مقالات

حسن أحمد

قزمـــــان .. ؟!

24/03/2014 12:41
قزمان .. رجل عاصر النبي (ص) .. ويحدثنا التاريخ عنه , بانه مسلم مملوك – ذو بشرة سوداء- قوي البنية , شجاعا .. كان ضمن جيش المسلمين في معركة احد ..  هو لم ينهزم مع المنهزمين  ...  من مثل الذين نعرف  منهم , وإنما صمد وقاتل حتى انهكته الجراح , وسقط على ارض المعركة وفيه رمق من حياة .. لقد ابهر الاعداء قبل الاصدقاء ببسالته وإقدامه ... ولهذا ذهب البعض من اصحابه الى النبي (ص) – بعد انتهاء  غبار المعركة , ليشيد بجهاده وبسالته .. وكان قول النبي بحقه غير متوّقع , حيث قال (ص) : إن قزمان هذا من اهل النار !  ...

كان هذا القول صاعقا للجميع , ولهذا دعا الفضول بعضهم , ليستطلع الامر من البطل – المجاهد الجريح نفسه , وكان فيه رمق من حياة  .. فقال له صاحبه هذا : هنيئا لك ياقزمان الجنة , لقد ابليت في الجهاد بلاء حسنا اليوم .. فاجابه قزمان : ايً جنة يارجل .. كنا نقاتل دون نخيلاتنا في المدينة .. هذا الرجل كان صادقا وصريحا مع نفسه – وإن لم يكن كبيرا في اهدافه .. كان ضئيلا في القضية التي ضحّى بنفسه من اجلها .. لان النفوس الكبيرة ثمنها الاهداف الكبيرة ..  قد يكون الرجل معذورا لمحدودية وعيه , ولثقل العبودية عليه .. ولكن ماعذر البعض من ذوي الداّلات قبالة اسمائهم .. عندما يكون احدهم اكثر ضئالة وتسافلا في غاياته واهدافه منه .. فكم دكتور قزمان بيننا اليوم , همّه الاول والاخير نفع شخصه وان كان بدمار شعب باكمله .. فعجائب الرموز القميئة التي جاءتنا مع رياح التغيير , اكبر من أن تُعَد .. فهذا احدهم السيد قزمان الفلاني .. كان على عهد لم يغب عن ذاكرتنا بعد .. يَتًمَسًح باكتاف صدام الامس – وان كان وقحا متبجحا بكبره - يسعى اليوم لحرق العراق باكمله في سبيل نُخًيلات ( البترول وبريق وارداته الشخصية ) ..

قزمان آخر .. لايُجيد الاّ التباكي على العراق الذي إغتصبه الدوكتاتور المالكي  - حسب زعمه - , وهو في ذات  الوقت  يمُدً يد الذلة والصَغار – مُتَسَوّلا – مملكة العهر والشر السعودي -  ناسيا ان هؤلاء من حرق ولايزال يحرق ابناء شعبه بمفخخاتهم وجيفهم البشرية المُتَفجرة .. هذا العُتٌل ,  لم يفتأ يَتصًيد كل شاردة وواردة من محن العراق – وما أكثرهن اليوم – يُراوّده حُلم بان يكون يوما بديلا عن غريمه السيد المالكي ..  ولا أنسى الشخص العُثماني الهوى  والضمير – نرجسي الطباع –  حين اقدم على منع قناة العراق الرسمية من نقل وقائع جلسات البرلمان و صاحب النظرية العسكرية العصماء , لمقاتلة داعش والقاعدة في الانبار .. حين نصح الحكومة بسحب الجيش من هناك وتشكيل جيش اخر من اهل الانبار ( السنة ) لكي تُثبت الحكومة انها ليست طائفية .. حيث ان السني من يقاتل السني هناك , وليس جيش الحكومة الشيعي !

والشيء بالشيء يذكر .. هناك الكثير من القزمان الصغار – من اتباع الرئيس المُغًيب الذكر والجسد – من الذين لايهمهم لا الرئيس ولا العراق .. بقدر ان لاتتوقف الامتيازات الرئاسية للمنتفعين منها .. فوجان حماية رئاسية – على سبيل المثال – تحرٌس ماذا ؟ في المنطق الخضراء ..  ونفقات الرئيس الكلية تبلغ مئتي مليون دينار شهريا !

واختم هذا الذكر القزماني .. بالحديث عن البعض من مراهقي السياسة .. ممن هبطت عليهم الزعامة – وراثة – من ابيه ... ذو الكارزما  .. ذات الصناعة الصدامية .. فمساوئه الاشد ان قام بصنع الكثير من الاعداء حوله .. من المُتًخَيلّين  .. في مخه الاهوج .. هؤلاء اصبحوا لاحقا في العهد الجديد – هم وذويهم –من ذوي الشأن والقرار , وان كانوا بعقل وطموحات قزمان الامس ..فشاعت الفوضى  والازمات بايديهم .. فهم من اللاعبين في صنع متاهاته اليوم .. لك الله ياعراق .

قال ناصح ومضى : اذا كانت النفوس كبارا تعبت لمرادها الاجسام !

المهندس حسن احمد

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية