مهما حاول الصغار اللعب على حبال متنوعة يبقون خارج حلبة الصراع التي تدار من قبل الكبار متجاوزة حدود الاخلاق والقيم الانسانية بحثاً عن المصالح على حساب الدماء والجماجم البريئة لذا من الواجب استغلال لقاء جنيف ٢ لصالح الشعب السوري وهي فرصة تاريخية امام المعارضة السورية بكافة اطيافها الملونة والعادية لزيادة تعرية النظام امام الرأي العام العالمي رغم ان جميع سياساته وممارساته يدينُه ويجرده من كل القيم والاخلاق لا بل وضع نفسه بنفسه في موقع المجرمين وصدارة المسيئين من القادة والرؤساء في العالم قديماً وحديثاً واصبح بحكم القانون ملاحقاً وذلك وفق جميع قوانين المحاسبة حاضراً ومستقبلاً ،فكونه لا يستطيع التقيد باي شيئ وخاصة بما سيتمخض عن جنيف ٢ من القرارات والتعليمات التي ستصدر حتماً برضى الجميع ضد كل من يخاف العهد ،لهذا سيعمل المستحيل لعدم حضور المعارضة وسيشغل ما لديه من القوة والجواسيس والمتعاملين معه لتعطيل الحضور ...لانه يدرك نفسه بعدم قدرته على الالتزام بالقرارات الدولية التي ستصدر من جنيف ٢ الذي سيربطه الحضور ارتباطاً وثيقاً بالبند السابع الذي يسمح باستعمال القوة في حال عدم تنفيذ بنود الاتفاق المبرم بينهما بشهادة الشهود كتابياً وسيتدخل المجتمع الدولي حينها لصالح الشعب والثورة ...من هنا يجب ان تحضر المعارضة بوفد قوي وموحد في الموقف والكلمة حيث تكون مصلحة الشعب السوري ضد الاستبداد وفساد المفسدين الذين إمتطؤا صهوة الثورة بحجج بعيدة عن اهداف الثورة في اسقاط نظام القمع والارهاب الاسدي وجميع اركانه لبناء دولة سورية الحديثة دولة ديمقراطية تعددية توافقية للجميع ..انها فرصة لا تعوض للتلاعب السياسي واظهار الحقائق امام اصدقاء سورية واصدقاء النظام نفسه من الروس والايرانيين القتلة عسى ولعل اقناع تلك الدول الداعمة للارهاب الاسدي وغيرهم للكف عن مساعدة ودعم النظام في اجرامه المفضوح ، ولدعم موقف دول المساندة للثورة ايضاً ..فالاوضاع تتبدل وتتغير بشكل دراماتيكي حزين وفق درجة المصالح الدولية حيث المنطقة حبلى بالاحداث التي لا تحمد عقباه و مقبلة على تغييرات جدية بإرادة دولية قاهرة رغم إرادة شعوب المنطقة الرافضة، وتميل كفة الميزان لصالح القوي بعيداً عن القيم والمبادئ المألوفة والنظام يتقدم بطيئاً ويستولي على مناطق عديدة من الجيش الحر المختلط بدعم وموافقة الدول التي لها مصالحها في بقاء النظام وإشاعةالفوضى في المنطقة بلعبة مؤامراتية مفضوحة لاجبار المعارضة على قبول امر الواقع بشروط النظام نفسه امام قوة التفاوض التي تشترك فيها دول عديدة صاحبة القرار في تخطيط خارطة المشهد السياسي بعيدة عن مصلحة الشعب والثورة بصورة علنية من الجانب الروسي على انه لا غالب ولا مغلوب في المشهد السوري ورسم خارطة جديدة ملائمة وفق المصالح الدولية التي في اغلبيتها تعادي رغبات وطموح الشعب السوري في ظل تعنت ائتلاف قوى المعارضة السورية التي منشأها خليط من المتعاملين والمدفوعين المدسوسين لتعقيد الامور الذين يتقاطع مصالحهم مع بقاء الازمة مما يستوجب على الغيورين الاستعجال في انهاء لعبة المصالح ووضع حداً للقتل والتشريد ورياحة الشعب من المصاعب التي ثقلت كاهلهم في فهم نوايا الروس الذين يسعون من وراء الكواليس في تثبيت ما يؤيدهم من المتعاملين مع النظام باسم المعارضة لحضور جنيف بغية استلام زمام المبادرة وانهاء الازمة بشروطهم التي هي في المحصلة رغبة النظام وطموحه مع تلائم المصالح الروسية والايرانية في المنطقة ليعلن الروس نجاح مشروعهم في المنطقة واعادة الهيمنة على كامل مفاصل الحياة فيها وفق دكتاتورية من نوع اخر يختلف من الاول في الشكل والاسم ويساويه مضموناً في امتصاص خيرات ودماء الشعوب لسنين قادمة ..
اما بالنسبة لوضع المكون الكردي فهو ليس باحس الحال من وضع الاخوة العرب والمعارضة حيث يتصارع المجلسين على سيطرة النفوذ والمصالح لا بل زاد الاتهامات فيما بينهما مؤخراً بخصوص زيارة الرئيس مسعود البارزاني الى آمد ، حيث احدهما انضم مؤخراً الى الائتلاف وهو مندم على فعله بحكم المواقف العنصرية من قادة المعارضة تجاه القضية الكردية والاخر يقود معارك طاحنة مع القتلة والارهابيين الطامعين بأرض كردستان وممتلكاته وتتباها بقوته واساييشه ولا يخفى بان البوصلة الكردية الصادقة في منحى الضياع نتيجة هذا الصراع العقيم بين المجلسين ، في الوقت الذي يتطلع الشعب الكردي الى عمل وممارسات ومواقف المجلسين بعين الريبة والشك خارج وهم اطار السعي لتحقيق الهدف الاسمى وهي القضية الكردية التي تئن تحت وطأة المواقف والممارسات العنصرية وهي تستغيث الماً على حال الكورد وتشتتهم مطالباً المساعدة والرأفة من الجميع في مراجعة ذواتهم لاستدراك المهام المنوطة بهم مع وجوب الحذر واليقظة من المؤامرات التي تحاك من وراء الكواليس ضد القضية ونحن الذين ذاقوا مرارة المؤامرات في التاريخ ، ولا بد من استغلال الفرصة الذهبية المؤاتية التي قد تدوم إقدامها الينا اكثر من مئة عام اخرى مقارنة بالظروف الماضية واتقان اللعبة السياسية بذكاء والذهاب الى جنيف بوفد كردي مشترك متفق في المطلب والموقف وبورقة تفاوضية مستقلة عن الائتلاف الوطني السوري والاطياف المعارضة الداعمة حتى تاريخه لاغلبية الجماعات الاسلامية المتطرفة التي تهاجم الكرد ومناطقهم دون وجه حق ورغم ذلك ليس هناك اي مانع لدى الجانب الكردي في التفاهم والاتفاق مع المعارضة في رسم خارطة سورية المستقبل ديمقراطية تعددية توافقية بعيد عن الاحقاد والعنصرية وسياسات الانكار
hacims@hotmail.com