عن فوضى التَّصريحات الأَمنيَّة فيما يخصُّ ما شهِدتهُ [محافظةِ بابل] ليلةِ أَمس
    الجمعة 26 أبريل / نيسان 2024 - 04:22
    نزار حيدر
     نعم فإِنَّ التَّناقضَ في التَّصريحاتِ والتَّفسيراتِ واضحٌ جداً.

       وهو تناقضٌ متكرِّرٌ من قِبلِ أَكثر من جهةٍ مركزيَّةٍ ومحليَّة، حكوميَّة وغَير حكوميَّة، سياسيَّةٍ وإِعلاميَّةٍ، حكوميَّةٍ ونيابيَّةٍ وحزبيَّة.

       حتَّى أَنَّ مَن يُطلِق على نفسهِ إِسم [المُقاومة] تسرَّعَ أَكثر من الآخرين وأَعلنَ عن مسؤُوليَّتهِ في تنفيذِ عمليَّةِ قصفٍ لـ [إِسرائيل] ردّاً على عدوانِها اللَّيلة على العراق! على حدِّ تعبيرِ البيان.

       أَي أَنَّهم تبنَّوا الرِّواية التي تنسِب ما حصلَ في مُحافظةِ بابل من قصفٍ بالمقذوفاتِ إِلى [إِسرائيل]!.

       كُلُّ هذا جرى ويجري في الوقتِ الذي يغيب فيهِ القائد العام للقوَّات المُسلَّحة السيِّد السُّوداني عن مكتبهِ في بغداد، ولذلكَ لم يصدُر عنهُ أَو عن مكتبهِ أَو حتَّى عن المُتحدِّث العسكري الرَّسمي باسمهِ أَيَّ موقفٍ فيما اكتفَت خليَّة الإِعلام الأَمني باعتمادِ بيانِ [التَّحالف الدَّولي في العراق] و [المُتحدِّث الرَّسمي باسمِ وزارةِ الدِّفاع الأَميركيَّة (البنتاغون)] اللَّذانِ نفيا أَيَّ نشاطٍ عسكريٍّ لهُما في أَجواءِ العراق خلالَ السَّاعاتِ الماضية، لتُؤكِّد [الخليَّة] عدم تعرُّض البلاد لأَيِّ عدوانٍ خارجيٍّ!.

       وبرأيي فإِنَّ هذا التَّناقض في المواقفِ مردُّهُ إِلى انعدامِ وِحدة المَوقف الأَمني في الدَّولة العراقيَّة وعجز الأَجهِزة المعنيَّة عن تحديدِ طبيعتهِ بدقَّة! وهو أَمرٌ خطيرٌ جدّاً في ظلِّ الظُّروفِ التي تمرُّ بالعِراق والمنطَقة.

       وهوَ من جانبٍ آخر يلمِّح إِلى إِحتماليَّة سعي العراق لعدمِ التَّصعيدِ وحذرهِ من الإِنجرارِ خلفهُ بتضييعِ الحقائقِ المُتعلِّقةِ بما حصلَ ليلةِ أَمس، إِذ لو اعتمدَ رواية القصف [الأَجنبي] من خارجِ الأَراضي العراقيَّة فإِنَّ ذلكَ يضعهُ في موقفٍ حرجٍ أَمام الرَّأي العام العراقي! إِذ لزمهُ وقتها أَن يُعلن بأَنَّهُ [يحتفِظ بحقِّ الردِّ في الوقتِ المُناسب الذي يختارهُ!] وهي العِبارة التي لم تجرُؤ بغداد على قَولها منذُ العام ٢٠٠٣ على الرَّغمِ من كُلِّ الإِنتهاكاتِ الأَمنيَّةِ والعسكريَّةِ التي تتعرَّض لها سيادةِ البلادِ! فضلاً عن أَنَّها بعدُ لم توظِّف زيارة السُّوداني إِلى واشنطُن بالشَّكلِ المطلوب!.

       ولذلكَ لاذَت الدَّولة بصمتِ أَهلِ القبورِ، فيما رمت [خليَّة الإِعلامِ] الكُرة في ملعبِ التَّحالُفِ والبنتاغُون و [السَّعيدُ مَن اكتفى بغيرهِ]!.

       ٢٠٢٤/٤/٢٠

                                             لِلتَّواصُل؛

    Instagram; @nazarhaidariq
    www.tiktok.com/@nhiraq
    ‏Telegram CH; https://t.me/+5zUAr3vayv44M2Vh
    ‏Face Book: Nazar Haidar
    ‏Skype: live:nahaidar
    ‏Twitter: @NazarHaidar5
    ‏WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920

    Viber CH; https://invite.viber.com/?g2=AQAH50yHwKvWGlF3NiKuTBXN4cfcZJm1jGzkFU0bzlIanIjLkrUwc6lrqTlj3cHF


    نزار حيدر لـ [الشَّرق الأَوسط] 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media