*الشهيد النمر شجاع جدا في نصرة الحق والعدالة*
    الثلاثاء 9 يناير / كانون الثاني 2024 - 19:27
    علي آل غراش
    كاتب واعلامي
     تمر هذه الأيام الذكرى الثامنة للمجزرة والجريمة الكبرى بإعدام العالم المناضل والناشط والقائد آية الله الشهيد الشيخ نمر باقر النمر -رضوان الله عليه- الذي قتل ظلما وجورا في اليوم الأول واعلن عن إعدامه في اليوم الثاني من يناير عام 2016، انها جريمة كبرى وصادمة، بل خطيرة وكادت ان تؤدي إلى ما لا يُحمد عقباه لهول الجريمة، والتوتر في المنطقة ولولا جهود أهل المنطقة ..، فمعظم المتابعين داخل الوطن وخارجه لم يتوقعوا ان تقدم السلطات الحاكمة على إعدامه وسفك دماء عالم دين لمجرد انه قال كلمة حق وطالب بالعدالة والكرامة لأبناء شعبه، ورفض الظلم والفساد والاستبداد، عالم فوق الطائفية والمذهبية والمناطقية، عالم ضد السلاح والتسلح والعنف وضد الرصاص..، فهو صاحب الكلمة المشهورة : "قوتنا مو (ليست) بالسلاح .. قوتنا بروح الشهادة". وقال أيضا كلمته المشهورة: "زئير الكلمة أقوى من أزيز الرصاص”، ليؤكد على اهمية الكلمة وتأثيرها والبعد عن الرصاص والتسلح والسلاح، فهو يرى ان السلاح خطر على الثوار المناضلين الإصلاحيين ويخدم السلطات الظالمة الذي ستجعله ذريعة للقضاء على اي تحرك شعبي للمطالبة بالحقوق. ولكنه قُتل لانه عالم شجاع بل شجاع جدا !. 

     *الشهيد النمر شجاع جدا*

     من أهم الصفات المميزة في شخصية الشهيد الشيخ نمر باقر النمر (رضوان الله عليه)، انه شجاع جدا بمقياس الثوار العظام الشجعان جدا. لقد جاء على لسان سيد المقاومة السيد حسن نصر الله خلال كلمة التأبين بعد شهادة الشهيد الشيخ النمر، حيث قال: أن "مشكلة الشيخ النمر الحقيقية بالنسبة للنظام السعودي انه صدح بالحق وكان رجلا شجاعا جدا". نعم انه حقا شجاع وشجاع جدا، كان وجوده يرعب اعداء الحق والحقيقة والعدالة والكرامة، لقد كان لا يهاب ولا يخاف في الله لومة لائم، لقد تحدث بعض من الموظفين في السلك العسكري حول مدى الخوف الذي يشعر به العسكر وكبار المسؤلين في الدوائر الحكومية عندما يراجعها الشهيد ومنها ما حدث في عام 2007 بعد إرساله عريضة مطالب إلى أمير المنطقة، وتم توقيفه في الشرطة حينها تحول السجان وأفراد الشرطة في حالة خوف منه، وعندما ارادوا ان ينقلوه بطلب من أمير الشرقية إلى مبنى الإمارة طُلبوا منه ان يركب مركبة عسكرية، فرفض وطالب سيارة مدنية لانه ليس مجرما، فتم جلب سيارة مدنية أخذته إلى مبنى الإمارة للقاء المسؤول، وقد تحدث من حضر اللقاء، ان الشهيد الشيخ النمر (رحمه الله) كان له هيبة كبيرة وشموخ تجبر الاخرين على احترامه وتقديره ومهابته، وأصبح الشيخ النمر في اللقاء انه أكبر وأعظم مهابة وحضور من الأمير وحاشيته. 
     لقد أنعم الله على الشهيد الشيخ النمر بالشجاعة لانه قدم نفسه وما يملك لله وقد تكفل الله له بالعزة والشموخ والنصر قال تعالى :(إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).

     *المطالبة بالعدالة والحقوق* 

     الشهيد الشيخ نمر باقر النمر -رضوان الله عليه- رجل إصلاحي يهتم بشؤون المجتمع والأمة، قريب من الناس، لم يطالب باي شيء لشخصه أو عائلته أو حاشيته بل لعامة الناس مجتمعه، لقد حاول أن يصلح الخلل في المجتمع بدوره كعالم ومرشد، متصدي بقوة وشجاعة وبصراحة مباشرة وواضحة وبينة، ومن خلال التواصل مع الجهات الحكومية الرسمية، فقد طالب تلك الجهات ان تقوم بدورها بعد انتشار ظواهر سلبية في ظل تقاعس ومشاركة أفراد من الحكومية، فركز على القسط والعدل والحرية والكرامة في كافة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعقائدية، وأرسل عريضة بتوقيعه الخاص إلى الحكومة وبالتحديد إلى امير المنطقة الشرقية في تلك الفترة، وذلك في 3/7/1428 الموافق 18/7/2007 م، وقد عرفت بعريضة العزة والكرامة للشيخ نمر باقر النمر وأهم ما جاء فيها: مطالبنا وهي على وجه الإجمال: أولاً: العدالة والقسط والحرية في اختيار العقيدة وممارستها وتبني الأفكار والرؤى ومناقشتها:
     (العدالة والحرية العقائدية والفكرية).
     ثانياً: (العدالة والحرية المهنية). 
    ثالثاً:(العدالة والحرية الاقتصادية). 
    رابعاً:(العدالة والحرية السياسية). 
    خامساً: (العدالة والحرية الاجتماعية).
     سادساً:(العدالة القضائية). 
    العريضة طويلة ومفصلة، وفيها بنود كثيرة يمكن للمهتم الإطلاع عليها فإنها تستحق. قدم الشهيد الشيخ نمر باقر النمر -رحمه الله- حياته في سبيل الله سبيل الحق والحقيقة والعدالة والكرامة فهو القائل:"أم نعيش على هذه الأرض أحرارا أو نموت في باطنها ابرارا" وقال:"..حياتي أيضاً ليست أهم من كرامتي" وقال أيضا : "إلا كرامتي". وبذلك استحق لقب شهيد الكرامة باقتدار، ومن لا يفهم معنى الكرامة، فهو حتما لا يعي تضحيات الشهيد النمر والمناضلين الشرفاء الأحرار، لانه يفتقد العزة والكرامة. 

    علي ال غراش
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media