المفكر العراقي الزاهد هادي العلوي 4 ـ 6 أبعاد مأزق المثقف العضوي مقابل الزاهد العضوي
    الثلاثاء 22 يونيو / حزيران 2021 - 20:18
    أ. د. إشبيليا الجبوري
    رسامة وكاتبة وشاعرة ومديرة في وكالة ناسا للفضاء
    لا تطمح الحلقة بإدارة كلمة "مأزق" حتى لا تعجف مدخل الموضوع بنزعة تعصبية. لأن أية كلمة حادة "نوع ما" إنما تنصب فخا لمتنها الثقافي؛ لتغدو جزا من خطاب موجه مما تقدمه؛ في حين أنها كما في موقعها تدعوا إلى تماثل الأختبار لمعنى الخطاب ذاته من أجل الولوج إلى المجال البعدي المباشر للموضوع. 

    وهكذا تسعى الحلقة إلى الابتعاد عن الكثير من المعلومات الجاهزة٬ من خلال معاينة ومعالجة٬ ثلاث مشاكل بمنهجية منتظمة ومتكاملة من خلال معطيات الحلقة:
    أما المعطيات العلمية والتعليمية٬ التي يتطلب فيها من مخرجات٬ هي: 
    I.ما الذي يمكن أن نميزه بمأزق الخطاب؛ عن كيفية تحديد ما يجب تغيره٬ وكيفية الحكم على مدى طموح الخطاب الثقافي للتغيير؛ عند المثقف العضوي/الزاهد.؟
    II.ماهو التقييم الذي يمكننا إجراؤه لاحتمالية اللبس في مأزق الخطاب المزدوج؛ أن يكون هذه التغييرات القابلة للتنفيد المبعثر/المنظم٬ وما هي أنوع الهياكل التي يمكن تطويرها في الخطاب الثقافي لتعزيز البديل الاستراتيجي للتنفيذ؟
    III.ما هو مأزق الخطاب الثقافي المتعلق بقضايا الأفراد والقضايا الثقافية التنظيمية عند كل من الثقف/الزاهد العضوي للتغيير الاستراتيجي٬ وكيف يمكن معالجته التنفيدية على أفضل وجه؟
    العينة المستهدفة
    ستكون هذه الحلقة كما هو بالنسبة للسوابق منها٬ ذا قيمة لأي مثقف احترافي أو مهني تنفيذي٬ أو مثقف يشارك في الإشراف أو يساهم في ادارة "محافظ/حقائب/ملفات البرامج أو الشاريع الثقافية التي تأثر في التغيير المتأصل في سياقها التنظيمي الداخلي/الخارجي.
    المثقفين الاحترافيين في تنفيذ مشاريع تطوير الخطاب التنظيمي أو تأثير النغيير المتأصل في موارد الرأسمال الثقافي الاجتماعي
    المثقفين الاحترافيين المسؤلين عن سياق منظومة الثقافة أو وحدات موضوعات توجه الخطاب الثقافي
    المثقفين الاحترافيين أو المثقفون المشاركون في دعم إدارة المشروع الثقافي التنظيمي للتغيير٬ مثل أولئك المثقفون عن تدبير الأنشطة الثقافية أو مراكز الاستقطاب المتميز.
    المثقفين أو المسوؤلين المشاركين في إدارة أو إشراف تنفيذ الاستراتيجيات الثقافية أو المشروعات الثقافية .
    مثقفوا البرامج والأنشطة الخلاقة.
    مثقفوا المشروعات الابداعية الثقافية؛
    مهنيو الثقافة في تطوير الخطاب التنظيمي الثقافي؛ الذين يشاركون في تصميم وتنفيذ البرامج والأنشطة أو تدبير مشاريع تحسين الأعمال الثقافية المتخصصة والعامة..

