مقالات

مهدي المالكي

يا ويلاد هلهولة.. شيخ ويطك بحجولة

26/04/2013 21:16
الصورة أعلاه ليس لمرشح برلماني، ولا حتى لمرشح على مستوى مجالس المحافظات، وهي أيضا ليست لمرشح الرئاسة الأمريكية. إنها صورة غنية المعاني والتعابير لشخصية عراقية غريبة الأطوار نرجسية الطبع في يوم ما كان يتحدث بإسم العراق! لدرجة أنا شخصيا إنبهرت به وإعتبرته أحد حاملي الهم العراقي؟ كما إعتبرته ثاقب النظرة عندما ذم ذات يوم على شاشة التلفزيون مقتدى الصدر لوقوفه بجانب مسعود البارزاني في جهوده لسحب الثقة من حكومة بغداد ووصفه- أي وصف مقتدى بأنه "صكيطة ربعة"!!  لكنه على مايبدو اليوم تعبت كثيرا من التذلل والتقرب لمن يملك كيسا ويبحث عن مُريدين! فقد سبق له أن مدحَ المالكي بعد صولة الفرسان في البصرة، وإقترحَ عليه أن يقوم بنفس العملية على الأنبار. لكنه والله أعلم إنصدمَ لأن كيس المالكي مقارنة بأكياس الأمريكان والقطريين والسعوديين والقاعدة لا يشكل شيئا. لذلك سحب خدماته من المنطقة الخضراء وأتجه صوب طريق المرور السريع! لكنني لا أدري فيما إذا سلم داره التي حصل عليها من المالكي هناك أم لا. فهو محقا فيما لو فكر أن يترك له "خط رجعة".
نرجسية هذا الرجل دفعته إلى أن ينسب لنفسهِ ألقابا لم نعتد عليها عشائريا. على سبيل المثال لا الحصر لم نعتد أن نسمع لقب "أمير عشائر" بل المتعارف عليه "رئيس عشيرة كذا" لكننا في أحيان كثيرة يحصل أن تضامن العشائر مع بعضها في الجنوب أو الوسط أو غرب العراق وتختار رجلا يمثلها فيقال مثلا "رئيس تجمع عشائر" من هنا فإن إستعمال لقب "أمير" كان قديما جدا، ربما يعود للفترة التي كان فيها  الناس تنظر "للشجوة على أنها مكينة موطا" إي في الغابر جدا من الزمان. نعم سمعنا بأمير الشعراء! أما أمير عشائر دليم فهذا شيئا جديدا، يحاول أن تُروضنا علية قناة الجزيرة القطرية؟ والتي تنظر للعرب على أنهم بهايم يتقبلون أي شيء يتكرر عليه، وما أن تتكرر الغرابة علينا لحين ما، ربما ليس طويلا حتى تصبح مألوفة. مثلما أجبرت المثقفين والساسيين والفلسطينيين تحديدا "شعبا وساسة" على الإعتراف بإسرائيل ونطق إسمها واضحا بعد أن صدعوا رؤوسنا بمصطلح "الكيان الصهيوني" ؟ لكنكم قد توافقوني بأن لقب "أمير"  سمعناه بعد تدنيس القاعدة للتراب العراقي، ومضارب دليم الشريفة بعد سقوط صدام! وتبين أنه رتبة ومنزلة! وسمعنا ان الشخص لايستحق هذه المرتبة إلا بعد أن يجز بيده ثلاثين رأسا عراقيا؟
أنا لا أتهم شيخنا الشاب الوقور بأفعال القاعدة؟ فهو كما يدعي ممن ساهم في طردها؟؟ وأدري أنه حاله حال كل أهلنا دليم عندما أقسموا بالمصحف الشريف بحضور المرحوم "أبو ريشة" رحمة الله عليه؟ على أن يحافظوا على إسم العراق عاليا. وأتذكر تماما "طبعا شاهدته على التلفزيون" كيف أن الشيخ كان يُثلج صدورنا عندما يتحدث عن نوايا السعودية ودول الخليج وتركيا والإنفصاليين الأكراد. فهو لايهمه في الدفاع عن عروبة العراق لومة لائم؟ وأجزم أن 90% من المشاهدين العراقيين كانوا يستأنسون لأحاديثه وجرأته الشيقة. والذي حصل أن الشيخ قد تغير في ليلة وضحاها وأتذكر أن بداية التغير عندما ظهر هي بداية إعتصامات الرمادي ورفع يده ليرينا "الكانولة" مثبتة في ذراعه. فعلى مايبدو كان قد خضع لعملية جراحية؟ الذي أعتقده أن الشيخ في تلك الفترة عانى من وجعين: الأول ربما وأقول ربما أصبح متدينا أكثر من اللازم، أي تطرف في تدينه؟ وللاسف مَن يتطرف من المسلمين العراقيين فسيجد نفسه وهابيا إن كان على المذهب السني، أو أن يصبح صدريا إن كان على المذهب الشيعي. والإثنان- أي الوهابيين والصدريين هم تنظيمات قاعدة؟؟ أما الوجع الثاني فأعتقد أن الشيخ يشترك به مع الشيخ أحمد أبو ريشة وهو أنهما الإثنان خالفا قسمهما على المصحف الشريف "لغاية لايعلمها إلا الله"؟؟
الغريب أن الشيخ يبدو أنه لايعرف بأننا "اولاد كرية!!" ونعرف أنه الأن مستأنس لدفيء الحضن الخليجي والقطري الذي يوفر له حتى إستقراءات المستقبل. فهو الأمير الحالي لدليم وسيصبح أميرا مُحَجَلا للعراق؟ لذا نجده يعاني كثيرا من شخصية المالكي  ومن الديموقراطية التي أتت بالمالكي؟ فهو يرى لو ترجع الحال لما قبل الديمقراطية فالقضية لاتستغرق أكثر من سويعات يقود فيها إنقلابا ليزيح الأمير الشيعي وينصف المهمشين من السنة بأن يكون هو الامير السني للعراق؟؟ خرابيط مخابيل!! فهو يريدها أمارة تواكب المحيط الإقليمي! لقد "بزعَ من الغترة الحمرة أو البيضة والعكال" الذي طالما شاهدنا شيوخ دليم تعتز به؟ لاحظوا "دشداشته" أو "غترته" أتحدى أن يقول شخصا هذا مظهر "زلم دليم"؟ بل هو بلا شك زيا أماراتي أو قطري. لاحظ "الكفة المثلثة" في زيج الدشداشة. إنها بالضبط واحدو من دشاديش " أل مكتوم" والذي بدوري لا أستعيبه! بالعكس !! هم أحرار فيما يلبسون؟ لكن أن يُلبسون "زلمتنة الشيخ علي حاتم" ويخبلونة علينة وعلى دليم- ويسمونة أمير. لا والله مامقبولة. الغريب أيضا أن"زلمتنة"  قبل فترة ظهر لابس دشداشة صفراء اللون! ياعالم؟ شيخ دليمي لابس دشداشة صفراء اللون! والله العظيم وهذا الكلام قاله أحد أصدقائنا الطيبين من الغربية : "هذا اللون ممنوع حتى على "حريم دليم" ؟؟؟ عفوا لصراحتي.
لا أقصد النيل من أحد لكن وجعي على العراق وأهله المساكين يجعل أصابعي تنساب على لوحة الكتابة بشكل عفوي! فلاتفهموا من كلامي نيلا من أحد، بل هو خوف على الجميع بما فيهم المعتصمون على طريق المرور السريع، والحويجة والموصل. وعلى أولادنا من أبناء القوات المسلحة. من سياسيينا التابعين لتنظيمات البعث والقاعدة والمتناغمين معها والمساندين لها: من القائمة العراقية، والتيار الصدري، بيت النجيفي، بعض أقطاب المجلس الأعلى، والساسة الأكراد.
يا إلهي بماذا إبليتنا؟ هل العراق يستحق هؤلاء السياسيين؟ الذين يملكن كل شيء ماعدا الإلتزام بالعهد والوفاء للعراق؟  هل لك يارب العزة أن تسلط علينا وباءا مثل الطاعون، الكوليرا، قنبلة ذرية، هزة أرضية 10000 درجة بمقياس ريختر ... على شرط أن تبدلنا بساسيين آخرين وبشيوخ عشائر عراقيين عرب أصليين، وبرجال دين لايحملون الدكتوراء ولا يحبوا الظهور على الشاشات التلفزيونية وليس لهم أرصدة دولارية!
نحن عبيدك وأولاد عبيداتك الخايبات.. ربي أننا نفضل أن تُنزل علينا إي بلاء تختاره .. عدا أن نرى بلدنا العراق مقسما .. اللهم أنك أنت الوهاب.. اللهم إنك سميع مجيب الدعوات

مهدي المالكي
2013-4-26   

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية