أ. د. عبد الإله الصائغ
--
--
كنت قد كتبت للاخ فيصل القاسم قبل عام ونيف ايميلا ادعوه للمحاججة معي عبر الجزيرة او عبر الهاتف او عبر الصحف لكي يقنعني برؤيته او اقنعه برؤيتي ! فأجابني مشكورا وقال لي انه يتمتع بعطلته الموسمية وارسل لي بضع مقالات له منشورة في موقع الكادر ! وياباب ما دخلك شر ! فلا كان ولا صار ولا قلتم ولا قلنا ! ومسوغ دعوتي للاستاذ القاسم هو ما لاحظته عليه وعلى الاستاذ سامي حداد وعلى الاستاذ احمد منصور ومراسلي فضائية الجزيرة انهم يستمعون القول فيتبعون ما يناسبهم ! وكانوا من البساطة بحيث لم يفلحوا في اخفاء نواياهم المدهشة ! ولسوف اخاطب قناة الجزيرة من خلال الزميل فيصل القاسم متوقفا عند مقالته المعنونة : لماذا التباكي على عراق مُقسم منذ سبعة عشر عاماً؟
http://www.fkasim.com/content/view/1327/1
ايها السادة في الفضائية القطرية ان الخطأ عند سين لا يعني بالضرورة الصح عند صاد ! سين ملف وصاد ملف آخر ! يعني ان عقابيل سقوط قبضة صدام حسين الفولاذية 9 ابريل 2003 ومجيء حكومات ضعيفة طائفية اتخذت المحاصصة كعبة لها والتغاضي عن نمو الأشجار الشيطانية في عراق التمدن لايعني ان قبضة صدام كانت رومانسية وكانت رحيمة وان تصرفاته كانت قويمة ! لكن الحب اعمى ولن يجدي العاشقَ الولهان عذلُ العاذل البطران ! سيدي فيصل القاسم ان العراق لم يكن مقسما منذ عقد ونصف كما اكتشفت وظننت انك مبتكر هذه اللفتة الحاذقة ! بل هو مقسم منذ الاحزاب الثلاثة الأموي والعباسي والعثماني ! وجاء الحكم الملكي الهاشمي 1921 ليحقن المشكلة حقنة تخدير فلم يسع الى حلها ! وسقط الحكم الهاشمي وجاءت قبضات العسكريين بعد انقلاب 14 يوليو 1958 لتزيد التشرذم بلة ! لقد فعلها العسكريون الطيبون منهم والسيئون ! فكانت مدينتي مثلا وهي النجف الاشرف بعد جولاي 1958 كانت تقاتل بعضها بعضا ! بل ان القتال اجتاح المحلة الواحدة ! بل ان القتال اجتاح البيت الواحد ! ولسنا عاتبين على العرب اولاد العمومة فللعرب مشكلاتهم التي لاتقل خطورة عن مشكلاتنا ! ويمكنني القول ان تشرذم العراق كان المارثان الذي اشترك فيه الجميع ! علمانيين واسلاميين وقوميين ! حزبيين ومستقلين ! وكان على المؤرخ او المحلل ان يكون كذابا لكي يتفادى عقابا ! والويل والثبور لمن يؤشر خللا او يشخص زللا ! فالكل منزه عن الغلط والكل موحى اليه من السماء او الوطن او الإنسانية ! لكنني اقطع ان الفكر العروبوي كان له الدور الاكبرفي تردي الحال الديموقراطي عراقيا وعربيا وكان له الأذى الأخطر في تفتيت العراق ! فعبد الناصر رحمه الله اول من رفع شعار تصدير الثورة ! ونسي شعبه المصري المسكين وانشغل بتفاصيل حياة الشعب العراقي مرة والسوري اخرى مسلطا علينا سحر احمد سعيد ومحمد حسين هيكل ! عبد الناصر رحمه الله كان عسكريا قليل الخبرة ضئيل الموهبة ولكنه مصري طيب وقروي اصيل كان يفخر بانه من قبيلة مرة لكنه غامر في لحظة هاربة من التاريخ فنجحت مغامرته ! وبعد هزيمة حزيران 1967 الكارثية ظننا ان العقل العروبوي سوف يراجع اساليبه واهدافه لكنه انتج تيارات سرت بين الناس سريان النار في الهشيم ! وحين رحل عبد الناصر الى الرفيق الاعلى كمدا على ما اصاب العرب والفلسطينيين من تقتيل وتنكيل وحدادا على زمان عربي كان ممكنا رغم خطاياه ! ظننا ان الفكر العروبوي جراء فداحة الخسائر العربية الكبرى سوف يهدأ ويصارح نفسه ويقوِّم مسيرته ! او ينسحب عن الشارع العربي ! لكننا كنا واهمين فبعد رحيل عبد الناصر تشكلت تيارات ناصرية في تونس وليبيا وسوريا والعراق وفلسطين واليمن ! وبدلا من ان يتعلم العروبويون من اخطائهم القاتلة اكتشفوا مخدرا عجيبا وهو القاء اللوم والتبعات على اثنين لاثالث لهما تخلف الجماهير والاستعمار ! ولعل الزميل فيصل القاسم نموذج للفكر العروبوي او نتاجه ! ان الشعب العراقي منذ 1958 كابد الويل والثبور وعظائم الامور على ايدي حكامه العسكرتاريين فهم تارة يساريون وتارة يمينيون وتارة علمانيون واخرى اسلاميون ! ولم تنتج الحكومات المتعاقبة على اختلاف درجات النقاء او الاجتهاد سوى شعب مقهور مدحور مشرذم يتحكم فيه الفزع والموت السياسي الذي يسمونه الآن الإرهاب ! الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله كان طيبا ومخلصا قياسا الى من جاء بعده ! ولكنه كان فرديَّ النزوع نرجسي الطوية وللمثال موازناته غير المتوازنة بين الاحزاب والكتل ! فحمايته فيها الشيوعي وفيها القومي وفيها المتربص ! ودوائر مخابراته فيها اليساري المنغلق وفيها اليميني المظلم ! بل وصل الأمر الى قواد الفرق ومحافظي المحافظات ! ولن نتحدث عن العارفين سلام ورحمن والبكرين احمد وصدام ! فلقد كتب عنهم بما فيه زيادة عن الحاجة لكن لا احد يتعلم الدرس ! الرئيس السابق صدام حسين ضمن عهدذاك فتسلق جدارا لايتسلقه العفريت الازرق وتدرج من مرافق اعتيادي للبكر يقف خلفه الى بديل منافس استطاع اختزاله ! الى رئيس للدولة العراقية ! وقد كان الشعب متعبا وحين تسنم صدام حسين الحكم قال مقولة الحجاج الثقفي حرفيا ! لن اكون الفارس الوحيد ولكنني ساكون فارسا بين الفرسان ولن اكون السيف الوحيد ولكنني ساكون سيفا بين السيوف وشي من هذا لم يحدث فقد قام بتصفية رفاقه بشكل لايعلم عنه الأشقاء العرب والاجانب شيئا ! فمحمد عايش صديقه ورفيقه والمقرب اليه ! غرزت المسامير الخشبية في جسده ومات شيئا فشيئا ! وهرب المرحوم حردان التكريتي الى الكويت فارسل اليه من يقتله ! وابتعد صالح مهدي عماش الى اوربا فوصل الى مطبخه عقار الثاليوم ! وتزلف اليه المرحوم شفيق الكمالي خوفا من سوء المصير فكان يلقي كل اسبوع قصيدة متلفزة في مديح صدام حسين لكن الرئيس الراحل كان يشاهد في جبهة الكمالي شامة سوداء تكبر يوما فيوما !! فقرر تصفيته وابنه يعرب في تراجيديا مؤلمة ! بل لم ينج منه أقرب الناس اليه وهو الطبيب العسكري الأديب راجي التكريتي فاستطاع اصطياده من الأردن ثم قدمه وجبة عشاء لكلاب القصر فابتلعته لقمة فلقمة ! وحتى اقرب خلق الله اليه قتلهم دون رحمة ابن خاله عدنان خير الله مات محترقا ! وزوجي ابنتيه صدام كامل وحسين كامل قتلهما ومثل بجسديهما ! وياليته رضي بهذا فاراحنا واستراح ولكن فوبيا المؤامرة كانت المنهج الجديد لنظامه فالشيعة تآمروا عليه بمجالس الحسين والسنة تآمروا عليه في حلقات الذكر ! والكورد تآمروا عليه في اعيادهم الشعبية ! قصفت الطائرات والمدفعية مدن النجف وسامراء والرمادي وتكريت واربيل والسليمانية وحلبجة ! ولكن شعار عشاق الرئيس صدام حسين هو : وكل مايفعل المحبوب محبوب فالعرب يحبونه وهماً منهم انه ورع وديموقراطي وكريم وهم يجهلون عنه كل شيء كما كنا نعشق جمال عبد الناصر والشعب المصري تسحقه الفاقة والمجنزرات ! وكان الاعلام المعارض لصدام حسين من الغباء والتخلف مما اسهم في خلق اسطورة صدام حسين ! فحين شن حربا ضد ايران بتوجيه من الغرب قال الاعلام المعارض ان العراق شن حربا ضد ايران ! وحين غزا حرسه الجمهوري دولة الكويت الشقيقة نعت الاعلام المعارض بما فيه الاعلام الكويتي الغزو الصدامي غزوا عراقيا ! ولم يكتف الاعلام المعارض بخيباته الاعلامية بل اسهم في زرع المخاوف لدى العرب فمثلا بيان الشيعة الذي كتبه الصديقان صاحب الحكيم وموفق الربيعي ووقع عليه كثير من المفكرين الشيعة ( لم اوقع عليه ) تسبب في يقظة الفتنة الطائفية وهذا ما حذرت منه الصديقين حكيم وربيعي والموقعين على بيان الشيعة ! فصدرت بيانات من الطرف السني المتشدد من افغانستان الى السودان تدعو الى تصفية الشيعة من حيث فشلت الاحزاب التاريخية الثلاثة الاموي العباسي العثماني في تصفيتهم ! بل وتمادى الجانب الشيعي في الغلو فظن ان التغيير في النظام الصدامي يعني استبدال حكم سني بحكم شيعي ! وكان التخبط سيد العملية السياسية فوضعت العهود السرية بين المعارضين كاسماء وبينهم وبين الدول الغربية وتم الاختزال بحيث تحولت المعارضة العراقية المدنية الى معارضة دينية ! والويل ثم الويل لمن يفتح فمه بكلمة احتجاج أو تقويم فهو كافر داعر ! ايها الزميل فيصل القاسم كنت قد كتبتُ لك ونشرت بعض كتاباتي عن عدد من الفضائيات المعادية للشعب العراقي وهي اليوم حقا مسؤولة قانونيا عن كل قطرة دم اريقت من العراقيين وكل تشرذم حاق بالعراق ! وكان برنامجك الاتجاه المعاكس ذو الطبيعة الطرزانية حاضنة للفكر المتطرف المعادي للعراقيين النجباء ! ولتعلم ايها الزميل ان صدام وإن كان سنيا ولكنه لا يمثل السنة! وكان تكريتيا ولعل اكثر المدن التي سبيت ودمرت هي تكريت ! واليوم يحكم العراق عناصر من الشيعة وليس هؤلاء بالضرورة يمثلون الشعب الشيعي المعروف بالعقل المدني التقدمي ! ان برنامجك وامثاله كان الفعل وما حصل في العراق جاء ردة للفعل ! وما يحصل اليوم من خروقات الحكم في العراق بات فعلا وما يكتبه فيصل القاسم وعبد الباري عطوان وسواهما ردة فعل ! ولم تات السانحة لكي يكون البحث الميداني سيد القول ! والوازع الإخلاقي سقف الفعل ! فالحكام على خطأ وانتم على خطأ والضحية بينكما هو الشعب العراقي الذي قدم للقضايا العربية كل شيء ولم يستبق شيا كما يقال ! فاتق الله ايها الزميل فيصل القاسم ولا تشمت بنا ورحم الله القائل في مثل موقفي وموقفك :
إذا ما الدهر ناخ على اناس كلاكله اناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا سيلقى الشامتون كما لقينا
