مقالات

أحمد رشيد خانقيني

ذكريات مغترب على ضفاف الوند

03/12/2009 13:20:56
ليس هناك في خلجات الانسان مايربطها مع موطن طفولته وصباه غير رابط الذكريات ذللك الرابط الذي لايمكن ان يحده لاطول المسافات ولا بعد الامكنه انها اثيرية اطياف الذكريات التي تنساب مع رذاذ المطر وانحناءات موجات شوق الروح لمديات عالم الذكريات واذا بمشهد مدينتي خانقين وبيتنا المتواضع والايا م هي ايام الطفوله الجميله وكلنا بعد قدوم ظلام الليل طالبين للدفئ والامان تحت جناح امي الراحله وانتظارنا الطويل لقدوم الوالد الكادح للعوده من واجبه رحمه الله – ودفعا لازاحة الوحشه والملل كانت امنا العزيزه تسرد لنا بعضا من القصص التاريخيه والفلكلوريه الشيقه فنستمع لها باذان صاغيه ولا انسى ذلك المشهد الجميل كيف كنت اضع راسي في حظنها الدافئ كي استمتع بالسعاده والحنان وكاني مالك كل الدنيا وما فيها وكنت الاصغر في العائله من حيث الاشقاء والشقيقات واتذكر من تلك القصص التي كانت ترويها لنا هي قصة قائد عظيم وكانت تقول يااولادي هناك رجل ثائر شجاع اسمه الملا مصطفى البارزاني وهو رضيع ذاق السجن مع والدته وكرس جل حياته في خدمة شعبه الكوردي وناضل من اجل ضملن حقوقه المشروعه ولا يشعر بالملل يوما عن الكفاح في محاربة كل الحكومات الرجعيه والفاشيه من اجل الاعتراف بحقوق شعبه ومضت الايام ترعرعنا ونشانا على حب الارض والقائد والثوره والدفاع عن الحريه وبعد ان تنكرت الحكومه التي وقعت بيان اذار التاريخي ووجود شعب قوامه اكثر من خمس ملايين متناسيا كل الروابط الاخويه بين الكورد والعرب والقوميات الاخرى وبالتالي حبا لاراقة الدماء والدمار وتقهقر عجلة تطور العراق يصر قائد العراق المغرور على انكار حقوق الكورد اواللجوء الى الحرب وبعد عام من الخسائر والدمار وعودة عقارب التقدم العراقي الى الوراء يقبل التنازل للشاه العميل مقابل خسارة شعبه الكوردي متوهما انه بتلك المؤامره القذره سوف يقضي على الشعب الكوردي وعلى ثورته وقائده وان الشعب المكافح لايمكن ان يموت – ومن روح ذكرياتي تلك الساعه العصيبه وتحديدا ساعة تنازل المقبور صدام عن نصف شط العرب ومع اجزاء من الاراضي العراقيه لصديقه الحميم في الجحيم شاه ايران من اجل القضاء على الثوره الكورديه وكيف بنا ان تثبت اقدامنا ارضا خانت ثورتنا وشعبنا وقائدنا وكيف نحن جموع فضلنا الرجوع الى اهلنا او الموت في مدننا – وكان العقل الشوفيني في بغداد يتصور انه قد تحقق حلمه بالقضاء على الشعب الكوردي المناضل فقام على الفور بترحيل وتشريد الالاف من العوائل الكورديه الى المحافظات الجنوبيه والوسطى وقد كانت من بين تلك العوائل عائلة شقيقي الكبير التي رحلت الى محافظة ذي قار والذي فارق الحياة حزنا والما لمدينته خانقين والذي دفن فيها بناء على توصيته قبل رحيله
الابدي وكنت ازور بين حين واخر والدتي التي كانت تسكن مع شقيقي المنفي هو الاخر الى محافظة ميسان ناحية المشرح وبالاخص في العطله الصيفيه وعطلة نصف السنه لكوني ايضا معلما مبعدا الى احدى اقضية محافظة السليمانيه وفي اثناء وجودي هناك مع والدتي كنت اخذ بيدها وعكازتها التي تستند بها فنذهب معا لمسافه بعيده من الناحيه حيث لاطراف البساتين الفسيحه العائده لاحد شيوخ الناحيه المطله على نهر المشرح – واتذكرها وكانها الان كيف كانت تفرش على الارض سجادة الصلاة وتبدا بالصلاة وبينما هي تغرق في عالم الملكوت ومناجات الرب – وانا انظر الى النهر واتامل موجات المياه واقول في نفسي – يانهر المشرح انحدر فانحدر لنحدث طوفاناوبين ذلك التاريخ وبين اخر سفره لي للوند امتداد من الحلم الجميل والحسره سفرتي الاخيره من السويد الى كوردستان الحبيبه وبين زيارتي المثقله بحميم الذكريات لمسقط راسي مدينة الخير والنماء خانقين وهي سنة 2006 تشرين الاول وكان من اجمل لقائي هو لقائي بالاصدقاء الحميمين من الجيل الذي ترعرعنا معا على ضفاف النهر الخالد الوند كيف كنا نتكلم عن ايام الثوره الكورديه في تلك الفتره بقيادة البارزاني الخالد واصبحت لي فرصه لزىارة مقر الحزب اليمقراطي الكوردستاني ولقائي بالاخ المناضل دياري ذلك العزيز الذي شرحت له شيئا عن ظروف ترحيل اهلنا من خانقين عام 1975 ولقائي غير المتوقع دخل المكتب بالاخ الناضل علاءالدين خالد – الذي صافحني واشاد الى نضالي ونضال عائلتي امام الاخ دياري والكلام له – انهم من عائله مناضله ولم يرضخوا يوما ما للسلطه الفاشيه – والذي اود ذكره هنا عندما كنا في خانقين كان ازلام النظام المقبور يقولون بان الصديقين احمد رشيد وجمعه عبد علي هم ابناء البارزاني – مرات اتكلم عن خانقين لاولادي وبناتي والحسره في قلبي لان ولادتهم لم تكن في خانقين وسجلات نفوسهم الجميع في خانقين في ايام السلطه القمعيه ورد كتاب من تربية محافظة السليمانيه بان المعلمين الذين يريدون تغيير سجلات نفوسهم من خانقين يحصلون على قطعة ارض ومكافئه مالىه فزرت الاستاذ جمال جلال معاون مدير التربيه فقلت له استاذ هذا شرط تعجيزي فاجابني بكل احترام ياليت كل كوردي مثلك وهناك الكثير من باعوا كرامتهم وتعاونوا مع السلطه الفاشيه – زرت في سفرتي تلك الاستاذ محمد ملا حسن قائمقام قضاء خانقين شرحت له عن كل الماساة التي جرت لاهلي عن سبب ترحيلهم عام 1975 وكيف هدم البعث دارنا موطن ذكريات صباي وللاسف الشديد لم اتلق منه تجاوبا وتعاطفا حول ماساة ااهلي وكان جوابه ليس في مستوى الذي يمكنه ان يعيش الام واهات من ناضلوا في سبيل حرية مدن كوردستان وكاني فعلا غريب عن الدار وعن الديار وكاني لم ادافع يوما عن نهج الكوردايتي طيلة تلك الاعوام

احمد رشيد خانقيني

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية