مقالات

فالح حسون الدراجي

من هو مؤلف أغنية (العوجة)؟

04/10/2010 19:18:01
إتصل بي أحد الأصدقاء الصحفيين أمس، وبعد التحية والسلام. سألني إن كان لديَّ الإستعداد، لأن أجيب بصراحة وشجاعة على أسئلة خصوصية، او غير تقليدية كما أسماها؟

قلت له : يقيناً .. تفضل ..

قال :- لماذا يشتمك الآخرون بشدَّة ؟

قلت : لأنني أوجعهم جداً، وأقسو عليهم جداً جداً ..

قال : وهل تعرفهم؟

قلت : نعم..

قال : كيف تعرفهم وأغلبهم يأتيك مقنعاً بإسم مستعار؟

قلت له : أعرف أشخاصاً منهم بالإسم، دون الحاجة الى أن يكشفوا عن أسمائهم.. فأنا أعرفهم من أسلوبهم الركيك في الكتابة والتعليق والرد.. ومن أخطائهم التي تتكرر بغباء في كل مرة، ومن كمية الحقد والغل التي تعشش في نفوسهم.. أما الآخرون – وهو القسم الأعظم – من الشاتمين، فأعرفهم ضمناً.. وليس تفصيلاً، وأقصد بذلك الأعداء السياسيين ..

قال : من هم أعداؤك يافالح؟

قلت له : ليس لي أعداء شخصيون بمعنى العداء الشخصي، لكني أعتقد بأن جميع أعداء العراق أعدائي، وأقصد بهم البعثيين والإرهابيين والطائفيين، والناقمين على العراق الجديد.

قال : هل كنت بعثياً؟

ضحكت، وقلت له :- وهل تراني بعثياً؟

قال : معاذ الله.. فما بينيك وبين البعث بُعدَ الأرض عن السماء. وهذا الأمر ليس متعلقاً بك فحسب، إنما بكل أفراد عائلتك.. لكني أردت فقط مدخلاً للدخول الى ما أريد من أسئلة ساخنة..

قال : أظنك شيوعياً .. أليس كذلك؟

قلت له : كنت شيوعياً .. أما الآن، فأنا صديق للحزب الشيوعي، وسأظل صديقاً له حتى الموت..إذ يكفي أني تعلمت فيه كل مكارم الأخلاق .. وعلى سر مبادئه الشريفة أستشهد شقيقي خيون أبو سلام، وضحى الكثير من الأحبة والأصدقاء. بعد ذلك، قال ضاحكاً : اما الآن فقد وصلنا الى ( الزبدة ) كما يقولون، فهل صحيح أنك مؤلف أغنية ( منين طلعت الشمس)، وأقصد بها أغنية ( العوجة ) كما يقال عنك في المواقع؟

قلت : كلا ..

قال : وهل تعرف مؤلفها؟

قلت : نعم ..

قال : ولماذا لا تعلن ذلك؟

قلت : ولماذا أعلن أمراً لايعنيني..

قال : بالعكس، إنه يعنيك تماماً.. فهل هناك سبب محدَّد يمنعك؟

قلت : طبعاً طبعاً .. فمؤلف هذه الأغنية صديقي.

قال : وهل انت الذي كتب هذه الأغاني، أو واحدة منها، مثل : ترابچ كافوري، والعزيز أنت، وأبو حسين علي، وبيت بيت زار الشعب، وجيشين لصدام حسين، وها خوتي النشامة، وأبو الليثين، وريسنا غالي، وحياك يا أبو حلا، ومنصورة يا بغداد، وأغنية هي يهل العمارة، وأغنية صدام حسين يلوگلنه ؟

قلت له ضاحكاً : إذا كنت أنا الذي قد كتب كل هذه الأغاني، فماذا كان يفعل أكثر من خمسين شاعراً غنائياً في العراق.. ماذا أقول لك ياصديقي، غير أني أقسم لك بكل شهداء العراق الأبرار، بأني لم أكتب أياً من هذه الأغاني، ولم أضع حرفاً منها.. فجميعها من تأليف شعراء آخرين .. وأنا عندما أقول لك ذلك، فأنا واثق مما أقول.. لأني لست نكرة لايعرفه الناس، ليقول ( أي حاگة ) ويمضي، أنا ياصديقي شخص ذو مسؤولية أخلاقية وإعتبارية، وصاحب كلمة مسؤولة أمام الناس..

قال : إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا تدافع عن نفسك، وتذكر أسماء الشعراء الذين كتبوا هذه الأغنيات؟

قلت له : لا أريد أن أسبب حرجاً لهؤلاء الشعراء، وهم زملاء وأصدقاء.. وفيهم من غيرَّ مواقفه منذ فترة ليست قصيرة، فوقف ضد النظام الدكتاتوري، وفضحه بشدة.. وفيهم من لم يزل يعيش في العراق.. وقد يتعرض الى مشاكل معينة بسبب ذلك .. وسأحكي لك هذا الموقف لتقس عليه.. فقبل شهرين تقريباً، وعندما كنت في العراق.. إستأذنني أخي الأصغر، وهو الذي يقوم اليوم بمسؤولية شؤون العائلة بعد رحيل والدي رحمه الله، بكلمة يريد أن يقولها لي .. فيتحرج من ذلك. وعندما طلبت منه أن يقول دون أي حرج .. فاجأني بطلب لم أكن أتوقعه قط . عندما قال لي : - أبو حسون هللة الهللة بربعك الشعراء .. لأن بعضهم يظن بأنك تتعرض له في كتاباتك، ومقالاتك، سواء بأسمائهم الصريحة، او بالتلميح بها؟

وقبل أن أكمل حكاية أخي، قاطعني صديقي الصحفي، وقال : سأعفيك من ذكر كل هذه الأسماء، ولكنني لن أعفيك قط من ذكر إسم شاعر أغنية ( العوجة ).. لأني أظن بأن فيه الحبل الذي ستخنق به خصومك، وتدافع به عن حقك؟

قلت له : سأحقق لك ماتريد إذا كنت تجد أن الأمر هكذا، على الرغم من أني متأكد من أن أعداءي لن يتوقفوا عن إتهامي مرة أخرى.. فهم سيسعون بجد لأيجاد ( البدائل ) الأخرى.. أما مؤلف وملحن أغنية ( العوجة ) فهو الأخ عباس الجنابي..

قال : وهل ان عباس الجنابي شاعر وملحن؟

قلت له : نعم نعم .. فالأستاذ عباس الجنابي شاعر يكتب بالفصحى والعامية أيضاً .. حيث أصدر على ما أتذكر في عام 1985 أو 86 ديوان شعر أسماه ( حكايات الخيمة والبيت) وقد أهداني وقتها نسخة منه .. كما كتب ولحن معاً أكثر من خمسين أغنية، وبعضها أغنيات جميلة وناجحة، مثل : مرات أشوفك حلم .. مرات أشوفك طيف للفنان هيثم يوسف.. وأغنية واقع الحال لباسم العلي، وكلها تريد منك محَّد إنطاك للمرحوم خالد الحلي.. وذكريات لقاسم السلطان، وأغنية أجيت لسعدون جابر، وبعد شتريد من عندي لعادل عگلة، وگول رايح لمحمود أنور.. وأكثر من عشر أغان لعلي العيساوي، وأغان كثيرة كنا نسمعها من الجنابي عندما كنا نلتقي به عند الفنان فاروق هلال كل يوم تقريباً، حين كان بيت هلال بمثابة الملتقى الفني والأدبي لنا.

قال : وأين عباس الجنابي الآن؟

قلت له : لم ألتق بالأخ عباس الجنابي منذ خمسة عشر عاماً تقريباً .. ولكنني أظن بأنه يعيش في بريطانيا منذ فترة طويلة..

قال : ومذا تتمنى أخيراً؟

قلت : أتمنى ان يقرأ صديقي عباس الجنابي هذا الموضوع، فيبدي رأيه به سواء كان تأكيداً أو نفياً .. لتكتمل الصورة الحقيقية.. وأكون شاكراً له ..

وقبل أن ينهي صديقي المقابلة، قلت له : أين ستنشرها، ومتى؟

قال : سأحتفظ بها عندي، ولن أنشرها الآن.. لأني أعرف بأنك ستخبرني لاحقاً - بعد أن تصبح الظروف العراقية أفضل - بأمور جديدة أخرى تنفع للنشر مرة واحدة، فتحقق هدفاً أكبر...

قلت له : إذا كان الأمر هكذا، فإسمح لي إذاً أن أنشر ما دار بيننا من حديث، في بعض المواقع العراقية الوطنية..

فالح حسون الدراجي
falehaldaragi@yahoo.com

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية