متطوعون يرددون هتافات في معسكر ديبكه معسكر ديبكة: دلشاد عبد الله «الشرق الأوسط» - معسكر ديبكة الواقع على بعد 50 كيلومتر غرب مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، هو واحد من المعسكرات التي افتتحتها الحكومة الاتحادية بالتنسيق مع حكومة الإقليم لتدريب أبناء العشائر العربية في كركوك ونينوى وصلاح الدين الذين تطوعوا خلال الشهور الثلاثة الماضية في قوات الحشد الشعبي لمساندة الجيش العراقي وقوات البيشمركة في مقاتلة «داعش» وتحرير كل المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في هذه المحافظات.
«الشرق الأوسط» زارت أمس المعسكر حيث بدأ المئات من المتطوعين في الصباح تدريبات، منها بدنية تساهم في بناء لياقة بدنية للمقاتل وأخرى خاصة باستخدام كل أنواع الأسلحة، مع تقنيات حرب الشوارع.
المتطوع جاسم الحمداني (18 سنة)، من قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك، قال إنه تطوع في صفوف قوات الحشد الشعبي منذ نحو 3 أشهر والتحق بمعسكر ديبكة للتدريب على استخدام السلاح ضمن ألف متطوع. وأضاف: «تطوعنا في هذه القوات لنساهم في تحرير مناطقنا. نحن الآن نشارك في المعارك في محور مخمور وكوير وشاركنا مع قوات البيشمركة في تحرير قرى سلطان عبد الله والدويزات والمناطق الممتدة إلى جسر القيارة». وتابع موضحا: «القوة الموجودة في هذا المعسكر مكونة من أبناء عشائر الجبور والبوحمدان والعبيد والسبعاوية والنعيم واللهيب. (داعش) بدأ بالانسحاب من هذه المناطق ونحن الآن مع قوات البيشمركة على مشارف قرى الحاج علي السبعة شرق قضاء الشرقاط، وخلال الأيام القليلة المقبلة ستحررها قوات البيشمركة».
وهناك لجنة من هيئة الحشد الشعبي توزع الرواتب على المتطوعين ويتسلم كل متطوع مبلغ 875 ألف دينار. ويضم المعسكر إلى جانب عناصر الجيش والشرطة السابقين، عددا كبيرا من الموظفين والطلبة من المناطق التي يسيطر عليها «داعش» في هذه المحافظات الثلاثة.
وأوضح الملازم الأول مخلص الجبوري، من فوج إسناد أسود دجلة، الذي يشرف على تدريب المتطوعين، أن «أبوابنا مفتوحة لاستقبال المتطوعين، وهناك إقبال كبير على التطوع في صفوف قوات الحشد الشعبي من هذه المحافظات. ويتلقى المتطوعون يوميا تدريبات مكثفة على استخدام السلاح والخطط العسكرية، وشاركوا في المعارك الدائرة في محوري مخمور وكوير وأثبتوا جدارة في القتال، والآن تستعد هذه القوات للتقدم باتجاه محافظة صلاح الدين من الجانب الأيسر لقضاء الشرقاط، وهناك تنسيق كبير مع قوات البيشمركة، وحكومة الإقليم قدمت لنا دعما كبيرا».
ويقضي المتطوعون أوقات استراحتهم ما بين التدريبات بإطلاق الأهازيج والهوسات والأناشيد الحماسية التي تحفزهم نفسيا لمواجهة «داعش»، لكن العقبة الوحيدة التي تواجههم حاليا تتمثل بعدم تسليحهم وتجهيزهم من قبل الحكومة الاتحادية حتى الآن.
محمد اللهيبي متطوع آخر كان في الأمس القريب موظفا في محافظة صلاح الدين، في قطاع التربية والتعليم، لكن بعد سيطرة «داعش» على منطقته الشرقاط، اضطر إلى الهرب من بطش التنظيم المتشدد إلى إقليم كردستان، ومع فتح باب التطوع انضم إلى هذه القوة الشعبية ليساهم في تحرير منطقته، لكنه يشير إلى أن قلة السلاح أبطأت عملية تحرير هذه المناطق. وأضاف: «وصل إلى معسكرنا حتى الآن 40 بندقية كلاشنيكوف، وهي لا تكفي لقتال عدو مسلح بأحدث الأسلحة نحن نتبادل هذه البنادق فبعد عودة دفعة منا من الجبهة الأمامية يسلم أفرادها بنادقهم لدفعة أخرى. نطالب رئيس الوزراء ووزارة الدفاع بتسليحنا لنشارك في عملية تحرير منطقنا».
وأثناء جولة «الشرق الأوسط» بدأت لجنة من هيئة الحشد الشعبي برئاسة حميد الشطري، المعاون الإداري لرئيس الهيئة، بتوزيع الرواتب على المتطوعين. وقال الشطري: «إن وجودنا هنا هو لتجسيد دعم وتوجه الحكومة الاتحادية باتجاه هذه المناطق التي تشكل رمزا للوحدة الوطنية حيث تكاتفت في هذه المنطقة عشائر صلاح الدين والموصل وكركوك بدعم من الحكومة المركزية وتسهيلات من حكومة الإقليم لمواجهة التنظيمات المتطرفة وإرجاع كل الأراضي التي سيطر عليها (داعش)».
وعن أسباب تأخير تسليح أبناء العشائر، قال الشطري: «الحكومة المركزية جادة في دعم أبناء العشائر وتسليحهم وتنظيم الأمور الإدارية الأخرى في سبيل تحقيق هذا الهدف، والدعم الحكومي متواصل وتشاهدون ثمرات هذا الدعم في تحرير الأراضي التي سيطر عليها (داعش)، وهذا جزء من الخطة التي وضعت في سبيل تحرير كل الأراضي وإرجاع الحقوق إلى أهلها. اليوم نحن هنا لتسليم الرواتب للمتطوعين وسيتم تجهيزهم لاحقا بالسلاح وباقي المتطلبات اللوجيستية الأخرى».