والله نحن لانريد ان تلاقوا الذي لاقيناه فنحن اسمى من هذه ولكن مسالة التقسيم ليست صناعة عراقية شعبية بل هي صناعة صدامية ! وليست حلما شيعيا اوكورديا او سنيا ولكنه حلم صدامي ! فلولم يخض صدام حسين حروبا طائشه ضد الامة العراقية بكل شعوبها ولو لم يمنح ايران في اتفاق الجزائر فوق حقها ثم يمزق الاتفاق ويعالج الغلط بالغلط ! فيشن حربا على ايران وعلى الاكراد ثم على دولة الكويت ! لما حصل الذي حصل ! وقد لاحظت واقولها ببراءة ان دخول عسكرتارية صدام حسين للكويت لاتسميه عدوانا ! ومقالتك تلقي الذنب على الشعب العراقي وتكاد ان تبريء حكامه فاي سنخ من الاكاديمية هذه ؟ سيدي اكرر رجائي اليك والى بقية الاخوة في ان يتقوا الله فيما يكتبون وان يتذكروا الرحم حين يستثيرون ! ولن يكون الكذب صدقا ولو استمر الى يوم القيامة ولن يهنأ القاتل بما اقترفت يداه وان تحصن في غرفة بملايين الجدران ولن يتمتع سارق المال العام او الخاص لافي يقظته ولا في منامه فالمال الحرام يحرق العرض والارض ويهلك الزرع والضرع ! واهديك للضرورة مقطعا من قول الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه:
أمّا بعد ، يا ابن حنيف فقد بلغني أنّ رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة ، فأسرعت إليها ، تُستطابُ لكَ الألوانُ ، وتُنقلُ إليكَ الجفانُ ، وما ظننتُ أنّك تُجيبُ إلى طعامِ قوم ، عائلُهُم مجفوُّ ، وغنيُّهُمْ مَدْعوٌّ ، فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم ، فما اشتبهَ عليكَ علمُهُ فالفظْهُ ، وما أيقنتَ بطيبِ وجوهِهِ فَنَلْ منه ... فاتق الله يابن حنيف ولتكفك اقراصك .
حوار نصي بين القاسم والصائغ :
فيصل القاسم : لقد أسرّ لي أحد المسؤولين العرب العارفين ببواطن الأمور قبل أكثر من تسع سنوات، أي قبل الغزو الأمريكي بخمسة أعوام، عندما سألته عن استراتيجية بلاده تجاه العراق قائلاً: "إن العراق كما كنا نعرفه قبل عام ألف وتسعمائة وتسعين قد انتهى!
الصائغ : المسؤول العربي الذي اسر اليك القول احد ثلاثة : اما ان يكون جاهلا وهو لايدري او كان كاذبا عليك وانت لاتدري او كان مسهما في العذاب العراقي .
فيصل القاسم : أن الذي يجري الآن على قدم وساق قد بدأ تنفيذه على نار هادئة بُعيد خروج القوات العراقية من الكويت .
الصائغ : وحياتي انا يازميلي فكرة التقسيم قديمة واقدم من التاريخ الذي ذكرته ولك ان تنظر الى دول الطوائف المجهرية ! والقوات العراقية الشريفة لم تدخل دولة الكويت بل الذي دخل الكويت جيش آخر معد لدولة امير المؤمنين وفيه الفلسطيني والسوداني والمصري . الخ ! ولماذا لاتسمي اجتياح دولة الكويت عدوانا ؟ وما الفرق في ان يجتاح جيش صدام الخاص دولة الكويت او دولة البحرين او قطر فكل اجتياح عدوان فلماذا لاتسمون اجتياح الكويت عدوانا بكل المقاييس بما فيها المقاييس القومية !
فيصل القاسم : فاستقل الاكراد في الشمال، وكذلك فعل جماعة إيران في الجنوب والوسط، والسنة في مناطقهم مرغمين طبعاً.
الصائغ : الجنوب والوسط عربي لايقل عنك عروبة فلماذا تهدونه الى ايران ؟ هل تجد عراقيا عاقلا او عربيا عاقلا يهدي السنة الى البيت السعودي والشيعة الى البيت الفارسي ؟ وتقولون انكم عرب اقحاح ؟! الجنوب والوسط لم يكن لايران ولن يكون صدقني او كذبني سيان .
فيصل القاسم : بعبارة أخرى فإن تدخل حكومة بغداد المركزية بالشأن الكردي لم يتم إلا بدعوة وموافقة كردية .
الصائغ : بعبارة ثالثة انك لاتعرف شيئا عن تاريخنا هذا اذا افترضنا حسن النية ! سيدي فيصل الشعب الكوردي تعرض لعدوان الحكومات العراقية من العهد الملكي وحتى عهد الرئيس الراحل ! ادعوك لقراءة تاريخ الوزارات العراقية لابي التاريخ العراقي السيد عبد الرزاق الحسني واياك يازميلي ان تجزم في امور تجهلها .
فيصل القاسم : وكذلك فعلوا مع "أزلام إيران" في جنوب البلاد بعد تمرد عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين الذي أخمده النظام العراقي آنذاك بعد أن غض الأمريكيون الطرف عنه لأسبابهم الخاصة. لكن الأمريكيين عادوا، وحموا جنوب العراق الذي استقل بدوره فعلياً عن سلطة بغداد بعد أن انقطع حبل الود تماماً بين الرئيس العراقي وجماعة إيران إثر ما يسمى بـ"انتفاضة" الجنوب.
الصائغ : اين موضوعيتك الأكاديمية وانت حسب سيرتك دكتوراه من جامعة هل الانجليزية في الأدب الإنجليز منذ 1990 ؟ زميلي فيصل ما حصل عام 1991 ليس تمردا لأزلام ايران وحقك ! بل هو نقمة فقراء وجنود ومعوقي حرب ! واذا كان ثمة دور لايران فهو دور المتفرج او المتربص ! وان قبضة الرئيس الراحل صدام حسين بعد القضاء على انتفاضة خمس عشرة محافظة من اصل ثماني عشرة باتت اقوى من ذي قبل ! وقد صرح صاحبك من التلفاز قائلا ( قلت للحرس الجمهوري اصبروا على تمرد الغوغاء في المحافظات السوداء لكي نكتشف الخائن من المخلص ) . فماذا يا استاذ فيصل لو كنت مؤرخا ؟ وكيف سنطمئن اليك حين تكتب صفحات في تاريخ شعبك السوري ؟.
فيصل القاسم : وقد وضع أحد الدبلوماسيين النقاط على الحروف عندما قال لي في بغداد قبل الغزو بسنتين إن: "صدام حسين لم يكن رئيساً للعراق منذ خروج قواته من الكويت، بل محافظ لمدينة بغداد وضواحيها وبعض المناطق الصغيرة الأخرى." وهذا صحيح طبعاً. فقد كان الشمال والجنوب خارجين عن نطاق سيطرته تماماً، ولم يكن يسيطر إلا على ذلك الجزء الذي اتهموه في الماضي بالتمرد أو بالمقاومة.
الصائغ : هذا البلوماسي الذي تتحفظ على اسمه لم يضع النقاط على الحروف بل وضع شيئا آخر على الحروف اربأ بنفسي عن ذكره ! ! لم يكن صدام محافظا لبغداد وهذا الدبلوماسي نائم ورجلاه في الشمس ! وكان الزميل القاسم واهما بقوله ( منذ خروج قواته من الكويت ) وكان عليه ان يقول ( منذ دخول قواته الى الكويت ) وانت تعرف الفرق الدلالي والسياسي بين وضع الحصان قبل العربة او وراءها او العلة مكان المعلول !.
فيصل القاسم : ولو أردنا تشبيه الوضع العراقي الآن لشبهناه بالعلاقة الزوجية التي يقيمها الأوربيون مع النساء بشكل غير قانوني .
الصائغ : دعني امازحك سيدي فأقول لك انت غير دقيق في تشبيهك والتشبيه يدخل في علم البيان ويتطلب اربعة اركان ! ثانيا ومازلت امزح معك ايضا واقول وانت تحمل الجنسية البريطانية هل العلاقة الجنسية غير الشرعية صناعة اوربية ؟ وماذا تسمي اسواق النخاسة التي اغلق آخر سوق منها عام 1954 وانتقلت النخاسة من النهار الى الليل ومن الزنى غير الشرعي الى زواج المسيار او المؤقت ! وادعوك ان تقرأ تاريخ الخلفاء للسيوطي وتتوقف عند عدد جواري المتوكل فقط حتى لا اتعبك والسيوطي ليس من ازلام احد ولا علاقة له بايران ولا امريكا ! اخي فيصل لماذا لا ترى الفساد الملكي والجمهوري والرسمي والشعبي وتضرب مثلا باوربا ؟ ارجوك لاتكترث لمزاحي .
فيصل القاسم : فإن الوضع الجديد ليس جديداً فعلاً، بل هو صدى لواقع قديم مستمر منذ اتفاق (خيمة صفوان) الذي تجرعه النظام مجبراً بعد إخراجه من الكويت
الصائغ : لماذا تستحي من قول الحق ؟ من الذي تجرع مهانة خيمة صفوان الحاكم الذي وقعها حفاظا على راسه ام الشعب الذي دفع ثمنها غاليا ومازال يدفع ؟ لماذا شجع العروباويون صدام حسين على احتلال دولة الكويت وهل ثمة نتيجة للعدوان الحكومي سوى الشقاء الجماهيري ! بيني وبينك ان هواك يغلبك يادكتور فيصل ولا اعتراض لدي على هواك ولكن آه لو عرفت السبب ؟.
فيصل القاسم : أليس البكاء العربي الرسمي والشعبي إذن على العراق الآن وذرف الدموع على عروبته المغدورة ووحدته المهدورة ضرباً من النفاق والنحيب في الوقت الخطأ؟ إن المغدور قد قضى نحبه يا سادة يا كرام منذ زمن بعيد جداً بعلمكم جميعاً، وكان حرياً بكم أن تبكوا عليه عندما قطعوه إرباً إرباً قبل حوالي سبعة عشر عاماً، وليس الآن لمجرد أن سيناتوراً أمريكياً أخرج أوراق النعوة.
الصائغ : لاجدوى يازميلي من الأسئلة ! بالمناسبة فانت تصر على رقم 17 سنة وهو رقم العدوان على دولة الكويت العربية المسلمة التي خصصت شيئا من ميزانيتها لتغطية العجز لدى دول عربية كثيرة ! وآوت المغفور له ياسر عرفات وجيشا من الاشقاء العرب وفي الطليعة الفلسطينيون ! ان العذاب العراقي والعربي والاسلامي والشرقاوسطي بدا منذ فبروري 1963 حينما صرح رئيس وزراء الانقلاب انه وجماعته دخلوا العراق بقطار امريكي ! وانقلاب جولاي 1968 دخل بقطار امريكي ايضا ! فلماذا يادكتور فيصل تترك القاتل وتقاضي المقتول واسمك فيصل فافصل بضميرك لا بهواك واعتذر اذا كنت قد ازعجتك في شيء .
عبد الاله الصائغ
14 اكتوبر 2007
مشيغن المحروسة
سيرة الدكتور فيصل مؤيد القاسم
ولد في قرية الثعلة من اعمال مدينة السويداء في القطر السوري الشقيق سنة 1972في قريته 1972 واكمل الثانوية في السويداء1978
وتحصل على البكالوريوس ادب انجليزي من جامعة دمشق 1983
دكتوراه ادب انجليزي 1990 جامعة هل بريطانيا ! وقد اشتغل مدرسا في بلاده ! يتقن اللغتين العربية والإنجليزية ! متزوج ولديه ولدان وبنت! يهوى المطالعةوالموسيقا والسفر والحوارات الساخنة .
وكانت سانحته التاريخية مع دولة قطر وفضائية الجزيرة ولقد عرف من خلال برنامجه المشاكس ( الإتجاه المعاكس ) الذي اتبع فيه الحوار البدوي وشجعه بما يوحي انه لم يستعمل الطريقة الانجليزية الكلاسية في حوارات برنامجه ولاحظت علي برنامجه الآتي :
يختار العناصر الكفوءة الجذابة للفكرة التي يروج لها ويختار قبالتهم العناصر الركيكة او الضعيفة او العناصر ذات الكفاءة احيانا ولكنه لن يسمح لها بقول كل ماتريد فيقاطعها ويربكها ازاء تشجيع جماعة هواه .
يحصر الدائرة الهاتفية باسماء مهيئة سلفا لكي تحاكي الطرح الممنهج للمعد وينتقي من الايميلات ما يناسب وان افلت مهاتف او مكاتب فان الاستاذ القاسم يقول له الاجابات التالية كلا او بعضا ويغلق الخط :
وصلت معلومتك
حديثك لايتصل بموضوع الحلقة
نحن لانسمح بالشتم او الانتقاص
نعتذر لضيق الوقت . إ. هــ