الأخبار

الكرد يحتفلون بذكرى انتفاضتهم الجماهيرية إيران تحذر رعاياها من السفر إلى إقليم كردستان

06/03/2014 05:19
الكرد يهربون بعد هجوم قوات صدام على كردستان في العام 1991 أربيل: شيرزاد شيخاني (الصباح) - بدأت يوم أمس الأربعاء إحتفالات الكرد في إقليم كردستان بالذكرى السنوية للانتفاضة الجماهيرية التي اندلعت في الخامس من آذار عام 1991 بمدينة رانية الحدودية وانتشر لهيبها الى بقية أرجاء كردستان لتنتهي يوم 21 آذار المصادف لعيد نوروز القومي بتحرير جميع مناطق إقليم كردستان بالإضافة الى مدينة كركوك، حيث خرجت تلك المناطق كاملة من سيطرة النظام السابق قبل أن يتمكن ذلك النظام من استعادة قوته والبدء بحملة مضادة لاستعادة المنطقة وبدأها بإعادة كركوك الى السلطة المركزية،
ثم تقدمت قوات الحرس الجمهوري نحو مدينتي أربيل والسليمانية لتبدأ عندها الهجرة المليونية للكرد نحو الحدود الإيرانية والتركية ودخول الملايين من الفارين من الكرد الى أراضي الدولتين الجارتين وموت الآلاف  من الأطفال والنساء والشيوخ على الحدود بسبب أجواء الطقس الباردة ما أدى بمجلس الأمن الدولي الى استصدار القرار 688 الذي فرض الحماية الدولية على كردستان ما أدى بنهاية المطاف الى إنسحاب قوات الجيش العراقي في تشرين الأول من العام ذاته وتمتع كردستان بحريتها، وثم الإعلان عن تنظيم الانتخابات البرلمانية وتشكيل أول حكومة إقليمية عام 1992.
ويعرف شهر آذار لدى الشعب الكردي بأنه شهر المناسبات المفرحة والمحزنة، ففي هذا الشهر بدأت الانتفاضة وفيه تم تحرير المدن الرئيسية السليمانية وأربيل ودهوك وبقية المناطق، وفيه يحتفل الشعب الكردي بعيد نوروز القومي.
فالمناسبات المحزنة تشمل قصف مدينة حلبجة الكردية بالأسلحة الكيمياوية في 16 آذار من العام 1988، وفي نهاية الشهر بدأ النزوح المليوني للشعب نحو حدود إيران وتركيا هربا من بطش قوات الحرس الجمهوري التابع للنظام السابق وعرف حينذاك بمحنة الأكراد..
وبهذه المناسبة أصدرت حكومة الإقليم بيانا جاء فيه» قبل 23 عاما من اليوم كان الشعب الكردي محروما من أبسط حقوقه القومية والإنسانية، ولذلك نزل مواطنو كردستان في هذا اليوم الى الشوارع لإعلان انتفاضتهم الجماهيرية، ووجهوا ضربة قاصمة للنظام البعثي الحاكم ودمروا مؤسساته القمعية، وتمكنوا بفترة قياسية من تحرير جميع أرجاء كردستان. وكانت الإنتفاضة ردا واضحا تجاه الصمت الدولي لجرائم النظام السابق وظلمه وانتهاكاته لحقوق الإنسان الكردي. وقد ساهمت الانتفاضة الشعبية بدفع المجتمع الدولي الى إصدار القرار رقم 688 القاضي بإنشاء المنطقة الآمنة في كردستان والذي أدى الى تنظيم أول إنتخابات برلمانية حرة وتشكيل حكومة الإقليم».
ويمضي البيان» لقد تشكلت حكومة الإقليم في ظل ظروف بالغة القسوة حيث تهدمت البنية  التحتية للإقليم ودمر النظام أكثر من 4 آلاف قرية ،وكانت آثار الأنفال والقصف الكيمياوي مازالت شاخصة، لكن إرادة الشعب انتصرت وتم تدشين تجربة ديمقراطية بديلا عن سلطة النظام القمعي.وحكومة الإقليم تؤكد بهذه المناسبة أنها لم تتردد يوما من المضي الى الأمام وتقديم الخدمات لمواطنيها، والعزم على إجراء الإصلاحات الضرورية بالبنية السياسية، وتؤكد أنها ستمضي بهذا المسار والتوجه، وتدعو جماهير الشعب الى تعميق أواصر الأخوة والتلاحم من خلال تشكيل حكومة جديدة بمشاركة جميع الأطراف تأخذ على عاتقها حماية أمن ووحدة كردستان وتحقيق الحياة الحرة الكريمة للمواطنين».
من جهته عد الدكتور برهم صالح " أن الانتفاضة الشعبية شكلت منعطفا تاريخيا مهما وتعبيرا عن ارادة الشعب ببناء بلده الديمقراطي الحر” وأكد صالح” أن تحقيق أهداف الانتفاضة وتوحيد الصف الكردي وتوفير الحرية والأمن والاستقرار للمواطنين يحتاج الى إرادة حقيقية لتحقيق الإصلاح والنهوض”.من جانبه أشار مسرور بارزاني رئيس مؤسسة الأمن بإقليم كردستان في بيان له” أن الشعب الكردي أصبح له اليوم ثقل ودور سياسي كبير على صعيد المنطقة والعالم، ولذلك نتوقع حدوث تطورات مهمة في المنطقة في قادم الأيام” داعيا الشعب الكردي الى التماسك والوحدة من أجل تلبية متطلبات المرحلة القادمة”.
في غضون ذلك ومع اقتراب احتفالات الشعب الكردي بأعياد آذار ونوروز اعتاد الآلاف من الشباب الإيراني على التدفق نحو مدن إقليم كردستان من أجل المشاركة بالاحتفالات الصاخبة التي تشهدها تلك المدن كل عام، ولكن هذه السنة أصدرت القنصلية الإيرانية بمدينة السليمانية بيانا دعت فيه الشباب الإيراني الى عدم التوجه الى مدن كردستان العراق لأسباب تتعلق بسلامتهم.
وقال القنصل الإيراني في السليمانية بتصريح نشره موقع( ان آر تي) الكردية” بسبب التطورات التي حصلت في اقليم كردستان منذ أواخر العام الماضي والتغييرات السياسية التي حدثت فإن الوضع الأمني في إقليم كردستان أصبح مضطربا، يضاف الى ذلك نشاطات وتحركات القوى الدينية المتشددة والمنظمات الإرهابية التي تهدد حياة السياح، لذلك فإن أوضاع الإقليم الأمنية لم تعد كما كانت عليه في السنوات السابقة، وبسبب هذه الأوضاع غير المستقرة ننصح المواطنين الإيرانيين بالإمتناع عن السفر الى إقليم كردستان”.وختم القنصل الايراني تصريحه بالقول” ننصح المواطنين الإيرانيين المتواجدين بالعراق الى اخفاء هوياتهم الإيرانية أو إنتماءاتهم المذهبية وأن يمتنعوا عن التحدث باللغة الفارسية بصوت عال في الأسواق”.
يذكر أنه مع حلول شهر آذار من كل عام تتدفق مئات الألوف من شباب وشابات إيران الى مدن كردستان لمشاركة الشعب الكردي احتفالاتهم، وقدرت أعدادهم بالسنة الماضية بأكثر من 200 ألف مواطن إيراني زاروا كردستان خلال ذلك الشهر من العام الماضي.

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية