خرابة الديمقراطية
    الأربعاء 5 يوليو / تموز 2023 - 05:57
    د. صادق السامرائي
    السلوك البشري بحاجة لضوابط , والديمقراطية ربما تحرره من أي ضابط , ولذلك وصلت أحوال مجتمعاتها إلى التساؤل عن تعريف المرأة والرجل!!
    مَن هي المرأة؟
    مَن هو الرجل؟
    وهي مشغولة بحل اللغز الجديد: هل الذكر أنثى أم الأنثى ذكر؟
    هل من حقي أن أغيّر واقعي البايولوجي , وأجري العمليات اللازمة , وأتعاطى الهرمونات لتغيير معنى كينونتي البايولوجية؟
    البشر عبر ملايين السنين محكوم بالقوة المتمثلة بأنظمة حكم متنوعة الأشكال , ولا يوجد ما هو ديمقراطي إلا فيما ندر.
    وفي تأريخ الأمة كانت فترة الخلفاء الراشدين ديمقراطية نسبيا , وإنتهت بمقتل ثلاثة خلفاء من مجموع أربعة.
    فكأن الديمقراطية تسوّغ القتل وتعتبره نوع من الحرية , وما يجري في العديد من مجتمعاتها , أن القتل إنفلت بسبب حرية إمتلاك السلاح , ومن يكون عنده سلاح يستعمله.
    فالديمقراطية التي تصدح بها الأفواه , وتسطرها الأقلام , لا تصلح كنظام حكم في مجتمعات منهوكة إقتصاديا , وخالية من البنى التحتية اللازمة لإنطلاق الإنسان في مسيرة تأكيد إرادته الحرة.
    ولا تصلح لمجتمعات يغيب فيها القانون , وتنتفي قيمة الدستور وآلياته الراسخة المتعارف عليها والمعمول بها.
    والحقيقة المرعبة أن البشر من أخطر المخلوقات , ولولا الضوابط بأنواعها وحكمة العقل لبعضهم , لتحولت الدنيا إلى جحيم ومأساة , ويبدو أنها تتحرك بهذا الإتجاه في بعض الدول , فهل سيكون التخاطب  بالسلاح المتطور الذي يقتل العشرات بضغطة زناد؟
    إنها محنة الحياة بالحياة , وهيمنة السلاح على مصير المخلوقات , وصناعة الويلات بفعل البشر نفسه!!

    د-صادق السامرائي

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media