عنِ الفايروس والسِّيادة وأَشياءَ أُخرى! [الجُزء الثَّامن]
    السبت 1 أغسطس / آب 2020 - 09:44
    نزار حيدر
    لِقنواتِ [RT (في مُشاركتَينِ)] و [اليَوم (في مُشاركتَين] و [صَوت العرَب] و [زاگروس (في مُشاركَتَين)] و [Extra News] و [النُّجباء] و [الحدث نيوز] الفضائيَّة ولـِ [RT ON LINE] ولراديو [النَّجف الأَشرف] [المهاجر] و [DW]؛
               
    *يتساءل العراقيُّون؛ أَين زُعماء الكُتل السياسيَّة والنيابيَّة وزُعماء الميليشيات الذين صدَّعُوا رؤُوسنا بالحديثِ عن السِّيادة، من الإِعتداءات التركيَّة؟!.
                       
       ١٦/ لسنا بحاجةٍ إِلى مَن يُذكِّرنا بأَطماع أَنقرة في العراق، ولسنا بحاجةٍ إِلى مَن يُعدِّد لنا هذهِ الأَطماع، فما يصدر عن بعضِ زُعماء الكُتل والأَحزاب السياسيَّة بهذا الصَّدد هي مُجرَّد للإِستهلاك المحلِّي، فليسَ المطلوب منهُم أَن يأتوا ببياناتهِم الإِستعراضيَّة على تعدادِ وذكرِ  هذه الأَطماع، فذلك لا يُغيِّر من الواقع شيئاً ولا يضعُ حدّاً لها، وإِنَّما المطلوب منهُم هو تشريعات نيابيَّة وإِجراءات حكوميَّة وقرارات قضائيَّة، إِذا اقتضت الضَّرورة، لحمايةِ سيادةِ البلاد والحيلولةِ دون تكرارِ الإِعتداءات.
       نريدهُم أَن يشحذُوا الهِمم فوراً تحتَ قُبَّة البرلمان كما فعلُوا مطلع العام الحالي بشأن [تواجد القوَّات الأَجنبيَّة] فيتَّفقُوا على الأَقل على إِصدارِ بيانٍ [شديد اللَّهجة] يُدين الإِعتداءات التركيَّة، أَم أَنَّ قوَّاتها ليست [أَجنبيَّة] وأَنَّ عُدوانها لا ينتهك السِّيادة؟! أَم أَنَّ السِّيادةَ على قِسمَين؟!.
       شخصيّاً أَعتقد بأَنَّ بغداد مُتواطِئة مع تُركيا بهذا الصَّدد، وكذلكَ أَربيل.
       فعلى الرَّغم من أَنَّ بغداد تُصنِّف [PKK] منظَّمة إِرهابيَّة، إِلَّا أَنَّها لم تُقاتلها لطردِها من العراق كما فعلت وتفعل مثلاً معَ [داعش] وأَخواتها، وبذلك تقدِّم الذَّريعة لأَنقرة لتُكرِّر إِعتداءاتها بحِجَّة مُقاتلة [جماعة إِرهابيَّة].
       وهذا ما يُميل الكفَّة لصالح التَّفسير الذي يقول بأَنَّ بغداد وأَربيل لا طاقةَ لهُما لطردِ [PKK] ولذلكَ يغُضَّان النَّظر عن أَنقرة عندما تُساعدهم في التصدِّي لتمدُّد [PKK] أَكثر فأَكثر داخل الأَراضي العراقيَّة.
       وما يجدرُ ذكرهُ هنا هو أَنَّ [PKK] تُسيطر على أَراضي شاسِعة من العراق على طول الشَّريط الحدُودي المُشترك مع تركيا، كما أَنَّها تحتل آلاف القُرى بما فيها من مزارع وبيُوت تمَّ تهجير ونزوح أَهلها ودواب ومراعي وغير ذلك، وهي مُستمرَّة في توسيع سيطرتها على المزيدِ من الأَراضي، فلماذا لم تفعل بغداد وكذلك أَربيل شيئاً لمواجهةِ هذا التمدُّد [الإِرهابي]؟!.
