الأخبار

التربية: إنجاز معاملة تقاعد الشاعر مظفر النواب باعتباره مدرساً للغة العربية في الكاظمية

02/07/2014 15:29
بغداد  (أين) - أعلنت وزارة التربية اليوم الأربعاء إنجازها معاملة تقاعد الشاعر مظفر النواب بعد ان اتخذت لجنة المفصولين السياسيين في الامانة العامة لمجلس الوزراء قرارا باحتساب مدة الفصل السياسي للشاعر النواب خدمة فعلية.

وكانت لجنة المفصولين السياسيين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء اتخذت في 13 من أيار الماضي قراراً باحتساب مدة الفصل السياسي للشاعر [مظفر عبد المجيد النواب] منذ [31/12/1969] ولغاية بلوغه سن الثامنة والستين، خدمة فعلية لأغراض العلاوة والترفيع والتقاعد في وزارة التربية باعتباره مدرساً للغة العربية في مدينة الكاظمية.

وقالت الناطقة الرسمية باسم الوزارة سلامة الحسن في بيان لها تلقت وكالة كل العراق [أين] نسخة منه ان "وزير التربية  محمد تميم كرم رئيس اللجنة الوزارية للفصل السياسي في وزارة التربية لدوره في إصدار أمر تقاعد ومكافآت وحقوق الشاعر الكبير مظفر النواب للفترة من عام 1969 ولغاية عام  2003".

وأضافت الحسن ان "الإنجاز دليل على حرص وزير التربية على متابعة المبدعين والمتألقين من أدباء وشعراء وفنانين أجبرتهم الظروف على ترك البلد بسبب سياسات النظام السابق".

يذكر ان مظفر عبد المجيد النواب شاعر عراقي معاصر ومعارض سياسي بارز وناقد، تعرّض للملاحقة وسجن في العراق، عاش بعدها في عدة عواصم منها بيروت ودمشق ومدن أوربية اخرى.

ينتمي باصوله القديمة إلى عائلة النواب التي ينتهي نسبها إلى الامام موسى الكاظم، وهي أسرة ثرية مهتمة بالفن والأدب ولكن والده تعرض إلى هزة مالية أفقدته ثروته.

خلال ترحال أحد اجداده في الهند أصبح حاكماً لإحدى الولايات فيها، وقاوم الإنكليز لدى احتلالهم للهند فنفي افراد العائلة، خارج الهند فاختاروا العراق، وفي بغداد ولد عام 1934، اكمل دراسته الجامعية في كلية الآداب ببغداد.

وبعد انهيار النظام الملكي في العراق عام 1958 تم تعيينه مفتشاً فنياً بوزارة التربية في بغداد.

في عام 1963 اضطر لمغادرة العراق، بعد اشتداد التنافس بين القوميين والشيوعيين الذين تعرضوا إلى الملاحقة والمراقبة الشديدة من قبل النظام الحاكم، فكان هروبه إلى الأهواز عن طريق البصرة، ولكن تم اعتقاله وتسليمه للأمن السياسي العراقي، فحكمت عليه المحكمة العسكرية هناك بالإعدام، إلا ان المساعي الحميدة التي بذلها أهله وأقاربه أدت إلى تخفيف الحكم القضائي إلى السجن المؤبد. وفي سجنه الصحراوي واسمه نقرة السلمان القريب من الحدود السعودية-العراقية، أمضى وراء القضبان مدة من الزمن ثم نقل إلى سجن [الحلة] الواقع جنوب بغداد.

في هذا السجن قام النواب ومجموعة من السجناء بحفر نفق من الزنزانة يؤدي إلى خارج أسوار السجن، وبعد هروبه المثير من السجن توارى عن الأنظار في بغداد، وظل مختفياً فيها ثم توجه إلى الجنوب [الأهوار]، وعاش مع الفلاحين والبسطاء حوالي سنة. وفي عام 1969 صدر عفو عن المعارضين فرجع إلى سلك التعليم مرة ثانية.

وغادر النواب بغداد إلى بيروت في البداية، ومن ثم إلى دمشق، وراح ينتقل بين العواصم العربية والأوربية.

يذكر ان الشاعر العراقي مظفر النواب قد عاد الى العراق في عام 2011 بعد سقوط النظام السابق المعارض له وفضل الاستقرار في دمشق لكن أنباء أشارت في شباط الماضي 2014 الى مغادر النواب دمشق ورفض كما هو متوقع العودة إلى العراق واختار إمارة الشارقة بعد تعرض منزله الى الخطر هناك اثر اعمال العنف، ثم غادر الشارقة بسبب حالته الصحية، ليستقر في لبنان كرحيل آخر بعد 50 عاما من المنفى عن بلده العراق.ا

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية