د. صادق السامرائي
السلوك البشري بحاجة لضوابط , والديمقراطية ربما تحرره من أي ضابط , ولذلك وصلت أحوال مجتمعاتها إلى التساؤل عن تعريف المرأة والرجل!!
مَن هي المرأة؟
مَن هو الرجل؟
وهي مشغولة بحل اللغز الجديد: هل الذكر أنثى أم الأنثى ذكر؟
هل من حقي أن أغيّر واقعي البايولوجي , وأجري العمليات اللازمة , وأتعاطى الهرمونات لتغيير معنى كينونتي البايولوجية؟
البشر عبر ملايين السنين محكوم بالقوة المتمثلة بأنظمة حكم متنوعة الأشكال , ولا يوجد ما هو ديمقراطي إلا فيما ندر.
وفي تأريخ الأمة كانت فترة الخلفاء الراشدين ديمقراطية نسبيا , وإنتهت بمقتل ثلاثة خلفاء من مجموع أربعة.
فكأن الديمقراطية تسوّغ القتل وتعتبره نوع من الحرية , وما يجري في العديد من مجتمعاتها , أن القتل إنفلت بسبب حرية إمتلاك السلاح , ومن يكون عنده سلاح يستعمله.
فالديمقراطية التي تصدح بها الأفواه , وتسطرها الأقلام , لا تصلح كنظام حكم في مجتمعات منهوكة إقتصاديا , وخالية من البنى التحتية اللازمة لإنطلاق الإنسان في مسيرة تأكيد إرادته الحرة.
ولا تصلح لمجتمعات يغيب فيها القانون , وتنتفي قيمة الدستور وآلياته الراسخة المتعارف عليها والمعمول بها.
والحقيقة المرعبة أن البشر من أخطر المخلوقات , ولولا الضوابط بأنواعها وحكمة العقل لبعضهم , لتحولت الدنيا إلى جحيم ومأساة , ويبدو أنها تتحرك بهذا الإتجاه في بعض الدول , فهل سيكون التخاطب بالسلاح المتطور الذي يقتل العشرات بضغطة زناد؟
إنها محنة الحياة بالحياة , وهيمنة السلاح على مصير المخلوقات , وصناعة الويلات بفعل البشر نفسه!!
د-صادق السامرائي