       كما أَنَّ عدم ذهاب العراق بملفِّ الإِعتداءات التركيَّة إِلى مجلس الأَمن الدَّولي أَو جامعة الدُّول العربيَّة أَو أَيَّة هيئة قانونيَّة دوليَّة دليلٌ على هذا التَّواطُؤ!.
       قد يقولُ قائل بأَنَّ أَنقرة تستفيد من الإِتفاقيَّة الأَمنيَّة المُوقَّعة مع بغداد في ثمانينيَّات القرن الماضي للتَّغلغل إِلى داخل الأَراضي العراقيَّة إِذ أَجاز الإِتِّفاق لكِلا العاصمتَين، أَنقرة وبغداد، التَّغلغل بعُمق [١٥] كم لمُلاحقة المُسلَّحين المُعارضِين في أَراضي الطَّرف الآخر.
       هذا صحيحٌ، إِلَّا أَنَّ تلك الإِتفاقيَّة أَجازت للطَّرفَين التَّغلغل داخل أَراضي الطَّرف الآخر، بمعنى أَنَّ بغداد كذلك كانت تستفيد من الإِتِّفاقيَّة لمُلاحقة ما كان يسمِّيهم نظام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين بـ [العُصاة] وهي الصِّفة التي كان يُطلقها على قوَّات الحزب الديمقراطي الكُردستاني على وجهِ التَّحديد والتي كانت تتخندق في مقارٍّ سريَّة على طولِ الحدُود المُشتركة بين العراق وتركيا.
       أَمَّا اليوم، فما الذي تستفيدهُ بغداد من مثلِ هذه الإِتفاقيَّة الأَمنيَّة؟! سوى أَنَّ بغداد تضع عن ظهرِها ثِقل مُقاتلة [PKK]!.
       ورُبما بهذهِ [الفلسفة] وقَّع رئيس الحكُومة الأَسبق [المالكي] مع أَنقرة بتاريخ [٧ آب ٢٠٠٧] إِتِّفاقيَّةً تُجيزُ للأَخيرة تعقُّب [PKK] داخل الأَراضي العراقيَّة.
       ومنذُ ذلك اليَوم وإِلى هذه اللحظة لم تنجح الحكُومات المُتعاقبة في وضعِ حدٍّ لهذِهِ الأَزمةِ الخطيرة!. 
       فضلاً عن ذلك فإِنَّ الإِتفاقيَّة المُشار إِليها لم تمنح الطَّرف التُّركي حق التَّغلغل أَكثر من [١٥] كم فقط أَمَّا اليَوم فإِنَّ أَنقرة تغلغلت في بعضِ المناطق الحدوديَّة إِلى اكثر من [٥٠] كم كما انها تتحدث عن نواياها في اقامة قواعِد عسكريَّة دائمة وأُخرى مُتحرِّكة في عُمق الأَراضي العراقيَّة، فأَين كلَّ هذا من الإِتفاقيَّة المُشار إِليها؟!.
       ويتساءل العراقيُّون؛ أَين زُعماء الكُتل السياسيَّة والنيابيَّة الذين صدَّعُوا رؤُوسنا بالحديثِ عن السِّيادة؟!.
       أَين الميليشيات التي صدَّعت رؤُوسنا بشعارات [إِخراج المُحتل] والسِّيادة الوطنيَّة وغير ذلك من الشِّعارات [المُؤَدلجة] التي تُخفي تحت طيلسانِها الشَّيء الكثير من التَّضليل والدَّجل؟!.
       *يتبع...
       ٣١ تمُّوز ٢٠٢٠
                                لِلتَّواصُل؛
    ‏E_mail: nahaidar@hotmail.com
    ‏Face Book: Nazar Haidar
    ‏Twitter: @NazarHaidar2
    ‏Skype: nazarhaidar1 
    ‏WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920
    Attachments area

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media