    تستعرض هذه الحلقة نهج تدبير إشكالية الأنظومة الثقافية؛ لأبعاد مأزق المثقف العضوي الفلسفي مقابل الزاهد العضوي. تهتم بالتفاعلات بين بنية وعمل المنظومة الثقافية لكل منهما٬ وعملية التدبير التنظيمي وسلوك المثقفون في العمل الثقافي. الموضوعات الأساسية التي تحتاجها  خلال التعرض إلى مأزق الثقافة الفاعلة في الأنظومة الثقافية٬ والأهمية في تفعيل دور تدبير الأنشطة الثقافية المتكاملة. 

    تعد تحديات مشاريع التغيير الثقافي التنظيمي٬ رابع خطاب إشكالي متصل في ممارسة كيقية تمييز مأزق المثقف العضوي٬ بخاطبه الفلسفي مقابل الزاهد العضوي٬ بل أكثر أنواع مشاريع الخطاب الثقافي؛ التي يتم مشاغلة تنفيذها شيوعا وسط التعبئة الثقافية الموجهة٬ معوقات إدارة فوضى خطاب الرأسمال الثقافي الاجتماعي. ولكن٬  هناك تميز حاد لدى بعض خطابات المنظمات الثقافية؛ تتبنى ممارسة رسمية لإدارة ثقافة خطاب التغيير التنظيمي الشامل. 

    كما تشير إليها "الدراسات والأبحاث" إلى تبني المؤسسات في تحقق معدلات نجاح أعلى٬ بأستخدام تقنيات إدارة "محافظ/حقائب/ ملفات المشاريع الموحدة٬ بالتنسيق مع مناهج إدارة ثقافة التغيير الصارمة؛ في تحديد وتقييم عناصر الخطاب الثقافي٬ لأتخاذه دليل ممارسة٬ يساعدها٬ في تدريب مدراء المشاريع والبرامج الثقافية للتغيير٬ على؛ المشاركة في تمكين فحوصاتهم على قوة آهلية موارد الخطاب الثقافي للتغير٬ وحثهم على إدراجه ضمن تنفيد المشاريع٫ والخطط للبرامج المعدة ثقافيا؛ المشاركة في وضع الأسذلة الميدانية وحلولها؛ ضمن استراتيجيات واضحة وقوية٬ لتوجيه تطوير الخطاب الثقافي التنظيمي٬ و الأخذ بالتأهيل والتدريب الجاد على مهارات تنفيذ؛ تلك الاستراتيجيات٬ بشكل حقيقي وموثوق وفعال.  

    لذلك تعتبر الإشكالية الحقيقية في الخطاب المفخخ في ذاته٬ ليغدو جزءا من نصاب يدعي أختيار عتبات طموح حيثياته المرجعية٬ لتكون مقدمته. بمعنى٬  المأزق لا يبتعد من كونه جزأ علاقة الهامش على مركده الثقافي، فلا يشكك  عن ذات الطموح الثقافي "التشريعي ـ إن شتم" ليشرح طموح أو تداعي التفسير الثقافي الأيديولوجي للتغيير في أختبار المثقف العضوي٬ ولا هو أيضا تعليق تأويلي لحراك الزاهد العضوي عن تأويلات صوفية. إذ إن كل شارح ثقافي عضوي أو تأويلي صوفي٬ إنما هو شروع الخطاب الثقافي في دخول نص مرجعي ثقافي مختلف. أي بمعنى٬ إن الخطاب يمثل مطلب ما٬ وأن يشكل لذاته وجودا ثقافيا موازيا أو محاكيا مقابل الآخر٬ يعتمد تشكيلالثابت "الهوياتي إليه"٬ بل يتحصن فيه كشروع  بعدي للخطاب كأصالة لذاته. لذلك لا يتبقى إلا أختيار طرفي المعادلة بـ"الآخر/الهامش"  ليقوله مجزؤية الخطاب عن الأختلاف؛ والذي هنا يتخذه المحك هو الشارح التأويلي للخطاب٬ والمعني به٬ الزاهد مقابله٬ وهذا ما يوقع الصراع الثقافي بالنسبة إلى المثقف العضوي٬ دخولا في شراحة وتفسير الاختيار بالاتجاه لعتبة البعدية الصراعية ادوات و وسائل منهجية "المرجعية" النظرية التأويلية للتاريخ٬ و التاريخ المختلف٬ الذي عادة ما يطرأ عليه خطابات ومواقع طموح التعليق الموازي للصراع الأصلي؛ عندما يتم نقله من خطاب هثقافي هامشي من سياق المشروع الثقافي الأجتماعي/المؤسساتي؛ إلى ما فيه قراءة واقعية إلى ما يغدو جزأ مكملا لما تتقدمه في المشروع للولوج به٬ طموح النزاع.

    من هذا الإشكال ما بين خلق خطاب الهامش الثقافي الهوياتي٬ نحو تعليق مكونات الفعل الموازي٬ أو تقديح كلماته في الخطاب الشارح لتأويلاته٬ خاصة الخطاب الايديولوجي الموازي٬ الذي يصلح للتعليق والشرح والتأويل. مما يفتح المثقف العضوي٬ إن شئتم. وهو منهمك نقل لقول التاريخية الثقافية من سياق المشروع الثقافي الاجتماعي العام الذي نبت فيه وناضل وكتب عنه وفيه٬ إلى مشروع االنجاح الايديواوجي على الإنسان في الأختيار.٬ مما يجعل بالمقابل الزاهد العضوي يتركز على "أفهوم ثقافة البعدية /الثورة" في قراءة مشروع التغيير لصالح المحكاة الثقافية لموقع التغيير.

       لم يكن يهم "المثقف العضوي" هذا الخطاب إلا بترسيخ الفعل الايديولوجي٬ الذي يشكل للآخر الدلالة الثورية للمشروع الثقافي٬ وهذا هو الأخطر٬ لتأسيس وثيقة يتم خلالها أختيار آلية المشروع ونقله في سياق "الأنا القثقافية العضوية" الأقوى من هذا الهامش. وهو دون أن يتوجه إلا لتتويج أنتصارا حقيقيا ٬ لهويته٬ إي العودة إلى "الثقافة العقلانية الهيغلية/المثالية النقدية للتاريخ"٬ لأن الخطاب التوثيقي الذي يمكن أن يفتح له  هلالين خاصين بمأزق المثقف العضوي٬ هو عبأ لمطالب المحاكاة الموازية مع حركة التاريخ في المشروع الثقافي الغربي "الغرامشي"٬ وهي تتوجه على أنه الوجود الأخطر دلالة ثقافية غربية في إعادة إنتاج ثقافة "الذات الأوربية"٬ في حين بالوقت ذاته تخادب "الزاهدالعضوي/الآخر الذي يتم بناء ثقافته الهوياتية الشرقية على أساس التعارض معه دائما٬ والقوي الذي يستطيع التغلب عليه أبدا.  بمعنى٬ أن الزاهد العضوي يكشف ما هو متلبس بالقراءة الغربية في مشروعها الثقافي٬ بل تكشف ثمة قراءة عليه أنه لا يستطيع "مفارقة "ذاته"/ الأنا المحضة بمواجه الآخر٬ بل فتح الإذن الثقافي لما يطرأ عليه من مبادرات للتغير من قراءات٬ وهذه ما تطرحه وثيقة التنازع الشارح والتأويلي لقوى اليسار الأوربي٬ والثقافة العالمية العامة من الهاماش إلى المركز٬ من الأآخر إلى الأنا وفق وحدة خاصة بقراءة المشروع الأوربي الثقافي٬ مما نلاحظ أن هادي العلوي يفتح مشروعا بالقراءة المغايرة٬ بمرجعية فلسفية شرقية /تاوية٬ إن شنم٬ معبرا خلالها قراءة ثقافية الخطاب الشرقي٬ الا هو خطاب التأهل الزهدي بالأنا٬ من أجل إعلاء خطاب ثقافي اشمل للتغير٬ الذي يموقع عليه الاختيار إلا بالأنسان.٬ وهذا طرح تقاذف أمام الخطاب الماركسي العربي التقليدي٬ بتركيزه على دحرجة الخطاب على أساس التعارض معه٬ وجعل للشرح الثقافي العقلاني٬ يأخذ الخاصة البينة بينه وبين نفسه٬ فتح وثيقة إشكالية لها في "نظرية اللعبة الثقافية" ما يمكن أن تتقاذفه الأذرع عند المثقف العضوي من الآخر "الزاهد العضوي"٬ وفك عقدة ربط الاصفاد من بين الايدي.
     
    خطاب المثقف العضوي٬ نحو النقدية الوظيفية يعتبر وثيقة خطرة عند "غرامشي" حين حاول أن ينزلها من النقدية العقلانية ٬ العارضة بالتأويلية الهيغلية٬ نحو ساحل عريض أفقي من لعبة العقل الغربي٬ إشكالية التأويل الخطابي اللامتناهي٬ من حصر الأنا المحضة٬ التأرخة المتعالية النزعة٬ بمعنى٬ العقل الغربي المعجزة اللامتناهية٬ وفي هذا ما يعد إشكالية أمام الزاهد العضوي حين يظهر وقفته على إنها علانية الولادة المتناهية. 

    وهنا الزاهد العضوي يرفض الأقصاء والنفي والاستبعاد٬ بل يكشف علانية ما يتولاه المثقف العضوي من خلفية  أتباع "تحقيق المستبعد" بل ترك خطاب الزاهد العضوي في أنخراط العجز والهوان والخروج المنفي /المقصي/المستبعد٬ وهذا الانخراط الثقافي في اللعبة الثقافية٬ نزاع له أدرية مسبقة في تركيز قراءة الخطاب الثقافي الغربي٬ بل وثيقة لدلالة حفرياتهل الثقافية٬ التي تتوج به ذاتها العليا. في حين أن الزاهد العضوي يوقد نور الاستيقاظ على الحركة المادية للتاريخ٬ وفك ما تتقاذفه الكلمات عن "من هو المستبعد/المنفي/المقصي/ الهووي اللامتناهي من المعجزات.

     هادي العلوي كشف عن فضيحة "ثقافة المعجزة اللامتناهية" موضحا لماذا هذا "الأقصاء في معجزة الثقافة المتناهية"٬ المعنية بالشرق/ التراث العربي الاسلامي٬ مسدركا استطرافه في الابحاث عن فلسفة الشرق٬ التراث الثقافي العظيم والعمسق من ماضي الضحية المستمرة: التي كادها وكأنها عليها الاقصاء/الاستبعاد/النفي االلامتناهي٬ متن أجل أن يأتي المثقف العضوي أن يساهم في تحطيم الصياغة الثقافية٬ وإعادتها بلغبة مشابهة من أجل بناء "أيقونة معجزة المعرفة والثقافة اللامتناهية"٬ والآخر الضعيف المهزوم اللاصالح للحضارة٬ كي يكون الخروجبه حقا إلى ساحة السحق واقذف به خارجا إلى هامشوابعادة من المشروع الثقافي الاممي للإنسان العام.

