بغداد (IMN) - يتداول افراد من الحشد الشعبي صورا لمقاتلين طاعنين في السن، الى جانب متطوعين شباب هبوا للدفاع عن البلاد.
وفي مشهد لافت للانتباه، انتشرت صورة "كهل" عراقي بلحية بيضاء، رَسَمَ الزمن تجاعيد قاسية على وجهه، يدعى "أبو شاكر" ويبلغ من العمر 65 عاماً، في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وفي صفحة حساب "فرقة العباس القتالية"، تبرز صورة أبو شاكر، وهو يشارك في معارك "جرف النصر"، ولم يمنعه تقدمه في العمر من الانخراط في صفوف الجماعات المقاتلة التي لبت فتوى "الجهاد الكفائي".
ويجسّد مشهد أبو شاكر، ظاهرة يتحدث عنها الجميع، وهي مشاركة شباب في مقتبل العمر، الى جانب طاعنين في السن يجمعهم القتال ضد الارهاب.
وفي ظل حماسة قتالية، أصبح من المتعذر رؤية المقاتل التقليدي الذي اعتادت عليه العين، ذلك ان الجيل الجديد من المقاتلين، هو خليط من شباب وكهول، يضعون العصابات الخضراء والسوداء على رؤوسهم، ويرتدون أزياء عسكرية اختلط فيها غبار المكان بعرق التدريب.
وبدا من تعليقات المدونين والمقاتلين الزائرين لهذا الموقع، ان أبو شاكر بات رمزا يشيد الجميع به .
والى جانب مشاعر الولاء للوطن، التي تجمع المقاتلين مع بعضهم، فان عواطف "الابوة" تجمع المقاتلين الشباب مع "أبو شاكر" وآخرين على شاكلته، من أصحاب التجربة الطويلة في الحياة والحرب.
وفي الغالب، فان المقاتلين الذي يطلق عليهم "القدامى"، لهم تجارب سابقة في حروب فرضها النظام البائد على العراقيين مثل الحرب العراقية الايرانية (1980-1988) وغزو الكويت في 1990 .
وبسبب قصر تجربة الحشد الشعبي، يصعب حصر اعداد المتطوعين المتقدمين في العمر.
ويقول المقاتل الشاب ليث الجبوري لـ(IMN)، ان "اغلب الجنود الشباب في فصائل الحشد الشعبي يستمدون العزم من هؤلاء المقاتلين، أصحاب التجربة الطويلة في الحياة".
وبتجربة المقاتلين الكهول واندفاع المتطوعين الشباب، استعادت القوات العراقية مدينة "جرف النصر"، ومناطق أخرى في صلاح الدين والانبار وديالى.
وكانت لجان "الحشد الشعبي" قد تأسست بعد سيطرة عصابات "داعش" الارهابية على مدينة الموصل ومناطق أخرى في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك، في العاشر من حزيران 2014، لتفتي المرجعية الدينية خلال خطبة الجمعة في 13 حزيران/يونيو الماضي بـ"الجهاد الكفائي".
والتُقطت صورة أبو شاكر في اثناء تطهير بلدة "جرف النصر" الاستراتيجية (60 كم جنوب بغداد)، بين مقاتلين من فرقة "العباس" القتالية، التي تشكلت في مدينة كربلاء، تلبيةً لنداء المرجعية، ولاستيعاب أعداد المتطوعين الهائلة، وعدم استيعاب مراكز التطوع لهم.
ويقول المقاتل فلاح سلام من بابل لـ(IMN) إن "هؤلاء الآباء المقاتلين، يختصرون زمن تطهير الأرض من الارهاب لانهم يلهمون الشباب القوة والعزيمة".
ويروي فلاح "قصصا لمقاتلين تجاوزوا سن الخامسة والستين يتسابقون مع الشباب الى جبهات القتال".
وكانت لجنة الحشد الشعبي في العراق، قد أعلنت، أن عدد المتطوعين في عموم البلاد بلغ مليونين و500 الف متطوع، تتراوح أعمارهم بين ( 16 )و( 18) سنة بالإضافة الى مقاتلين كبار السن ( 60- 65) سنة.
ويؤكد فلاح على ان هؤلاء "القدامى أكثر صبرا وشكيمة".
ويتابع "رغم انهم كبار في السن، الا انهم مقاومون أقوياء".