مقالات

سيلوس العراقي

دير العاقول في كتب التراث العربي -1-

04/11/2011 00:08
المقال الاول : موقعها
العاقول لغويا وبحسب كتاب العين للخليل بن أحمد، تعني المُعوجَ والملتوي من النهر والوادي، والعاقول من الأمور يعني الأمر المُلتبِس والمُعوجَ. وأرض عاقول: لا يُهدى لها.
والعاقول اسم لدير من الاديار العراقية المسيحية (القريبة من المدائن)، والدير هذا بحسب ياقوت الحموي (معجم البلدان) يقع بين مدائن كسرى والنعمانية، كان بينه وبين بغداد خمسة عشر فرسخاً (بحدود 45 كيلومترا) على شاطيء دجلة ، وبين دير العاقول وبين نهر دجلة (في وقت الحموي) مسافة بمقدار ميل، وبحسب ياقوت فانه كان بلداً عامراً وفيه أسواق أيام كان النهروان عامراً فأما الآن (في زمن الحموي) فهو بمفرده في وسط البرية. كما كان بالقرب منه ديراً آخر هو دير قُنى . ويقول فيه الشاعر:
  
فيك دير العاقول ضيعْـت أيا        مي بلَهْو وحَث شَرب وطرف
وندَامـايَ كـل حـر كـريم        حَسَنٍ دله بشـكـل وظـرف
بعد ما قد نعمت في دير قُنـى        معهم قاصفين أحسَنَ قَصْـف
بين ذَيْن الـديرين جـنةُ دنـيا        وصفُها زائد على كل وَصف

 بالقرب من العاقول، قرية (بيزغ) التي تقع بين العاقول و (جبل) التي قتل فيها الشاعر أبو الطيب المتنبي (الحموي، معجم البلدان). وقرية (حسَان) على شاطيء دجلة بين دير العاقول و(واسط) ويقال لها أيضا ( قرنا أم حسان). 
ويذكر ابن خرداذبه في المسالك والممالك، العاقول،  حين يصف الطريق من بغداد الى فيض البصرة هكذا:
من بغداد الى المدائن (قال حميد بن سعيد: يا ديار المدائن أنت زينُ المساكن) ثم الى دير العاقول ثم الى جرجرايا ثم الى جبّل ثم الى فم الصالح ثم الى واسط ثم الى نهرابان ثم الى الفاروث ثم الى دير العمال ثم الى الحوانيت ثم تسير في القًطر ثم في البطائح ثم في نهر ابي الأسد، ثم في دجلة العوراء، ثم في نهر معقل، ثم في فيض البصرة.   
وترد العاقول في البلدان لليعقوبي فيحدد (فتحها) من قبل المسلمين مع غيرها من البلدان القريبة في عام 14 للهجرة وتم افتتاحها من قبل سعد بن ابي وقاص، ويقول: دير العاقول، وهي مدينة النهروان الاوسط ، وبها قوم دهاقين أشراف. اما جرجرايا فهي مدينة النهروان الاسفل وهي ديار أشراف الفرس.   
بينما يصفها المقدسي البشري في كتاب أحسن التقاسيم هكذا واصفاً اياها وغيرها من المدن القريبة منها : "وليس على دجلة من نحو واسط مدينة أجلَ من (دير العاقول) فهي كبيرة عامرة آهلة، الجامع فيها ناءٍ عن السوق، والاسواق متشعبة جيدة تشاكل مدن فلسطين. تليها في الكبر (جبل) عامرة، آهلة الجامع في سوق لطيف. ثم تاتي النعمانية ضغيرة الجامع في السوق. ثم جرجرايا وقد كانت عظيمة، وهي اليوم مختلة متقطعة العمارة، الجامع بقرب الساحل عامر، ولهم ماء يدور حول قطعة من المدينة. وهذه المدن التي ذكرناها على غربي دجلة. 

المقال 2 : سيكون حول أعلام العاقول في كتب التراث


مشاهدة الموقع بالنسخة العادية