د. سداد جواد التميمي
مقدمة و اعتذار:
هناك اشارة في المقال الى سلوك و افكار دينية تتصف بالغلو. ان الاشارة الى الدين في المقال عفوية و مستندة الى مصادر تم درجها في نهاية المقال و يود كاتب السطور توجيه اعتذاره الى عدم قدرته حذف الاشارة الدينية ولكنه يعلن تقديره لجميع الاديان السماوية و غير السماوية.
كذلك هناك اشارة الى الاصل العرقي لشخصية في المقال و هو فلسطيني الاصل. كان بودي حذف هذه الاشارة و لكن لم يكن باستطاعتي عمل ذلك لان هوية الفرد المشار اليه لعبت دورها في شهرته كما هو الحال لشخصية اخرى مثيرة للجدال و الدجل و هي السيدة وفاء سلطان السورية الاصل التي اشرت اليها في مقال سابق و التي تنادي بإبادة كل من يعتنق الاسلام. الفارق الوحيد بينهما ان الاخيرة اشتهرت بفضل الاعلام العربي عكس الاول، و لعب هذا الاعلام نفسه دوره بنشر اشاعة صلب المعارضين للحكومة المصرية الجديدة ونكاح الميتة و غيرها من الاكاذيب.
اعتذر ثانية لاستعمال اشارة الى العرق و الدين.
الأنترنت:
تصورت البشرية ان عالم الانترنت سيكون منفذاً لثقافة و تطور البشرية متصدراً وباء الهستيريا العاطفية التي اصابت الشعوب يوم نادى الجميع العولمة هي الطريق الى الامام قبل اكثر من عقد من الزمان. حضارة اليوم هي حضارة انترنت فعدد من يشاهدون موضوعاً على اليو تيوب يفوق عدد من يقرأ رائعة ادبية مئات المرات.
قبل اسابيع اتحفنا اليوتيوب بموضعين. الاول يتعلق بالسيدة وفاء سلطان السورية الاصل و التي تنادي بإبادة اهل الاسلام، تتحدث عن اسطورة كاذبة هي نكاح الوداع . تطرقت الى هذا الموضوع في مقال سابق. اما اليوم فالحديث عن رجل من فلسطين لا يختلف ابداً عن وفاء سلطان بطلة المواقع العلمانية العربية.
الغاية الاولى من هذا المقال هو تحليل مبسط لشخصية و ليد شعيبات الفلسطيني الارهابي الذي تحول الى داعية سلام و نصيراً لإسرائيل الكبرى. ثم ربط ما يتحدث عنه بأفكار تصاحب الامراض النفسية المزمنة. يشترك الفلسطيني الدجال مع حالة المريض النفسي بصفة واحدة لا غير و هي ان كلاهما يحمل فكرة واحدة تتعلق بالرقم 666 و عدو المسيح(ع).
حالة مرضية(1992):
شاب في بداية العشرين من العمر ولد و ترعرع في وسط انكلتراً. لم تظهر عليه اعراض مرضية حتى بداية عمر المراهقة و اصبح مولعاً بتنظيم غرفته في البيت و ممارسة طقوس متعددة لتنظيف يديه و جسده. تم تشخيص حالة الوسواس القهري و لكنه رغم ذلك لم يستجيب للعلاج بصورة كاملة. تأثر تحصيله العلمي، و انتهى في عزلة من اصحابه يعيش في رهاب دائم بان افكاره الوسواسية ستؤدي الى كارثة بعد اخرى.
كان يتنقل شهرياً من وسط انكلترا للعلاج النفسي و لمدة ثلاثة اعوام يصاحبه احياناً زميل له في الدراسة . لم يتأخر عن موعده ابداً رغم ان الرحلة من البيت الى مركز العلاج تستغرق 3 ساعات.
تحدث في كل جلسة من جلساته عن قرب ظهور عدو المسيح و علامته هي تكرار رقم 666 في كل مكان و خاصة في كل باركود تم لصقه على سلعة للبيع. هذه العلامة لعدو المسيح يمكن استنتاجها بطريقة كتابة كلمة الله بالعربية و بسم الله المشتق رسمها من احرف لاتينية. تعلم المريض هذه الحقائق الدامغة عن طريق دراسة اسبوعية للتوراة لكشف الاسرار. و تعلم منها ان محمد(ص) هو رسول رب الشر و اسمه الله(عز و جل). رغم كل ذلك كان الفتى على درجة عالية من الخلق و التربية.
