بسم الله الرحمن الرحيم
(وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال / 46 .
(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) الأنفال /47 .
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الأنفال /2 .
(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ) الأنفال /21 .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) الأنفال /24 .
(وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الأنفال /25 .
المقدمة|
أوجه كلامي لعلماء السوء من الفريقين الذين يريدونها عوجاً وينسجون خيوط الطائفية ..وتعجبت قبل ليلتين عندما دخلت في موقع للمحادثة للتقارب بين السنة والشيعة كانت بنت اسمها ملاك في مقتبل العمر دار حديثنا حول الإسلام وأخذت تقولي أن كنت من مذهب جعفر الصادق فيجب أن تقبل الشهادة الثالثة في صلاتك وحاولت إقناعها بأن وجوها تبطل الصلاة فقالت لي لا أنت منافق وبعد حديث طويل استغرق ساعتين ونصف عبر الهاتف اقتنعت وسألتها من شرح لك هذه النصوص فقالت فلان! ولأسف أن هذا الشخص كان يدعوا لصدام في زمن صدام بطول العمر له ويحيه واليوم هو متمسك بزمام جوامع الكاظمية يا للأسف أن علماء السوء هم فتنة في العراق والعالم العربي والإسلامي والمرجو أن تقرأ أمهات الكتب العلمية القديمة والحديثة لثقاة العلماء من الطرفين وكلنا في الأخر أصحاب الشهادتين ويجمعنا الإسلام والأخوة والإنسانية والوطن وروابطه الخمسة ..وأتركك الجميع على بركة الله ما خط في كتب المسلمين الشيعة .
فضائل أبو بكر وعمر رضي الله عنهم من كتب الشيعة :
1 ـ مبايعة الإمام علي عليه السلام لأبى بكر (مرتين ) وعمر فهل يعقل أن من يكره إنسان أن يبايعه على السمع والطاعة ويصبح وزير ومستشار له :
قول أبو الحسن على بن أبى طالب " و إنا نرى أبا بكر أحق الناس بها (( أي الخلافة )) , إنه لصاحب الغار و ثاني أثنين , و إنا لنعرف له سنه , و لقد أمره رسول الله بالصلاة و هو حي " كتاب نهج البلاغة 1/332
ـ في رسالة بعثها أبو الحسن عليه السلام إلى معاوية يقول فيها " و ذكرت أن الله اجتبى له من المسلمين أعواناً أيدهم به فكانوا فى منازلهم عنده على قدر فضائلهم فى الإسلام كما زعمت و أنصحهم لله و لرسوله الخليفة الصديق و خليفة الخليفة الفاروق , و لعمري أن مكانهما فى الإسلام شديد يرحمهما الله و جزاهم الله بأحسن ما عملا " شرح النهج لابن هيثم ص 488
ـ الأمالي - الشيخ الطوسي ص 507 : فبايعت أبا بكر كما بايعتموه ، وكرهت أن أشق عصا المسلمين ، وأن أفرق بين جماعتهم ، ثم أن أبا بكر جعلها لعمر من بعده فبايعت عمر كما بايعتموه ، فوفيت له ببيعته حتى لما قتل جعلني سادس ستة ، فدخلت حيث أدخلني ، وكرهت أن أفرق جماعة المسلمين وأشق عصاهم ، فبايعتم عثمان فبايعته ، ثم طعنتم على عثمان فقتلتموه ، وأنا جالس في بيتي ، ثم أتيتموني غير داع لكم ولا مستكره لأحد منكم ، فبايعتموني كما بايعتم أبا بكر وعمر وعثمان!
2 ـ حب علي وأهل البيت لصحابه بشكل عام والشيخين أبا بكر وعمر بشكل خاص :
ـ في خطبة لعلي عليه السلام : (( لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فما أرى أحداً يشبههم منكم (!!) لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً و قد باتوا سجداً و قياماً، يراوحون بين جباههم و خدودهم، و يقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب المعزي من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، و مادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب و رجاءً للثواب)) نهج البلاغة ص 225
ـ عن الإمام جعفر الصادق عن أبيه الإمام محمد الباقر عليهم السلام قال : قال رجل من قريش لعلي بن أبي طالب، عليه السلام : يا أمير المؤمنين نسمعك تقول في الخطبة آنفا، اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين المهتدين، فمن هم؟ فاغرورقت عيناه، ثم أهملهما فقال: "هم حبيباي وعماك أبو بكر وعمر، إماما الهدى، وشيخا الإسلام، ورجلا قريش، والمقتدى بهما، بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فمن اقتدى بهما عصم، ومن اتبع آثارهما هدي إلى صراط مستقيم، ومن تمسك بهما فهو من حزب الله، وحزب الله هم المفلحون" تلخيص الشافي 2/428
ــ و كان الحسن يُجل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما حتى أنه أشترط على معاوية في صلحه معه أن يسير بسيرتهما فمن ضمن شروط معاهدة الصلح " إنه يعمل و يحكم فى الناس بكتاب و سنة رسول الله و سيرة الخلفاء الراشدين " منتهى الآمال للعباس القمى ج2/212 ط إيران .
ـ وعن الإمام الخامس محمد بن على بن الحسين الباقر ع " عن عروة بن عبد الله قال : سالت أبا جعفر محمد بن على (ع) عن حلية السيف ؟ فقال : لا بأس به , قد حلى أبو بكر الصديق سيفه , قال : قلت : و تقول الصديق ؟ فوثب وثبة , و استقبل القبلة , فقال : نعم الصديق , فمن لم يقل الصديق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا و الآخرة " كشف الغمة للاربلى 2/147
ـ عن الباقر (ع) قال " و لست بمنكر فضل أبى بكر , ولست بمنكر فضل عمر , و لكن أبو بكر أفضل من عمر "الاحتجاج للطبرسى تحت عنوان – احتجاج أبى جعفر بن على الثاني في أنواع بشتى من العلوم الدينية
ـ جاء عن الإمام السادس جعفر الصادق (ع) انه سئل عن أبى بكر وعمر رضي الله عنهما ففي الخبر " أن رجلاً سأل الإمام الصادق (ع) , فقال : يا ابن رسول الله ! ما تقول فى حق أبى بكر و عمر ؟ فقال (ع) : إمامان عادلان قاسطان , كانا على الحق , وماتا عليه , فعليهما رحمة الله يوم القيامة " إحقاق الحق للشوشترى 1/16
ـ عن زيد بن على أخو الباقر و عم الصادق " ان ناساً من رؤساء الكوفة و أشرافهم الذين بايعوا زيداً حضروا يوماً عنده , و قالوا له : رحمك الله , ماذا تقول فى حق أبى بكر و عمر ؟ قال : ما أقول فيهما إلا خيراً كما أسمع فيهما من أهل بيتي إلا خيرا , ما ظلمانا و لا أحد غيرنا , و عملا بكتاب الله و سنة رسوله " ناسخ التواريخ للمرزا تقي الدين خان تحت عنوان – أحوال الإمام زين العابد
ـ يقول علي ( عليه السلام ) عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه (( لله بلاء فلان فقد قوم الأود، و داوى العمد، خلف الفتنة و أقام السنة، ذهب نقي الثوب قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه، رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي فيها الضال ولا يستيقن المهتدي )). نهج البلاغة ص (509 ).
لما غسل عمر وكفن دخل علي عليه السلام فقال: صلى الله عليه وآله وسلم ما على الأرض أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى(أي المكفون) بين أظهركم"كتاب الشافي" لعلم الهدى ص171، و"تلخيص الشافي" للطوسي ج2 ص428 ط إيران، و"معاني الأخبار" للصدوق ص117 ط إيران
تصريح علي بأفضلية الشيخين حتى عليه وبحبه لهما اشد الحب :
ـ يصرح علي رضي الله عنه بحبه لابي بكر وعمر فيقول : ان أبا بكر مني بمنزلة السمع، وإن عمر مني بمنزلة البصر" ["عيون أخبار الرضا" لابن بابويه القمي ج1 ص313، أيضاً "معاني الأخبار" للقمي ص110، أيضاً "تفسير الحسن العسكري]
ـ شهادة علي رضي الله عنه: "إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر" ["كتاب الشافي" ج2 ص428 ].
ـ قال علي عليه السلام على منبر الكوفة : لا أوتى برجل يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري الكشي: ترجمة رقم: (257)، معجم الخوئي: (8/153، 326)، الفصول المختارة127
4 ـ تزويج علي عمر ابنته ام كلثوم بنت فاطمه فخبروني بالله عليكم هل تزوج ابنتك لمن تكرهه او من تحبه وتعرف صلاحه وتقواه ودينه لحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم : { من اتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجه ان لم تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير } .
ـ ومذكورة روايات تزوج عمر من ام كلثوم بنت علي في الكافي الفروع ص141 ج2 وايضا لفروع من الكافي كتاب النكاح 5/ 346 باب تزويج أم كثوم، والفروع من الكافي6/115 و116
ـ ويذكر محمد بن علي بن شهر أشوب المازندراني : فولد من فاطمه عليها السلام الحسن والحسين والمحسن وزينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى تزوجها عمر مناقب آل أبي طالب ص162 ج3
ـ وكذلك المجلسي يصحح روايتا الكافي الاخيرتان ويذكر الروايات بنفسه في كتابه وبحار الأنوار 38/88
ـ ويؤكد هذا الزواج صاحب كتابا الاستبصار ص 353 وتهذيب الأحكام 8/161 و9/262
اذا ايها العقلاء من الشيعه ومن السنة بعد كل هذه الادله وبعد كل هذا الحب والتفضيل للشيخين الصديق ابوبكر والفاروق عمر من علي واهل البيت عليهم السلام هل تتبعونهم في هذا الامر ام ان علماء من الطرفين السبب لزرع الخلافات سوى من اهل السنة أو من الشيعة كل يفضل الأخر على اهل البيت وأن الإمام الشافعي يؤكد في قصيدته ونعم ما قال :
آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم
يا آل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم . من لم يصل عليكم لا صلاة له
ومرة يقول بحب الخلفاء ونعم ما قال أيضاً :
حب أبي بكر وعلي رضي الله عنهما
إذا نحن فضلنـا عليـا فإننــا روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل
وفضل أبي بكر إذا ما ذكرتــه رميت بنصب عند ذكري للفضــل
فلا زلت ذا رفض ونصب كلاهما بحبيهما حتى أوسـد في الرمــل
والمرجو من الطريفين أن يتركوا التعصب الأعمى وأن كتاب الله هو حيى والأحاديث والسنة النبوية الشريفة موجود وأحاديث المروية عن الأئمة عليهم السلام أيضاً مروية وأن الكتاب هو النص ويقول ربنا تعالى :
فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله الآية أمر الله في هذه الآية الكريمة بأن كل شيء تنازع فيه الناس من أصول الدين ، وفروعه أن يرد التنازع في ذلك إلى كتاب الله ، وسنة نبيه صلى الله عليه وآله سلم ; لأنه تعالى قال : من يطع الرسول فقد أطاع الله [ 4 80 ] ، وأوضح هذا المأمور به هنا بقوله : وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله [ 42 10 ] ، ويفهم من هذه الآية الكريمة أنه لا يجوز التحاكم إلى غير كتاب الله ، وسنة نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - وقد أوضح تعالى هذا المفهوم موبخا للمتحاكمين إلى غير كتاب الله ، وسنة نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - مبينا أن الشيطان أضلهم ضلالا بعيدا عن الحق بقوله : ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا [ 4 60 ] ، وأشار إلى أنه لا يؤمن أحد حتى يكفر بالطاغوت بقوله : فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى [ 2 256 ]. وبعد كل هذه الدلائل يجب أن نتحد ونتعاون ونتآخى ونتصافح كما صافح الإمام علي عليه السلام الصديق رضوان الله عليه ونسوا الخلافات خوف من تفريق الصف . ويداً بيد لتحمل المسؤولية لبناء الوطن ولا تنسوا الأرامل واليتامى والمعفيين من الفقراء والمؤلفة قلوبهم وهذه ليالي القدر والعشرة الأخيرة من شهر رمضان واللهم ثبت قلوبنا على الإيمان ونهدي للجميع ثواب الفاتحة مع الصلوات على محمد وآل محمد ولروح أمي وأبي والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب أخوكم سيد صباح بهبهاني