نصرة غزة والافتخار بالرد على عدوان الاحتلال.. عز وشرف
مؤسف جدا ان شريحة من الناس غير واعية..يرددون ما ينشره إعلام الصهاينة العرب مثل: إن ما تفعله المقاومة الفلسطينية ضد مصلحة فلسطين ويخدم الاحتلال. إن ما حدث من رد إيراني على كيان الاحتلال الصهيوني هو مرتب بين امريكا وإيران ودولة الاحتلال.
والتساؤل لماذا إيران بلغت العالم بانطلاق عملية الرد؟!.
اسئلة غريبة وعجيبة من شعب عربي كان يجب عليه أن يكون أول داعم ومساند للمقاومة التي تقدم التضحيات لتحرير فلسطين الغالية والعزيزة على كل إنسان حر وشريف، والافتخار بدور من يدعم المقاومة داخل فلسطين وخارجها، وينصر غزة بشكل عملي، والدولة التي تنصر وغزة وفلسطين التي صنعت وأدخلت الآلات اللازمة لصناعة الأسلحة بأنواعها داخل فلسطين، هي بشهادة المقاومة الفلسطينية إيران.
لماذا لم يتساءل من يقلل من الضربة الايرانية عن عدم سماح كيان الاحتلال بتصوير المواقع العسكرية التي استهدفتها الصواريخ الايرانية؟.
لماذا إعلام الصهاينة العرب لم يتحدث عن حالة الخوف والترقب التي عاشها الكيان طوال أيام التهديد بالرد؟.
لماذا إعلام الصهاينة العرب شكك لدرجة السخرية بالرد الايراني قبل العملية، وأصيب بالصدمة والهلع والهلوسة والتشكيك والتقليل من الضربة العسكرية الايرانية التاريخية الموجعة للاحتلال التي استهدفت عمقه وليس مصالحه في الخارج؟.
إذا كان ما قامت به إيران من ضرب العدو الصهيوني الضربة التاريخية غير المسبوقة هي مسرحية كما يروج الصهاينة العرب، لماذا لا تتسابق الدول العربية للقيام بنفس العمل بقصف كيان الاحتلال الصهيوني وارعابه وكسر قوته والكشف عن ضعفه كما فعلت إيران، لدرجة تدخل أمريكا والغرب ودول عربية للدفاع عنه وحمايته عبر إسقاط معظم الصواريخ الايرانية، ورغم ذلك وصلت بعض الصواريخ لعمق الكيان المجرم باستهداف قواعد عسكرية وإصابات سكانه بالهلع والخوف، أسعدت شعب فلسطين الشريف الذين راقبوا مرور الصواريخ والمسيرات فوق رؤوسهم وهم يكبرون بفرح وسرور، وتسجيل تلك اللحظة التاريخية بما لديهم من كاميرات وأجهزة وهواتف ذكية.إنها لحظات لا تنسى؟!.
وهنا يبرز سؤال لمن يطرح تلك التساؤلات التي تفوح منها رائحة الصهاينة العرب، هل هو جاد بما يطالب إيران بالرد على الاحتلال الصهيوني بتدميره. ويريد ان تمر مئات الصواريخ والطائرات المسيرة الحربية الايرانية الملفتة في أجواء العديد من دول الجوار دون إبلاغ مسبق لحكوماتها والعالم، اي بلا احترام للعالم وقوانينه والدول المجاورة!.
هل من يطرح تلك الطلبات الشيطانية يريد الإساءة لايران في العالم وتدمير علاقتها مع دول الجوار؟!.
وهل العربي الصامت الخاضع والمتأثر بإعلام الصهاينة العرب جاد بمطالبة إيران بقصف كل مصالح كيان الاحتلال وأمريكا والغرب في الخليج وإشعال حرب شاملة؛لمجرد تحقيق أمنيته دون حكمة وتفكير بالواقع وردود الأفعال؟!.
هل يفهم السياسة، وحقيقة قوة أمريكا والغرب مجتمعة أمام إيران، وهل هو سيتدخل للدفاع عن إيران وعن شعبها إذا تعرضت للاستهداف؟.
أم انه سيقف مع الصهاينة العرب بالتصفيق..لتدمير إيران وقتل شعب إيران المسلم؟!.
إيران واعية تفهم وتدرك قوتها ومدى قدرتها وكيف تستخدم قوتها بعقل وحكمة وليس بتهور وتخبط..مما يعرضها وشعوب المنطقة للهلاك. كما ان امريكا ودول الغرب رغم حالة العداء والكراهية لإيران وامتلاكهم القوة العسكرية المدمرة إلا أنهم لا يغامرون بشن هجوم على إيران؛ لان الرد سيكون قويا جدا ومدمر لمصالح هذه الدول في الدول المجاورة لإيران، ودول المنطقة ترفض أن تتحول إلى ساحة نار ودمار، فالكل يبحث عن مصالحه حسب تخطيط، وبمسؤولية وإدراك للمخاطر على مصالحه وشعبه.
فلا أحد عاقل وحكيم يريد الفوضى والحرب الشاملة في المنطقة، فالخاسر الأكبر هم أهل المنطقة نحن العرب ودول الجوار الإسلامية. إيران قوية بحكمتها وخبرتها الطويلة في إدارة الصراع والمخاطر مع أمريكا وشركائها لأكثر من أربعة عقود.
أيها السائل المتحمس إذا كنت تحب إيران وشعبها ينبغي أن تخاف عليها من التعرض لعدوان عسكري وحشي من أمريكا والغرب وكيان الاحتلال - في ظل عجز المجتمع الدولي وفشل الأمم المتحدة وتواطؤ الحكومات العربية والإسلامية بالدفاع عن حقوق الدول والإنسان، كما يحدث ضد غزة العزيزة الصامدة والصابرة والمنتصرة- .
وإذا كانت مصلحة إيران وشعبها، وشعوب دول الخليج والعراق وغيرها لا تهمك فلا تطلب من إيران وتستنكر وتتساءل لماذا ايران أعلنت عن انطلاق عملياتها العسكرية حق الرد عن النفس ضد العدو الصهيوني؟!.
وهل ستدافع عن إيران عندما تتعرض للعدوان؟.
لماذا قرار الإعلان عن حق الرد؟.
ولفهم ما حدث: إيران أتخذت قرار الإعلان عن عملية الرد لأنها تريد إبلاغ العالم وخاصة كيان الاحتلال الصهيوني وأمريكا انها تملك القوة والقدرة على الرد وحق السيادة واتخاذ القرارات، وان عمليتها هي حق رد عن النفس المضمون حسب المواثيق الدولية على معتدي وهو الاحتلال، وهذه العملية العسكرية أنطلقت من إيران التي تبعد عن فلسطين المحتلة مسافة نحو 1500 كلم، وتفصلها عنها دول ذات سيادة، بحاجة لتطمئن تلك الدول والعالم ان مئات الصواريخ والطائرات المسيرة العسكرية التي تمر في اجوائها كحق الرد عن النفس على المعتدي الصهيوني، وليست اعتداء على الدولة التي تعبر فوق أراضيها، وطلبت من تلك الدول والعالم تفهم ذلك؛ من باب الاحترام لدول الجوار وقوانين المجتمع الدولي.
ورغم تهديد أمريكا والغرب لإيران والمطالبة بعدم الرد لأنه سيؤدي للتصعيد وحرب شاملة، وأنها ستتدخل وتقف مع دولة العدوان الصهيوني في حالة رد إيران، إلا ان إيران قامت بالرد بشكل واضح وعلني وتاريخي، ولم تستطع أمريكا والغرب من الرد واستهداف إيران؛ لأن إيران هددت بان اي اعتداء عليها من قبل امريكا فانها ستستهدف كافة المصالح الأميركية القريبة جدا من إيران، وامريكا تعلم مدى قدرة إيران لفعل ذلك، وحكومة أمريكا الحالية إدارة بايدن لديها مصالح ولديها برنامج للفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة فلا تريد اندلاع حرب شاملة في المنطقة يؤثر على نجاحها في الانتخابات، وإنما قامت امريكا وحلفائها بإسقاط الصواريخ الإيرانية حماية لكيان الاحتلال الضعيف الذي لم يستطع حماية نفسه إلا بأمريكا والغرب والصهاينة العرب!.
ان اندلاع أي صراع أو حرب شاملة في المنطقة، ستكون فيها خسائر فادحة لأمريكا وللحكومات الداعمة، ولهذا سعت بنفوذها وخبرتها وقوتها لامتصاص التصعيد، ودول المنطقة لا تريد حربا شاملة حتى لا تكون مجرد حطب لنار حرب مدمرة.
إيران حققت مكاسب كبيرة بكسر غرور الاحتلال وكشف ضعفه والرد على عدوانه.
إيران أثبتت انها تملك قوة وثبات باتخاذ القرارات السيادية رغم تهديدات امريكا والغرب.
إيران فعلت ما لم تفعله الدول العربية مجتمعة. دور إيران بنصرة المقاومة واضح ومعلن وتعترف به فصائل المقاومة في فلسطين بفخر واعتزاز، وفضح دور الصهاينة العرب والدول العربية العميلة للاحتلال.
إيران لها مصالح بنصرة غزة وفلسطين ولأجل ذلك تقدم التضحيات الكبيرة.
والسؤال الأهم ألا يوجد للدول العربية والإسلامية أي مصلحة لهم في نصرة فلسطين وغزة؟.
لماذا لا تتحرك الغيرة والمروءة عند العرب من باب ديني وقومي وإنساني للدفاع عن غزة وفلسطين، وانتقاد الحكومات العربية والصهاينة العرب لدورهم ضد مصالح العرب والمسلمين وفلسطين ونصرة غزة؟.
لماذا يحاربون المقاومة الفلسطينية ومن يقف معها وينصرها عمليا؟.
لماذا لا يدافعون عمن ينصر غزة وفلسطين؟.
على الشعب العربي أن يكون واعيا ولا يتأثر بما يروجه إعلام الصهاينة العرب الجبناء الأذلاء ..، وان يتحرك لنصرة غزة وفلسطين، والوقوف مع المقاومة الفلسطينية ومع كل من ينصر غزة فلسطين بشكل عملي.
الأحرار والشرفاء يقدمون الشكر للمقاومة في فلسطين وخارجها لبنان والعراق وللدول إيران واليمن وكل الشعوب الحرة والشريفة في العالم التي تنصر غزة فلسطين عمليا.
اذا لم تقدم الشكر،.. راجع نفسك بأنك إنسان ينصر الحق والعدل، فلسطين وغزة.
علي ال غراش