية و حتى في أواخر زمن النظام السابق رغم العقوبات ألأقتصادية المجحفة و الحصار الجائر الا ان العراق بقي مؤثرآ و ان كان في الجانب السلبي من التأثير و نقصد به عامل عدم أستقرار في المنطقة نظرآ لسياسات النظام السابق العدوانية و عنجهيته الا ان مؤسسات الدولة الرسمية كانت بأدارة مهنية كفوءة الى ان استلمت ( ألأحزاب ألأسلامية ) الحكم من ألأحتلال ألأمريكي و كان نظام المحاصصة و تقسيم الوظائف العليا في ( الدولة ) على أساس المكونات و ليس الكفاآت فكانت النتيجة الحتمية أندحار و تراجع الدور العراقي في المحيطين ألأقليمي و الدولي .

    سياسة التوسل و ألأستجداء و بالأخص في السياسة الخارجية و ألأستهانة بالدولة العراقية و مؤسساتها وصلت الى مديات خطيرة و يتجلى ذلك في أستقبال الرئاسات الثلاث ( البرلمان و الحكومة و الجمهورية ) و بحفاوة مبالغ فيها لأي مسؤول عربي كان ام أجنبي مهما صغرت وظيفته و كأنه ( هبة من السماء ) في حين ان ( المسؤولين ) العراقيين في زياراتهم ( العديدة ) الى دول العالم المختلفة يستقبلون من قبل نظرائهم من الوزراء او المسؤولين الآخرين فقط و حتى قد يكون أقل من مستوياتهم الوظيفية و هذا ألأمر يذكرنا بتلك الزيارة ( التأريخية ) التي قام بها رئيس الوزراء ألأسبق ( نوري المالكي ) الى مصر حينها كان في أستقباله وزير ( الطيران ) المصري في أستهانة واضحة و وقحة ( بالدولة ) العراقية لأن السيد ( المالكي ) لا يمثل نفسه و كان ألأجدر به قطع زيارته و العودة الى ( بغداد ) لكنها الكرامة المفقودة ( و من يهن يسهل عليه الهوان ) .

    حيدر الصراف
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media