مقالات

سليم البصون

حوار مع ذو النون أيوب العائد الى بغداد

09/09/2013 19:45
     لعل الكثيرين من المثقفين كانوا من الذين واكبوا قصص أحد رواد القصة العراقية الأستاذ ذو النون أيوب ، مثلما واكبها المثقفون في البلاد العربية يوم كان الذين يكتبون القصة في العراق قليلين ، بخاصة أولئك الذين يتعرضون للمجتمع وإروائه ، ويلتزمون قضايا الجماهير، مثلما كان ذو النون أيوب في قصصه .. ولا أشير الى الكثير من قصصه القصيرة ولكن يكفي ان يكون مؤلف القصة الطويلة "الدكتور إبراهيم".
     ولست أريد هنا ، ان أتحدث عن ذو النون ، وجوانب كثيرة من حياته الثقافية والأدبية والصحافية ، والوظيفية والسياسية .. ولكن الرجل غادر العراق ولم يعد إليه عقب الانقلاب على حكم الزعيم عبد الكريم قاسم ، وأثر المكوث في فينا ، وأتخذ منها محلا للعمل الحر، وكان يتنقل منها في  السنوات الأخيرة الى بعض الأقطار ، حتى زار لبنان قبل شهور لبعض الشؤون الأدبية ، ثم دعته الحكومة العراقية الى وطنه ، فقدم زائرا قبل أسابيع ، وقيل انه لا ينوي البقاء .
     أجرت صحيفة "التآخي" البغدادية حوارا مع ذو النون أيوب بعد عودته سألته فيه عما تركته الغربة الطويلة لديه وما هي مؤثرات هذه الغربة ؟فقال :
  ـ العالم في نظري بيت واحد وقد تقاربت إطرافه بالوسائل الحديثة في السفر والمخاطبات ( الطائرة والراديو والتلفزيون ) فأنا في بلدي مسقط رأسي، حيث كنت.. ولا غربة إلا حيث أشعر بالظلم والاضطهاد، أما تنقلي في أرجاء العالم فهو مفيد لكل إنسان تجربة ودراسة. ان تجسيد هذا المفهوم بالنسبة للغربة مثير في واقعيته ، فحيث يشعر الإنسان بالظلم والاضطهاد وتتجسد لديه الغربة بكل مؤثراتها الإنسانية .
     وسئل ذو النون أيوب:
   ـ باعتبارك أحد الرواد الأوائل للقصة العراقية ابتداء من محمود احمد  السيد وقد اعتبرت قصصك أحدى المؤثرات في الفكر السياسي والاجتماعي  في العراق وبعض الأقطار العربية ، في فترة الخمسينات وما قبلها ، فما هي باعتقادك الوظيفة الاجتماعية والفكرية التي يمكن ان تؤديها القصة المعاصرة الأن ؟..
     رد ذو النون أيوب بقوله :
     شكرا على اعتباري من الرواد ومن المؤثرين في الفكر في العراق وبعض الأقطار العربية ، وقد لا أجد لنفسي مثل هذا القدر الكبير، ولكني كنت في كل ما كتبت  أقصد رفض المتناقضات الاجتماعية والسياسية والأخلاقية رفضا جازما ، وبلهجة شديدة قاسية ، وما زلت حتى الأن أفعل ذلك ، ولكن على نطاق أوسع قد يشمل بعض الحالات في البلاد التي نسميها راقية ، في السياسة  العالمية قاطبة ..  
     جدر بالذكر ان الأستاذ ذو النون أيوب ، رفع الى وزارة الإعلام العراقية ببعض قصصه التي كتبها في السنوات العشر الأخيرة لإصدارها .. وإبعاد هذه القصص عالمية في معظمها ومحلية على الأقل .
     مع ان الأخطاء المطبعية ، وغير المطبعية نحوية أو إملائية أو تاريخية ، ليس من السهولة التغلب عليها لأسباب عدة إلا ان الأخطاء ما ينبغي تصحيحه إذا كان متعلقا بقلب معني أو غرض أو بتحريف تاريخ تستند إليه واقعة أو حادث ..
     في هذا المجال ، لفت نظري زميلي الأخ مراد العماري الى غلطة "تاريخية"وقعت عندي في الأسبوع الماضي عند حديثي عن الأستاذ أحمد بهاء الدين والتقائي به عندما زار العراق لأول مرة في أسبوع الاعتمار ، فقد ورد ذكر سنة 1951 بدل 1956 وهو فرق خمس سنوات ، نبهني إليه الأستاذ العماري من ناحية طريفة ـ هي مهمة عندي ـ حين قال ان هذا الفرق يوحي بكبر السن. وخمس سنوات في عمر الزمن ليست قصيرة ، في عمر الإنسان الذي يسرع ، وعند إنسان لا أريد ان يسرع عمره ..
     تصحيحا لهذه الخطاة "التاريخية"والأهم تصحيحا لما قد يذهب إليه البعض من كبر سني. أنشر هذا التصحيح!..
                                        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابات "على مسرح الحياة" نشرت في جريدة الأنباء سنة 16/2/1976

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية