العين البشرية مثلها كمثل البصمة، تختلف صفاتها ودلالات شكلها ومضمونها من فرد بشري لآخر،كما أن لكل عين لغتها وحركاتها وسكناتها وجمالها ثم لها ارتباط عضوي مع القلب والمشاعر الجياشة عند الأدباء والفنانين وشريحة من الرومانسيين أكثر مما لها ارتباط مع العقل إلا في حالات ناذرة أثناء غضبهم، أما عند السياسيين تجد عيونهم يتحكم فيها العقل أكثر بكثير ولا نصيب لقلوبهم بسلطان على العين إلا في حالة الصرع لهيام عذري جميل يُسيج إرادتهم ويغيب العقل أمام سلطان الغرام العذري العظيم فأكثر السياسيين بحكم سقوطهم في يم الغرام احترقت أوراقهم السياسية وتساقطت أوراق شجرة دهائهم فأصبحوا نادمين.. صنف علماء علم الأرواح العيون البشرية إلى إيقونات جمالية اتخذت أسماء رموز من خلال تجارب وأبحاث استمرت قرون شمسية ولا زلت الأبحاث فرضيات ولم تتحول بعدُ إلى نظريات علمية لكي يتم الحسم فيها وذلك راجع إلى التحولات البيولوجية التي يعرفها الإنسان في كل جزء من العالم. ومع ذلك فلا بأس أن نسلط الضوء على بعض الفرضيات التي صنفت العين وقرأتها قراءة روحانية على الشكل التالي:
العين الناعسة. @
هي الخجولة التي لا خبث فيها ولا دهاء ولا غباء وخاصة أثناء لباس قلبها بالهيام العذري،تستسلم وترضخ لطيبة مشاعرها وتتحدث بدلالات راقية أثناء لقاء توأم روحها، فإذا وجدت التجاوب مع فارس أحلامها، تتخذ من اللامبالاة شعار التحدي أما إذا لم تجد التجاوب فترتكن إلى السكون والتأمل إلى حين يتم التواصل والوصال المرتقب مع خليل الروح. المرأة ذات العيون الناعسة هي امرأة ناعمة حديثها بالهمسات وضحكاتها لمسات ، وتنفجر أنوثتها بعيونها الحالمة الممزوجة بابتسامتها الساحرة بخلاف صاحبة العيون الجريئة ذات البحور العميقة فلا ترضخ لتوأم روحها بسهولة حتى تتلمس وتتحسس بحواسها الخمس أريج عطر الهيام الروحي كسا قلبها المبصر في الأرواح المجندة.أما العين الناعسة لدى الرجل فذاته محملة بالخبث والدهاء ولا يعرف الرضوخ والطيبة إلا ناذرا وخاصة في اللحظات التي تصب في مصلحته فقط، والعكس لدى الرجال في العيون الجريئة ذات البحور العميقة فتجدها جذابة مبتسمة تحاكي المكشوف لمشاعرها الغرامية مع من قررت الولوج إلى روحه وخاصة تميل إلى العيون الناعسة فتعشقها إلى حد الثمالة وتتجاوب بسرعة مع قلبها الطيب الولهان بالصدق الصدوق.
@العين المخدرة.
فهي عين تمتلكها شريحة من الناس، عين تائهة حائرة حزينة ترتسم عليها علامات الأرق والتعب اللئيم ، وتدل على أن صاحبها يهزم بلا مقاومة ، ولا يعتمد عليه مطلقاً لأنه يضر أكثر مما ينفع،هذه العين تمتلكها بعض من النساء والرجال على حد سواء.
@العين الثعلبية.
لدى البعض من النساء والرجال عين ثعلبية فيها دهاء ومكر ولؤم ، وكأنها عين صقر يوشك أن ينقض على فريسته ، وتدل على ذكاء ممزوج بدهاء ، وصاحبها شعلة نشاط يركن إليه في الأعمال الخطيرة التي تتطلب حسن التصرف ، وهو شخص جامد لا يعرف المجاملات، ومن الرجال والنساء الذين لهم عيون ثعلبية يمتلكون جمالا مثير الروعة والدهشة ويعتبر مغناطيس طلسم ساحر لدواتهم مما يجعلهم في كل الميدانين يتصدرون المشهد السياسي ولهم سلطان حكمة داهية وخاصة في مفاصل الدولة.
العين الغائرة.@
كذلك عند البعض من النساء والرجال العين الغائرة،وكأنها مختبئة وتحيط بها هالة قاتمة تنظر بترقب وحدة غامضة ، تدل على أن صاحبها إما حاقد ومعقد نفسياً من كثرة الهموم ،أو مظلوم لا يملك قوة ترد عنه الظلم ومغلوب على أمره، وهذه الشريحة من العيون البشرية أغلبهم تجدهم مهمشين في المجتمعات معتقدين أنهم لا يملكون حظا ونجمهم أفل برجس من الشيطان.
