الملوية ولعبة الأرقام!!
    الأثنين 5 يونيو / حزيران 2023 - 04:29
    د. صادق السامرائي
    لم يكن بناء الملوية إعتباطيا , وإنما بعملية رياضية هندسية معقدة , لخصت قدرات الدولة العباسية العلمية في ذلك العصر , فقد بلغت ذروة المعارف والعلوم وأبدعت فيها وأوجدت ما هو أصيل وغير مسبوق في تمثله وتفاعله مع التحديات العقلية.
    وكأنها إختصرت ما أبدعته دار الحكمة في بغداد , وما تمخضت عنه الترجمات والأبحاث والدراسات للعلماء فيها , وكيف أنهم غاصوا في مجاهيل العلوم وإستخرجوا المُشرق المنير.
    وبسبب التعمق المعرفي والإدراك العلمي الفائق , صاروا يعبرون عنه بمبتكرات عمرانية وإبداعات متنوعة  , وشاركوا العالم بما أنتجوه في زمانهم الساطع الأنوار.
    وعندما نتأمل الملوية ونحسب درجاتها فعددها (399) , ومجموع الرقم (21) , وقسمته على مجموعه (7)  وقسمة (399) على (7) يساوي (57) أقصى ما يبلغه عمر الإنسان آنذاك , ومجموعها (12) يمثل عدد أشهر السنة ,  وقسمة مجموعه على (3) يساوي (7) عدد أيام الأسبوع , والرقمان الأولان منه (99) يمثلان أسماء الله الحسنى.
    وقسمة (399) على (3) يساوي (133) ومجموعها (7) ,  تمثل عدد أيام الأسبوع.
    وإرتفاع الملوية (52) متر , والمجموع (7) , وأضلاع قاعدتها المربعة كل منها (33) متر ,  ومحيطها (132)متر , وعدد المقوسات في القاعدة (36) , في كل ضلع (9) , و (9 في33=297) , ومجموع الرقم (18) , وعندما تضرب (33 في 33) يكون الناتج (1089) ومجموعه (18).
    إنها لعبة أرقام محيرة ذات دلالات فلكية زمنية , بحاجة لمزيد من الدراسة والتعمق والإستجلاء , وهناك العديد من الألغاز الهندسية التي تستدعي بحوثا , ذات درجة عالية من الإدراك والوعي والنظر الدلالي الرمزي لأبجديات العمارة ولغتها الهندسية والرياضية.
    فالملوية تمثل تعبيرا مجسما لنظريات حسابية وهندسية وفلسفية , جسدت قدرات الفهم والإدراك المعرفي في عصرها.
    فالذي هندسها وصممها لم يكن مهندسا عاديا , وإنما ألمعيا ومستوعبا لعلوم عصره , ويمتلك مهارات التعبير عنها بإتقان فائق.
    فهل لنا أن نكتشف دلالات الملوية ورسالتها الروحية والمعنوية؟!!

    د-صادق السامرائي

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media