مقالات

علاء هاشم الحكيم

شمعون ويوحنا من الحواريّين

26/10/2013 20:07
تخبرنا كتب التاريخ أن يوحنا وشمعون كانا من الحواريّين، وكان يوحنا  لايجلس مجلسا ً إلا ضحك وأضحك الناس من حوله، وكان شمعون  لايجلس مجلسا ً إلا وبكى وأبكى الناس من حوله، فقال شمعون ليوحنا..ما أكثر ضحكك ! كأنك فرغت من عملك! فقال له يوحنا ما أكثر بكائك ! كأنك قد يئست من ربك..فاوحى الله الى المسيح ..إنّ أحب السيرتين إليّ سيرة يوحنا.
عضلات النقد الواهنة ، ما زالت  تنهمر لتشق أخاديد النصر في الوديان طربا ً، فمنهم  من يتفلسف في اللغة كمعرفة نحوٍ ، ولايجيد  رفعة  وإستقامة وجزالة المعنى، وتركيب الكلمات ...لاغير!!، سوى  فعل وفاعل ومفعول به  وفيه وخذ وهات ِ... فيظن أنه ملك العلم والثقافة  كلها حتى وإن غابت عنه مبادئ  الأف  قبل الياء في الأخلاق،  كما تصور بعض المتفيقهين إنّ الله تعالى قال أن العلم كله في القرآنِ !! .
يعيبنا البعض همزا ولمزا ً.. بنقد كنقد شمعون ليحيا. وما تهكماتنا في بعض مقالاتنا،  إلا نكات سوداء أدبية  يعرفها المثقف والناقد الحقيقي، فغايتنا واضحة وهي التشيخص لظاهرة  بصورة أدبية  لاتقارير إخبارية أو أمنية ،  فنصوغها فنا ادبيا لتملي على القاريء جواً من الضحك والفرح ويجدد التركيز والمتابعة وتحريك الفكر لما له من أهمية،  وخنجر القصد في القلب مزروع في ثنايا شواهدنا التاريخية للمقالة ، والصورة التهكمية هي هدية حسية تحل محل الصدمات الكهربائية وأدرنالين الطبية كاسعافات ثقافية أولية للساسة العراقية الذين يضعون العصي ويفجرون الروح البشرية، ليصبح العراق بل الفساد والجحيم ومنه يستوجب أن نفتح له جامعة أو كلية!!!.  فهمنا هو عسى ولعل  أن تطرب تهكماتنا الادبية الساسة فتفوز بإهتمامهم و بسمعهم  عوضا عن سمعهم للأبوذية ، أي لنحرك فيهم مجسات مشاعر الصدق المتصدئة، كما هي عادة ً تكون في النفوس المتاسلمة البشرية. ولكن المشكلة في القاريء الذي عُوّد على المقالات السهلة القصار وكانها هي الوحيدة في عالم الكتابة، والتي غالبا ما تجدها تفتقد للحس الأدبي في نسج العبارة الباعثة على التفكر والتأمل والإستفزار ولقطف التفكير ثماراً.
الكاتب الحقيقي يعد بمرتبة الوزير يقود ولايقاد، ولايخاف المتخفين المجاهيل، ولا لهز الطبل خُفي ياقدماي..(يرجلية).
 وأما عن الهفوات والأخطاء.. فمن يخلوا منها فليرمينا بحجر.
اما فلسفة العناوين الغريبة التي نتبعها في مقالاتنا كما همز البعض عنها، فهي حقا فلسفة لو يفهما من ينقدها، ولكن المثل يقول ( إنطي العلم لأهل العلم.). ومن لايعلم يكرمنا بالسكوت أو السؤال بدل الهمز واللمز الثقافي الأدبي.!!
الى متى هذه الأخلاق وهذا الهذيان والنقد الغير بناء والغير مبرر له؟؟ الحقيقة لا أبالغ لو قلت يكثر هذا في الساحة الثقافية العراقية وبشكل مقرف ولاينم إلا عن سوء خلق وتربية وجهل فظيع من قبل الكثير وليس القليل، فوالله  العراق يتصدر الدول العربية والعالمية بالفساد الأخلاقي الثقافي، وأتحدى من ينكر هذا فالشارع يترجم الأخلاق..واما المداخلات  والمنتديات ،وغيرها ومن الفيديوات الجاهزة للمناظرات والمقابلات ووووالخ.. وبجولة صغيرة في النت نلمس الفرق بيننا وبين غيرنا في  ثقافة النقد والتقييم والرد الأدبي ، بل وحتى مستوى  الأخلاق في تقديم الشكر ، بدل من تصيد الأخطاء وجعلها هدفاً وغاية ً. فكأن الكل يريد أن يشتغل علينا معلم ، بعد أن فقدوا وأتموا كل الاعمال ودرسوا  كل العلوم ،  وما أن وجدوا عيبا أو خطئا ً عند فلان، باشروا به لسد نقائصهم وتغطية عيوبهم وللفت النظر لتكاملهم  ورفعة مكانتهم الأدبية.
البعض ممن يهمزون ويلمزون ،يظن أن ساحته عذراء، ولكن الحقيقة أمشاطها بلا أسنان. لم تكن يوما صلاتهم لله ، وما إن تفحصت كلماتهم في مقالاتهم وجدتها جُدرا ً أخفى تهرئها طلاء مساحيق  النت ، فخال لهم أنهم من أغصان شجرة البهاء أوالافنان ،وقد بعثهم جمال القِدَمْ ، بآياته ليفيضوا علينا من مافي جعبتهم من العدم  لتشهد ساحة الثقافة جودة  لطم الأقلام  .
 يهمزك  البعض منهم في الخفاء ليعلوا شأنه، مرضا ً ، مسكين ، فَطِم نفسه عن  الصدق كمن فطم نفسه عن النساء والكلام وما أن رأيته في الفاظه ، وزخرفتها  صدقت انه  راهب ُ بليغ لامتسكع وانما فقط هو شاذُ ُ من الخرسان. والأنكى من ذلك أنه يهب لنفسه الحكم على كتابات وثقافة الناس دون أدنى خجل وحرج، وعذره أقبح من فعله.
نكرات  تفزع للشتم والسب  فلا هم  لها ولاثقافة ولاأدب إلا التخفي والعويل، بسبب الفشل الثقافي التربوي في البنيان، وكنها متأصلة منبعها الخلايا الجذعية،... ومن خلال نقدها او شتمها همزا ولمزا تتلاشي عذريتها  للخلق ، فترشح  أنفسها  بذاتها، لحمل دروع العرايا البشرية.
الأفكار الصبية التي يتناولوها في مقالاتهم، الفاظ متلآلئة تفتقد الوزن الرخيم  والمعنى السليم .. وإن كثرت شهدت  مقالتهم أن اخا أباه كان طويل و واخا  أمه جلف  قصير. أو فسر الماء بعد الجهد بالماء بالكثير.
وختاما .. أقول...الثقافة شريان الحياة تتجلى سلوكا في أسمى صور البيان، وهي الصرح البائن والعمود الفقري  لحضارة شعوب البلدان، كما هي بالطبع هالة الإنسان .
فرجائي لمن أراد الهمز واللهمز أن يطلب الإذن مني أولا ً.. لأني سأوافقه، مكرها ً، ولكن بشرط أن يُعقّم مواهبه النقدية بكحول الصدق  والشرف والموضوعية.
أضع القلم..

علاء هاشم الحكيم
2013-10-25
فجوات الثقافة عند الكثير  تخفيها  مساحيق الألفاظ
وكل شجاعة في المرء تفنى ...ولامثل الشجاعة في الحكيم

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية