الاجتهاد والتقليد يأخذ الإنسان من الضياع الى الرشاد (الجزء الرابع)
    الجمعة 12 مايو / أيار 2023 - 09:38
    خضير العواد
    لقد أكد رسول الله صلى الله عليه واله على طلب العلم والسعي في التعلم والتعليم ، وقد اشارة الكثير من الآيات القرآنية على العلم والتعليم والدفع الى السؤال في القضايا الغير واضحة وغير مفهومة إن كان في أمور الدين أو نواحي الحياة الأخرى ، قال الله سبحانه وتعالى ( وقل ربي زدني علما)(1) وقال تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب)( 2) وقال تعالى( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا )( 3) وقال تعالى( إنما يخشى الله من عباده العلماء)( 4 ) وقال تعالى ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) (5)  وقال تعالى(وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نَفَرَ من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)( 6) ، وقد ذكرت سنة المعصومين الإهتمام بالعلم والتعلم والاجتهاد في كل مسائل الحياة الدينية والحياتية قال رسول الله (صلى الله عليه واله) (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة اي علم التقوى واليقين) (7) وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) (زكاة العلم تعليمه من لا يعلمه)(8) وقال رسول الله (صلى الله عليه واله)(أفضل الصدقة أن يتعلم المرء علماً ثم يعلمه أخاه)(9) ، ومن خلال الايات الكريمة والأحاديث الشريفة يظهر لنا مدى اهتمام الإسلام كدين على نشر العلم بمختلف أنواعه ما بين الناس حتى يتسامون في معرفتهم العقائد الحقة ومن ثم عبادتهم لله سبحانه وتعالى تكون بمعرفة وعلم ومن ثم الوصول الى سعادة الدارين ، ومن أهم أدواة المعرفة هي إتباع سنة الرسول (صلى الله عليه واله) وأهل بيته المعصومون عليهم السلام  والسنة في اصطلاح فقهاء الأمامية هي قول المعصوم أو فعله أو تقريره (10) ، نلاحظ السنة النبوية قد أعطت مجال واسع لقول وفعل المسلمون التي تتوافق مع الشارع المقدس ليكون من ضمن هذه السنة بعد أن يحصل هذا القول أو الفعل على موافقة المعصوم وهذا جميعه دخل تحت عنوان التقرير ، أي بمعنى آخر اجتهادات الناس إذا كانت مصادرها التشريع السماوي وهذا ما يظهره المعصوم عليه السلام يصبح من السنة ومستحب الإتباع والعمل به ( التقليد) فيعتبر هذا الفعل اجتهاد بوجود المعصوم وتأييده وما أكثر الأمثلة على هذا الاجتهاد والتقليد ومنها :

    أن سلمان الفارسي ذكر فيهما أي في الآذان والإقامة – الشهادة بالولاية لعلي بعد الشهادة بالرسالة في زمن النبي (صلى الله عليه واله) فدخل رجل على رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال سمعت أمراً لم أسمع قبل ذلك ، فقال ما هو ؟ فقال سلمان قد يشهد في آذانه بعد الشهادة بالرسالة الشهادة بالولاية لعلي فقال سمعت خيرا ) (11) ، أن أبا ذر يذكر في الأذان بعد الشهادة بالرسالة ويقول : أشهد أن علياً ولي الله فأخبر بذلك رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال كذلك أو نسيتم قولي في غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه (12) ،فقال له (ابا ذر) رسول الله (صلى الله عليه واله) ما هذا الدعاء الذي تدعو به ؟ فقد أخبرني جبرائيل ( عليه السلام) أن لك دعاء تدعو به معروفاً في السماء فقال : نعم يا رسول الله أقول :( اللهم إني أسالك الأمن والأمان والتصديق بنبيك والعافية من جميع البلاء والشكر على العافية  والغنى عن شرار الناس )(13) فكل قول أو فعل يقره رسول الله (صلى الله عليه واله) يصبح من السنة النبوية ويستحب القيام به ( اي تقليده) .

    (1)سورة طه آية 114(2) سورة الزمر آية 9 (3)سورة ال عمران آية 7(4) سورة فاطر آية 28(5) سورة النحل  آية 43(6) سورة التوبة آية 122(7) بحار الأنوار – العلامة المجلسي ج 2ص32(8) عدة الداعي ص63 ، بحار الأنوار – العلامة المجلسي ج2ص25(9) منية المريد ص105(10) أصول الفقه – الشيخ محمد رضا المظفر ج3ص64(11) كتاب السلافة في أمر الخلافة للشيخ المراغي المصري ، سفينة البحار – الشيخ علي النمازي الشاهرودي ج6ص85(12) سفينة البحار – الشيخ علي النمازي الشاهرودي ج6ص 85(13) بحار الأنوار- العلامة المجلسي – ج22 ص401، الكافي – الشيخ الكليني ج2 ص587

    خضير العواد



    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media