تـبـاركتَ إنّـكَ فـوقَ الظـنونْ
ومَـجْـدُكَ حـارَ بـه الـواصـفـونْ
تَـعـالَـيتَ عنْ شُـبُـهاتٍ رمـى
بِـهُـنَّ اُنـاسٌ ومـا يَـشــعـرونْ
وإسـمُـكَ سـرُّ الوجودِ العظيمِ
ونـورُكَ يَـسـعى لـهُ المُـهـتـدونْ
لكَ الحـمـدُ ربيّ فأنتَ القويُّ
وكُــلُّ قـــويٍّ عـلــيـكَ يـهـونْ
بـرأتَ الخَـليـقةَ فـي حِكـمةٍ
وكـانَ بِـخَـلـقِـكَ فـيـهِ شــؤونْ
تَـفَـرّدتَ بالـعـرشِ يـا مَـنْ لـهُ
يــديـنُ الـبَـرايـا وهُــمْ داخِـرونْ
يُـسـبّحُ باسـمـكَ مَـنْ في السـماءِ
وهـــذي الخـلائـقُ أنّـى تـكـونْ
تَـفَـضّـلـتَ ربّي بـهـذا الـوجودِ
وأكـثـرُ خَـلْـقِـكَ لا يـشــكـرونْ
فصارَ الـعـبـيـدُ عـبـيـدَ الـهـوى
عـبـابـيـدَ مــالٍ لـهُ يَـعـبــدونْ
وفـي كُـلِّ شــئٍ لـهُـمْ آيـــةٌ
وقـدْ رانَ غَــيٌّ فـلا يُـبـصِـرونْ
يَخـوضـون حيثُ دروبُ الضلالِ
وعَـنْ نَـهـجِ ربّـي الـقـويمِ عَـمُـونْ
يَـظِنُّ كـثـيرٌ بـأنَّ الـحَـياةَ
نـعـيـمٌ وعـيـشٌ كـمـا يَـشـتهـونْ
ومـالٌ ولَـهوٌ بظـلِّ الـقِـيانِ
بلـيـلٍ تَـسَـربَـلَ ثــوبَ الـمُـجـونْ
فـكانَتْ طـريـقاً الى ضُـلّـةٍ
غَـشَـتْـهُـمْ وسَـــدّاً فَـهُـمْ يَـعـمَـهـونْ
وصـاروا الـهُـداةَ وهُـمْ في عَـمَىً
أضَـلّـوا وَضَـلّـوا بـمـا يـأفِـكـونْ
ومـالـوا بـزخـرفِ هـذي الحياةِ
طِـلاحاً فـنـاموا وهـمْ مُـغـرمـونْ
وناسٌ تُـفَـلـسِـفُ هـذا الوجـودَ
بــأنَّ الـطــبـيـعـةَ ربُّ الـفـتــونْ
نعـيـشُ ونـفـنى بهذي الدُنى
وأنَّ الـســـعادةَ مـــا يَـجـمَـعـونْ
ومـا من حـسابٍ وما من ثـوابٍ
ومــا من نـشــورٍ وبعـثٍ يكـونْ
وكيفَ يَـعـودُ الـذي قـد عـفـا
ومَـرّتْ عليه صـروفُ القُـرونْ
فـصَـدّقَ نـاسٌ بهِـمْ سُــــذّجٌ
وآيــاتُ ربّــي لــهـا مُـنْـكِـرونْ
ويبقى الحـيـارى سُـكارى الهوى
فــلا هُـمْ لِـغَـيٍّ ولا يَـهـتـدونْ
فـيـا ربِّ عَـفـوكَ أنتَ العـلـيمُ
وأنـتَ البَـصـيرُ بـمـا يَـعـمَـلونْ
سـألـتُـكَ ربّـيْ وأنتَ الـقَـديـرُ
أمـاناً وعَـيـشـاً يُـقِــرُ الـعـيـونْ
وعـونـاً وصَـبراً إذا أسـفرتْ
عــوادي زمــانٍ غـدورٍ خـــؤونْ
تَـجـيـشُ الـغـوايـةُ في ظـلّـهِ
ويـرعى الـفـسـادَ بـهِ الظالـمـونْ
تـوجّـهتُ ربّـي بطرفٍ كلـيلٍ
وقـلـبٍ كـسـيـرٍ عَـرتـهُ الشُـجونْ
لأشـكـو إلـيـكَ وأنتَ الـعَليمُ
اُنـاســاً قُـسـاةً وبـؤسـاً حَــرونْ
فـكُنْ أنـتَ عوني وأنتَ القـديرُ
ورُكــني الـعـزيـزُ لـكي لا أهــونْ
نظـرتُ إلـيكَ أيـا بـارئـي
بـلـيـلٍ تَـخَـدّرَ فــيـهِ الـسـكـونْ
فأبصرتُ وجهكَ في النيّراتِ
يُـزيلُ الشـكوكَ ويَجلي الظنـونْ
رأيـتُ جـمـالـكَ لا يـنـتهـي
فأنتَ الـبـديعُ الـلـطيفُ الحـنـونْ
فـدَلَّ الجمـالُ وتَمَّ الـكـمالُ
وكــانـا دلـيـلاً لِـمَنْ يَـعــقِـلـونْ
نـظَرتُ فَهِـمتُ بهـذا الجمالِ
فكُـنتَ وكانَ بصـدري مَـصـونْ
فأنتَ الكـريمُ الذي يُرتجى
وأنتَ الحـبـيـبُ الذي لا يَـخـونْ
عليمٌ خبيـرٌ بـذاتِ الصدورِ
مُـجـيبٌ قـريـبٌ لِـمَنْ يـسـألـونْ
وأنتَ المَـلـيـكُ المكـينُ الذي
لـهُ الخَـلقُ طُـرّاً وما يَـملِـكـونْ
مُـعِزٌّ مُـذِلٌّ لِـمَنْ قـدْ تـشـاءُ
ومَنْ شــئـتَ تهـدي ولا يُظلَـمونْ
بـذكركَ ربّي تَـطيبُ النـفوسُ
ويـصـبَـحُ حِـصنـاً لِـمَـنْ يُـؤمِـنـونْ
فَجَلّتْ صِفاتُكَ خَيرُ الصفاتِ
ودامَ الـعــطاءُ عـمــيـماً هَــتُـــــونْ
العراق / الكوت في 21 / آذار / 1974
الحاج عطا الحاج يوسف منصور