هو الشاب الانباري، محمد خميس بزيع ابو ريشة، ولد عام 1986. لم يكمل دراسته، حمل السلاح عام 2004 ضد القوات القوات الامريكية، عندما كان يعمل مع تنظيم انصار الاسلام وقد بايع حينذاك الشيخ هيكل العلواني امير الانصار في الانبار.
وفي عام 2005 عمل خميس ابو ريشه والد محمد منسقا مع قاعدة عين الاسد الامريكية في منطقة البغدادي ضمن محافظة الانبار، الامر الذي احرج محمد خميس امام مقاتلي (انصار الاسلام)، الجماعة التي كان ينتمي لها، ما اضطره الى مغادرة العراق متوجهاً الى الامارات للعمل في مجال التجارة.
عاد محمد الى الانبار برفقة عمه احمد اثر اغتيال عمه الاخر الشيخ ستار ابو ريشة 1-11-2007. وانخرط محمد خميس بعد ذلك في العمل السياسي مع تكتل انتخابي باسم "صحوة العراق" الذي خاض الانتخابات البرلمانية عام 2010 ضمن ائتلاف تزعمه وزير داخلية العراق السابق جواد البولاني.
توترت علاقة محمد خميس مع قاسم الفهداوي المحافظ السابق للانبار، المقرب ايضا من الشيخ احمد ابو ريشة، بسبب خلافهما حول مقاولات لاعادة تأهيل طريق الكليو 160، الامر الذي ادى لانشقاق الشاب عن عمه الذي كان مزهوا بادارة المحافظة على خلفية ابعاد الحزب الاسلامي عن حكومتها المحلية.
لكن محمد خميس المعروف بتمرده على اسرته، ارتبط بعلاقة قوية مع محافظ الانبار الحالي احمد الذيابي، اذ انخرط معه في الحراك الشعبي وكان احد نجوم منصة ساحة الاعتصام التي دشنت بعد ملاحقة وزير المالية رافع العيساوي اواخر عام 2012.
ويقول اصدقاء محمد خميس، انه كان مولعا باقتناء الماركات العالمية، واختياره لملابسه من "تومي" و"لوكوست"، وكان يرفض ان يضع على يده سوى ساعات "رولوكس"، اما الاكسسوارات التي كان يستخدمها فهي من ماركة "مونت بلانك".
محمد، ذو الـ 29 عاما والذي انخرط سابقا في العمل المسلح، ينفي المقربون منه تورطه في مبايعة تنظيم القاعدة، ويؤكدون انه لم يكن جزءا من اي تنظيم جهادي متطرف. الا ان عمله المسلح السابق مع تنظيم انصار الاسلام اتاح له بناء علاقات واسعة مع الجماعات المسلحة، الامر الذي وضعه تحت انظار السلطات الامنية.
قبل ايام واثناء اجراء لقاء لي مع محافظ الانبار احمد الذيابي سألته عن تورط محمد خميس بقتل الجنود الخمسة قرب ساحة الاعتصام، فرد الذيابي بالقول "محمد لم يكن موجودا وقتها قرب مكان الحادث"، مؤكدا ان "القاعدة هي من قتلت الجنود الخمسة".
ومع بدء المعارك التي تخوضها القوات العراقية ضد تنظيم "داعش"، انخرط محمد خميس مع "ميليشيا عشائرية" تناهض وجود التنظيم في مناطق العراق الغربية، ليتحول الى "قائد بارز" لمقاتلي القبائل السنية التي الحقت هزائم معروفة بتنظيم القاعدة في 2007.
تمتع ابو ريشة خلال الاشهر الستة الماضية بنفوذ كبير اثناء المعارك، ولاحق الكثير من القيادات "الجهادية"، الا ان نهايته على يد انتحاريي داعش كانت مدروسة ومخطط لها بدقة.
ليلة الثلاثاء كان محمد برفقة قوات امنية واخرى من مقاتلي العشائر، خارجا لتفقد اوضاع نازحي المدينة وبعض نقاط التفتيش التي نصبت على الطريق الدولي الرابط بين العراق والاردن وسوريا، وتحديدا في منطقة تسمى السبعة كليو.
يقول حراس محمد خميس الناجون من "العملية الانتحارية"، ان جسده تقطع الى اشلاء عندما عانقه انتحاري، بعد ان سبقه تفجيران احدهما نفذ بواسطة سيارة عسكرية مفخخة على مسافة بعيدة منه، وآخر بواسطة انتحاري فجر نفسه بهدف احداث الفوضى والرعب قرب الطوق الامني المحيط به، وليتمكن الانتحاري الثاني، الذي كان متنكرا بزي نسائي، من معانقة محمد واضافته الى قائمة "قتلى" عائلة آلبو ريشة التي فقدت اكثر من 13 من افرادها منذ انخراطها بمقاتلة القاعدة.
--
Ziad Ajili
Executive Director
JFO IRAQ
Journalistic Freedoms Observatory
www.jfoiraq.org
00964 770 893 4807