كان مصاباً بالوسواس القهري غير ان الافكار التي يتحدث عنها توحي للبعض بمرض بالفصام. كان حالته على درجة عالية من التعقيد و لكن كان هناك اجماعاً بان حديثه مجرد فكرة وهامية حين تم عرض حالته في الجولة التعليمية الكبيرة Grand Round التي تشمل جميع الاختصاصات الطبية. تحسنت حالته بعلاج لا يزال يتناوله يشمل مضاد للاكتئاب و مضاد للذهان.
و لكن الاعراض الوسواسية للمرض لعبت و لا تزال تلعب دورها و انتهى امره في بيت لوحده و رعاية اجتماعية بعد وفاة الام و شيخوخة الاب.
تشاء الاقدار و التقي به صدفة عند زيارة رسمية لمستشفى في انكلتراً. بعد 20 عاماً لا يزال يتناول العلاج نفسه، و كان على عهدي به طيب القلب و رفيع الخلق. سالته عن دروسه الاسبوعية فقال :"كل من يحضر هذه الدروس مجنون و ضقت ذرعاً بهم".
سألته عن صاحبه فاعلمني انه اصبح من كبار المحامين، متزوج، و عضواً في البرلمان منذ عامين !!!.
يو تيوب(2012)
لفت نظري احد الناس مؤخراً الى شخصية لم اسمع بها من قبل لرجل يدعى وليد شعيبات مرسلاً لي واصلاً عبر الانترنت. في هذا الواصل هناك تسجيل حي لهذا الرجل في عام 2008 يلقي محاضرة في مؤتمر ديني في الولايات المتحدة يتحدث فيه عن علامة 666 و بعدها يربطها بعدو المسيح و الذي شعاره بسم الله.
تم استضافة هذا الدجال من قبل الجامعات الامريكية الواحدة بعد الاخرى و منها جامعة هارفارد. كان ضيف شرف لأكثر من مؤسسة امريكية في عهد جورج بوش الابن .
لم يتوقف وليد شعيبات عن طرح نظريته عبر الاعلام الامريكي المتحضر و عبر فضاء الأنترنت و له الاف المستمعين. شاهد تسجيله في عام 2008 ما يقارب الربع مليون شخص. لا يزال الى اليوم يحاضر البشرية عبر الاعلام الامريكي و العالمي.
ليس هناك أي اختلاف بالمرة بين حديث وليد شعيبات الفلسطيني الدجال و بين ما سمعته قبل عشرين عاماً.
ليس هناك فارق بين المحتوى الفكري السابق للمريض الذي ابتلاه القدر بالوسواس القهري و الفلسطيني الذي يقدم نفسه بانه ارهابي سابق تحركت فيه خلايا الضمير و تحول بعدها الى داعية لنصرة المسيح و قيام اسرائيل الكبرى و هو في انتظار المسيح كل يوم. لكن قبل ان يقوم المسيح لا بد من الجهاد ضد اعدائه و هم اتباع محمد و علامتهم 666.
الاسلام استناداً الى الفلسطيني الدجال:
يقول هذا الرجل بان الاسلام هو دين نبوخذ نصر اصلاً و ان الله جل جلاله هو رب القمر و على ضوء ذلك يتمسك اهل الاسلام بالتقويم القمري. اما محمد(ص) هو ابن عبد الله فهو اذاً خادم هذا الاله الذي لديه 99 اسماً و منها الجبار.
يدعي هذا الدجال بانه كان ضحية لتمويه و خداع المقاومة الفلسطينية يوم تم تجنيده للقيام بعملية ارهابية و تعمد ان لا يسقط فيها ضحايا. هاجر بعدها الى بلاد التنوير المعرفي و ما عليك الا ان تضع اسمه على كوكل لتستمع الى نظرياته التي يعشقها اشباه المثقفين في الولايات المتحدة الامريكية و ما أكثرهم. و لكن من كشف دجله ؟ و من يحتقره؟. الجواب: إسرائيل و اليهود.
كشفت صحيفة الجورسليم بوست الاسرائيلية هذا الدجال منذ عام 2088 في مقال افتتاحي لها و ضعت الرابط اليه ادناه. العام 2012 و لا تزال الولايات المتحدة في غرام عاطفي و معرفي مع وليد شعيبات الذي يشرف على أكثر من عشرين كنيسة ناهيك عن تسلمه التبرعات الخيرية و جمع للمال و ثراء فاحش عن طريق الدجل حتى يومنا هذا. ساترك للقارئ الاطلاع على هذه الشخصية و التعمق في ثقافة الانترنت.
المصادر:
للاطلاع على ما يقوله الفلسطيني الدجال :
http://www.youtube.com/watch?v=GtquNNEO7Fw
http://www.jpost.com/Features/Article.aspx?id=96502