التاريخ الذي يكتبه السلاطين تاريخ غير مؤتمن ولابد من التحقيق فليس كله مزيف ولكن من المؤكد بعض جوانبه مزيفة لانه لا يمكن كتابة الحقيقة التي لا تتفق ومزاج السلطان .
الجانب الاخر الذي يستحق الوقوف عنده هنالك من يكتب التاريخ ويريد اثبات ما يعتقده صح او لديه من الكلام الحشو فيبحث عن ما يؤيد كتاباته حتى وان كانت الروايات ضعيفة بل وكاذبة فيعتمدها كمصدر ليؤيد ما يذهب اليه .
وهنالك مجالات في التاريخ لا تستحق الاهتمام والبحث والتحقيق والتاليف ومن يخوض فيها فلانه لا يستطيع ان يقدم شيئا ينفع القارئ ، فالكلام عند البلاغيين ينقسم الى قسمين خبر وانشاء ، الخبر هو الذي يفيد السامع بمعلومة ، مثلا فرنسا تشتعل بنيرانها التي كانت توجهها للاخرين ، والانشاء كلام يدغدغ المشاعر ، مثلا ان هذا الفارس القدوة الذي يحبه الجميع وسيفه الصلصال لا يرحم الاعداء واذا ظهر في الميدان الجميع يخشاه ووو .
وجدت مجموعة من الروايات تتحدث عن فرس الحسين عليه السلام وما هو اسمه وسيرته فهذا يقول اسمه اليحموم واخر يقول المرتجز وثالث يقول الميمون واما لونه فهنالك من يقول اسود واخر يقول ابيض ، وانا اتعجب اهتمام التاريخ بماهية فرس الحسين عليه السلام ويقولون انه ورثه عن جده رسول الله (ص) والمعلوم ان الخيول تعيش من (30 ـ 40 ) سنة
كما وان التاريخ الى اليوم فيه عدة روايات متخالفة عن ذرية الحسين عليه السلام ، فالتاريخ الذي يتحدث عن فرس الحسين لم يضبط ذرية الحسين عليه السلام .
واخر يؤلف كتاب عدد صفحاته الف صفحة معتمدا على رواية سندها غير ثقة ومجهول وضعيف ويرفضه السيد الخوئي في معجمه ، ولكنه اي المؤلف يريد ان يكتب فاعتمد الحديث وبرر رايه بان روايات الضعفاء في بعض الاحيان يؤخذ بها ، بعض الاحيان معناها ان كانت الرواية منقولة بسند اخر كلهم ثقاة فاذا رويت بسند فيه ضعيف يؤخذ بها .
واخر ينقل حديث دون ذكر السند وهو ان الامام الحسين عليه السلام يقول هذه كتب اهل الكوفة ولا اراهم الا قاتلي ، وعند البحث عن السند فتبين موسى بن اسماعيل مجهول عن سليمان بن جعفر ايضا لم يحدث موسى ، عن يزيد بن الريشك ايضا مجهول ويقول قال لي من شافه الحسين ومن هو الذي شافه الحسين ايضا مجهول ، ثم ذكر الحديث ، والغاية من دس هذا الحديث هو التاكيد على ان شيعة الكوفة هم من قتلوا الحسين وهذا غير صحيح . ورواية اخرى بهذا الصدد ينقلها المخالف جاء في الأثر أن رجلا من أهل العراق سأل عبد الله بن عمر في الحج عن حكم قتل بعوضة في الحرم فقال بن عمر عجبت لكم أهل العراق تقتلون الحسين وتستشكلون من البعوضة ... بالمعنى ، الغاية من ذلك تثبيت مقولة ان الشيعة قتلوا الحسين عليه السلام .
واما روايات المعاجز التي يستطيع من هب ودب ان يختلق الروايات عنها لانها اصلا معجزة ويعجز من يعتقد ان يكذبهم لانها معجزة وخارقة للنواميس .
التاريخ امانة وليس محل بقالة