    على قدر ما كان فكر الزاهد العضوي/ العلوي٬ يستشعر خطر أنهيار المشروع الثقافي الاخلاقي٬ من الإنسان العربي٬ أو من تراث هذه الأمة الاسلامي٬ دفع مشروعه من داخله بالزهد والتقوى والرضا٬ أي أن الفرد الحرية الأعلى في ذات الله٬ الثواب/الخير الاخلاقي القادم في ذات الله على الأمة٬ بعد النزوع والتعالي عن كيانات المشروع الكمالي لدى المثقف العضوي٬ بتسميم البيئة الثقافية الاخلاقية٬ بل كان يستشعر بخطورة ما كان يراه على "المشروع الثقافي على العراق/ الأمة" مشروع الثقافي الغربي الجائر الموجه على الأمة من داخلها٬ وبفعل أن تدفعه إلى تنضيج الخطاب الثقافي بمسؤلية تحملها المثقف العضوي أزاء مشروعة البعدي الحداثي. وقد بين أن الخطاب الثقافي العضوي تغلبه إرادة القوى٬ على جانب الأخذ والاستحواد على كل ما هو خزين للقوة عند الآخر٬ عن  طريق مختلف نحو كينونة الخطاب الثقافي في التغيير.

    إن سيادة عالم الأتمتة والتكنولوجيا المتقدمة جعلت تحديات تعكس مأزق الخطاب الثقافي العضوي٬ بل وظهر أنعكاس هيكلها التنظيمي الاخلاقي الذي استحوذ على طبيعة المثقف الزاهد العضوي٬ بتقليدية تراثية؛ بحيث غدت الثقافة العضوية "الغرامشية" في مأزق بالمتون العقلية النقدية للخطاب٬ حين أغرقت بالتحليل الماركسي للواقع الثقافي الاجتماعي٬ وريثة لا شرعية الخطاب الحداثي للأخلاق الميتافيزيقيةك التي هزمت ليس أمام "بعدية الزاهد العضوي الثقافية"٬ بل مقابل الخطاب الثافي الحياتي العضوي النيتشوي٬ لكنها عادت إلى التحليل التأويلي للتاريخ من أجل الانبعاث المجدد للمثقف٬ خلال ما يسمى بالمناهج الثقافية الوضعية في الوعي الثقافي الاجتماعي؛ التي عبرت فيه عن تثبيت ثقافة "الإمكان/والاستغناء" البعدي الحداثي٬ وترسيخ ذلك عن ثقافة الأنظومات الفكرية السابقة٬ لفائدة نمو معارف المثقف الهامشية والمكتسبة بالضرورة من معاينة "خلق النموذج" ليشكل تصاميم فكرية لنماء الواقع الافتراضي إلى ثقافة وقائع.

    هنا نلاحظ "غوص" مشقة التدخل للزاهد العضوي للتراث الثقافي٬ من أجل منح المنهجية القادمة أدوات مؤثقفة أصلا من خلال التراث الفكري والتجريبي العربي الاسلامي أو عبر حضارة الشرق العريض ـ والمقصد بها "التراث التاوي /الصيني"٬ فتكشف عن الزاهد العضوي الخطاب التراثي المعرفي؛ الذي تستنبط إليه ليس ثقافة المنهجيات التراثية والتاريخية المعلنة عن سياق حيويتها لهذه الصراعات الثقافية المعرفية في منجزات العلوم٬ الشاهد المعلوم الصريح٬ اسلاميا أو شرقيا٬ ولكنه أي هادي اللوي نظر بمشقة عالية لآلية البحث والدراسات لأزمة سؤال المثقف العضوي عندها٬ بحيث أعرب عن أستمرار التأويل التحليلي للخطاب الثقافي العضوي؛ هو إحالة صريحة إلى التأثر العميق للماركسية العقلانية ٬ أي الميتافيزيقية التقليدية في صراع العلوم ذاتيا٬ التي جعلت "العود الأبدي" إليها "عصر تنويري مستدام" من أنظمتها المعرفية للخطاب مع التحول للاشياء٬ بقدر ما أضفى عليها منطلقات ملفتة لمفاتيح تأصلت بالماركسية٬ جعلت الغرامشية إليها مرجعية جديدة مستحدثة من خلفية الادبيات الماركسية؛ في حين "هادي العلوي" أستدرك أثر تدخل القفزات التكنولوجيا في عصر الأتمتة المتقدمة٬ إلى متغيرات في البنية الفرية الاجتماعية لادوات تحليل الخطاب المعرفي الاجتماعي٬ ولحركة رأسمال البشري. 

