ولو تتبعنا تصريحات المجرم النتن ياهو والتي يستمد كل تلك التصريحات من كتاب أشعيا والذي يقوم على منهج الإبادة الجماعية، ليصرح بتصريح غاية في الغرابة والذي ينم عن أجرام دموي حيث يقول " بأن التوراة تحضه على الاستمرار في هذه المعركة الدموية الغير مسبوقة فكانت هذه الاستراتيجية المتبعة في هذه المعركة ونتائجها الكارثية.
وهذه الأحداث التي جرت لم تأتي من فراغ أو رد فوري على ما حصل في طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، بل كان يتم التهيئة والترتيب لها من خلال العديد من الطقوس والتي توحي بأن هناك حرب كبيرة وقادمة تلوح في الأفق والتي كان يخطط لها هذا الكيان الغاصب، والتي تتمثل في احتلال القدس، والتي يسمونها الصهاينة عاصمة داود، فكان محاولاته تتمثل في منع الصلاة في القدس والصلاة في المسجد الأقصى، وصور القمع من قبل الجنود الصهاينة واضحة للعيان وقد تناقلتها أغلب القنوات الفضائية، حتى انتشرت في الأخبار العالمية، بأن هذا الكيان كان يبحث عن البقرات الصفر ليقوم بجرها إلى باحات المسجد الأقصى كما جاء في كتب الدين التي تخصهم ويعتبرونها منهاجاً لهم.
يذكر أن المعتقدات اليهودية تدعي أن تحقيق الخلاص لليهود يمر في أربع مراحل، أولها: احتلال القدس، وثانيها: تدمير المسجد الأقصى، ثالثها: بناء الهيكل، رابعها: التطهر برماد البقرة الصفراء.
والمرحلة الأولى قد تمت، ليتم بعدها الشروع في باقي المراحل وللعلم أن التدمير هو يكون في قبة الصخرة والتي فيها مسرى نبينا الأكرم محمد(صل الله عليه وآله)وهو من ضمن معالم المسجد الأقصى ككل.
والمساعي الإسرائيلية لتهويد القدس تستعر في هذه الفترة بقوة وتتخذ أشكالا عدة، من بينها الهجمة الاستيطانية وفرض الهوية اليهودية على هذه المدينة.، وأن من بين أشكال المساعي الإسرائيلية لتهويد مدينة القدس الهجمات المتكررة من قبل المستوطنين على المسجد الأقصى، وبحماية جنود الاحتلال، وكذلك أيضا إلى عمليات سحب الهويات من المقدسيين الفلسطينيين، ومنعهم من البناء في أراضيهم أو توسعة مساكنهم الحالية، كما تحدث عن الإنذارات التي بدأت سلطات الاحتلال إرسالها للمدارس العربية لمنع استقبال المزيد من أطفال المدينة.
وتطرق أستاذ العلاقات الدولية (أحمد عزم إن المساعي)إلى سياسة العصا والجزرة التي تستخدمها سلطات الاحتلال مع المدارس العربية، لإقناعها باستبدال المناهج العربية بأخرى يهودية.
وحول سبب السعار اليهودي لتهويد القدس الذي زاد بشكل كبير، قال أحمد عزم إن الأمر يتعلق بظهور البقرة الحمراء، وهي معتقد قوي في الديانة اليهودية يقوم على أنه يمكن هدم الأقصى عند ظهور البقرة الحمراء (1).
ونوه إلى أن وكالات الإعلام العالمية -ومن بينها وكالة "سي إن إن" الأميركية ـ بدأت تتحدث مؤخرا عن ظهور بقرة حمراء في ولاية تكساس، و تلقفت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه الرواية، وبدأ الحديث عن إمكانية نقل البقرة إلى "إسرائيل" عندما تبلغ 3 أعوام، وعندها يصبح الوقت قد حان ـ حسب المعتقدات اليهودية ـ لهدم المسجد الأقصى.
وحتى النفخ في البوق داخل المسجد الأقصى وهو يعني أذان ببدء الحرب المقدسة(كما يدعون)، وتطبيق كل طقوس الحرب من الرقص في أروقة المسجد الأقصى ، وتقسيم القدس وقضمها وإخراج العوائل المقدسية من بيوتهم واعطائها الى المستوطنين الصهاينة، وإصدار احكام قضائية في هذه الاستيطان، وكل هذا يدخل في ضرورة ضم القدس وكل فلسطين إلى اراضي الكيان الصهيوني، وإقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، ليكون الأذن الحرب قد بدأ واقامة دولتهم المزعومة وأنه نداء من الرب، فهذه الأطماع بدأت تتزايد بعد هذا الدعم الغربي الكبير واللامحدود من اجل تحقيق حلمهم على أنقاض الشعب الفلسطيني الأعزل.
لتكون هذه الحرب في غزة هي حرب مصيرية بالنسبة لهم، اي معركة وجود أي أكون أو لا أكون، وهو مخطط كبير لا يشمل حدود فلسطين فقط بل يمتد من النيل إلى الفرات وحتى الشرق الأوسط، في دولة الكيان الغاصب هي دولة تعيش على الاغتصاب وممارسة القتل والعنف بادعاء تأمين كيانهم الصهيوني فلذلك، أنه كل ما يقال أن هذه الحرب تخص غزة بالذات أو فلسطين فهو واهم واقولها بصراحة لديه تفكير سطحي وساذج، وهذا ما قاله الصهيوني(يوآف غالانت) " "نحن في حرب متعددة الجبهات. نحن نتعرض للهجوم من سبع ساحات مختلفة: غزة، ولبنان، وسوريا، والضفة الغربية، والعراق، واليمن، وإيران".
وأضاف: "لقد تحركنا في ستة من هذه الجبهات، وأقول هنا بأوضح صورة: كل من يعمل ضدنا هو هدف محتمل، لا حصانة لأحد".
ومن هنا فأن الحرب القادمة بعد تصفية حماس في نظرهم هم لبنان وحزب الله وباقي تلك الدول وحتى ما يتعداها.
واتي سيكون لنا وقفة أخرى على هذا الأمر والخطير أن شاء الله في جزئنا القادم أن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.