    أن مأزق المثقف العضوي يدور حول حول موضوع دراسة المنهج العقلاني بالذات الإنسانية٬ الذي يتحرك بموجبه النظام التاريخي المعرفي٬ ما يشكل مقابله عند الزاهد العضوي إشكالية في خلفية تشكيل الرؤية المعرفية الثقافية للظواهر الاجتماعية نفسها٬ وعيها الثقافي الخالص٬ وإشكالية البرهنة والاسناد على التغيير بموجب النظام المعرفي الضمني للخطاب٬ بحيث أخذ الزاهد العضوي تجلياته على أن مقياس الخطاب الثقافي العضوي "تحليلا مؤلا٬ بطريقة مختلفة تناسب الخطاب الضمني التأويلي الكامن وراء فعالية العثلنة الماركسية. وهنا ليس التأويل بالمعنى الذي تقصدته الفلسفة الماركسية الأولى من ماركس إلى غرامشي٬ بل إنه من إشكالية ومأزق نوع تلك الفرضيات التأويلية للخطاب الضمني للتاريخ٬ وأ قرأتها الأولية٬ يرجئها "الزاهد العضوي" إلى طبيعة ادوات البحث المنهجي ومعطيات المخرجات العامة التطبيقية. فهي ليس عقلانية ذاتية للمثقف العضوي بمعنى شخصيته الثقافية الفردانية٬ بقدر ماهي ذاتية خاضعة لسلطة نظام الخطاب المعرفي الكامن وراء السيطرة للمشروع الثقافي العام "الغربي/المركزي"..

    فالتاريخانية العقلانية نظمت اتجاه مركزها الاوربي كنظام "أركيولوجي" للثقافة٬ مما دفعت على مغالبته بترسيخ المصطلحات في الممارسة الثقافية والابحاث٬ بحيث عكست الاستناد التطور الاتأتمتي وراء "أنسنة حركة التاريخ وتطوره"٬ بل وجعلت هذه "الأنسنة كلغة مصدرة كامنة وراء ادوات اسلوب البحث الاوربي في القياس للظواهر٬ في مجال التطور الثقافي التاريخي للشعوب٬ بحيث يبدو جليا أن المحرك اضمني٬ يدور دراسة التوجه الثقافي من خلال خلفية صناعة الظاهرة٬ التي يتحكم فيها الظهور المؤول بأسلوب البحث والدراسات "بأثر تكولوجي٬ في حالتها هذه٬ وأيضا تجعل الفرضيات أسلوبها التحليي يتناسب مع الخطاب الضمني الكامن وراء الفعالية العقلانية الماركسية/الموضوعية. وهنا ليس واقع تأويل بالمعنى التقليدي للصراع الذي تقصدته فلسفة غرامشي في تأويل فلسفة خذاب المثقف العضوي٬ بل فتح له أفتراضات مراجعتها الأولية التي "تدحرجت من علو الماركسية الأولى"٬ نحو واقع الحال في معطيات البحث والدراسات٬ فتح مجالات لتأويل ذاتية الخطاب الماركسي الليليني للتغير. بمعنى٬ أن ما يقابله الزاهد العضوي بفاعلية مستحدثة٬ عابرة عصر المركسة التحليلية العقلانية٬ يح دد إشكالية ومأزق الذاتية للخطاب الخاضع لسلطة نظم الاشارات المعرفية ٬ داخل سياق نظام المعلومات المعرفية٬ ما هي معايير الثقافة المؤسسة للمشروع الثقافي الغربي٬ تجاه الشعوب في المعمورة٬ الحفريات الثقافية مقابل نصطلح الأنسنة المصدرة لاهداف المشروع الغربي المركزي٬ المشرو المؤسس تجاه الآخر. ما هي الاطر المنخجية التي ترسل من المركز الثقافي و مركزية السلطة في الخطاب المعرفي تجاه الآخر٬ صناعة الهاماش والمركز مع المحيط.

    هنا يلعب (هادي العلوي) في تأملات طبيعة الاختلاف الثقافي٬ والخطاب الي يشكل دورا معياريا وليس معرفيا فحسب٬ بحيث يرى (صاحبنا ـ العلوي)  أن الخطاب الثقافي الغربي ٬ موجه نحو الآخر في الهامش٬ ليكون هو المركز. والخطاب للآخر كما يراه العلوي٬ هو مجرد هامش٬ فالخطاب وسلطة المعرفة تمثل اطلاقة لا من مجرد التعيين في تصميم هندسة الخطاب في الظاهرة بل في مضمون الشخصية الغربية المفردة٬ بقدرة ذاتيتها الثقافية الخاضة لنظام معرفي متعال٬ وكامن في سياق النظم المعرفية لسلطة الخذاب الموجه نحو الهامش. إذن ٬ مجرد أنطلاق الخطاب من المركزية الاوربية٬ تمثل اتجاهه نحو الهامش. وهذا دور فاعلية المثقف العضوي من المركز نحو المثقف العضوي في منطقة هندسة الهامش٬ الذي يمثله الشوط الهندسي للخطاب الموجه وتشكيل العلاقة بين الأنا/الذات/الآخر.

     (العلوي) يضع حدا للخطاب الثقافي العضوي٬ لأنه أي حوار مع المركز ليس لرسم دوائر الخطاب المعرفي٬ بل أتباعها٬ وبمجرد انطلاق التعريف لحركة التاريخ٬ لابد من أتباع ما يرسمه المركز من قناعات وثقافات مؤنسنة٬ تجعلها مصدرة فروض للآخر٬ موجهة مركزيا. أو بمعنى الزاهد العضوي بمثل هذا التحليل المركزي٬ له ذاتية فعالية النقدية العقلانية الموضوعية٬ معطى الماركسية بالبحث٬ وهنا موقف مخالف عند "الفلسفة الشرقية/الصينية". وما جعل النظر إليه أي نحو المثقف العضوي٬  هو تعيين مخالف في اللفظ وليس في السردية الذاتية للشخصية الغربية٬ وخطابا المركزي المرسل إلى الهامش/الآخر. بمعنى خلع ضرس المركزية من مواقع الهامش٬ وجعلها مولدة خطابها ضمن إطارها الهامشي بلا مركز٬ وإن طالبت بفرض الاستقلالية للشيء٬ . فـ(العلوي) عين الخطاب قراءته من الخارج٬ الخطاب الثقافي المتعين هو المركزي لدى المثقف العضوي وبالتالي يغدو متعينا بلا حدود مقابل لثقافة الهامش اللاحدود لها المغرقة بلا مركز٫ حول الذي ليس له محيط فعلا كما يره العلوي ٬ الواجب التنبه إليه مقابل المثقف العضوي أو الخطاب الاوربي المركزي٬ بمجرد المقف الزاهد العضوي٬ يرفع غطاءه ممن الخطاب المركزي الاوربي٬ يصنع له خلل في تعريف ما المحيط/ أو ما هو الهامش؟ ولهذا فيصنع العلوي قوة (الهامش من مراجعة لداته/تراثه الثقافي العتيد٬ الذي يمكنه أن يصنع له مركزية في الخطاب نحو المستقبل٬ بل يستطيع أن يرسم لنفسه مركزيا قوة ارتكاز نحو من هو الآخر٬ ويجعل الخطاب الموجه أما مركزيا ـ مركزيا أو خطابا هامشيا ـ هامشيا٬ خارج التؤيلا العقلانية الماركسية.


     إلى حلقة قادمة : هشاشة المثقف العضوي وتهافته مقابل الزاهد العضوي.(5ـ 6)
    ترجمة  د. أكد الجبوري

    © 2005 - 2025 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media