@العين النمرة أو الصارمة.
يتفق علماء علم الأرواح أن العين النمرية أو الصارمة يكون صاحبها ثابتاً في نظرته(( ذكرا أو أنثى)) ، لا بسمة فيها ولا حزن بل الصرامة وعدم الانكسار والثقة القوية بالنفس ، وتدل على الجدية في العمل والدقة وعدم المجاملة، طبعا تجد هذه العين عند بعض النساء والرجال الذين يعشقون الأعمال البوليسية والعسكرية وكل ما يتعلق بالحروب الدموية وحتى في الأعمال المدنية والقضائية تجدهم بدون عاطفة تذكر حتى مع عائلتهم.
@العين الطيبة.
فهي أجمل العيون وأكثرها راحة عند صفوة من النساء والرجال، تنطق بالصفاء والنقاء والوفاء ، وتدل على طيبة قلب صاحبها وثقته وحسن ظنه ونقاء سريرته ، وصاحبها يتعب في حياته لأنه يثق في كل الناس ، وهو عاقل ينشد المثالية ويحب الهدوء و السلام، هذه العين تملكها قلة من الناس ذكورا وإناثا في كل جزء من العالم وتجدهم من الأدباء والفنانين والشعراء وقلة من صفوة العلماء.
@العين الضاحكة.
توجد هذه العين الضاحكة عند الفنانين الكوميديين والمهرجين في السرك ثم عند ثلة من النساء والرجال الذين يتمتعون بروح النكتة وتجدهم محبوبين في محيطهم الاجتماعي..العين الضاحكة هي الصافية المبتسمة كأنها عيون طفل ، تتسم بالبريق وتدل على نقاء النفس والمحبة والقبول صاحبها قليل الهم سعيد الحال مرهف الحس محبوب من الكل، تجد هذه العين عند سلالة من البشرية في العالم البشري لهم حظ عظيم في الدنيا الفانية وفي الآخرة العلم عند الله .
العين الصفراء.@
هي العين الباهتة الممزوجة بصفرة وغشاوة ، غير مركزة في نظراتها ، وكأن صاحبها مصاب بمرض كبدي أو في العين نفسها مصابة بعلة وذلك بما اكتسب من ملامح الحسد واللؤم والشؤم المتشائم في محيطه الاجتماعي، ولا يفسح مجالاً للتفاهم ويحمل غلاً وحقدا ،لذا نقول على من يحمل مثل هذه الصفات إنسان صفراوي، تتفرد بهذه العين طينة بشرية خلقت من ماء دافق أصله وجوهره من حروف العلة المعلولة تترصد بالمرصاد للحروف النورانية في كل مكان، ولها سلطان رجس الشيطان على النساء والرجال و الولدان الذين هم سلالة الأنعام.
العيون الجريئة.@
شريحة من المجتمع "ذكورا وإناثا" لهم عين جريئة متسعة الحدقة ، ثابتة النظرة ،قوية التركيز ،وتدل على الانطلاق والتحرر مع طيبة القلب في الحالات الإنسانية ، صاحبها شجاع ، ونادراً ما ترتع عيناه أثناء الكلام ، يحب المزاح أثناء استجمامه، مخلص لمن يحبه ويقصى على من يعاديه، تمتلك هذه العين النخبة الممارسة للسياسة في مجال حقوق الإنسان والأحوال المدينة والفنية والاجتماعية .
@العين الشريرة.
سبحان الله يخلق ما يشاء ويتنزه في ملكه كما يشاء ويخلق خلقا مختلف الصفات رجالا ونساء من طيبة عين سلسبيل إلى إنس من مارج من نار لهم عين شريرة تقتل أحيانا في حالة غضبها وتؤدي الطيبين في حالة حقدها وحسدها هي جاحظة غير مستقرة ، تعلوها مسحة الكبر والتعالي وتدل على عقدة النقص ، صاحبها أسود القلب لا يرحم ، وهو في الحقيقة جبان ولا يؤتمن ، معقد وحقود، هذا النوع من العيون متواجدة بكثرة التكاثر في هذا الكون العظيم.
@العين الغمازة.
المحبطون من النساء والرجال يتمتعون بالعين الغامزة،هي كثيرة الحركة والالتفات ، فتدل على كثرة اللمز والغمز والهمز ، تترجم ما يجول بخاطر صاحبها وما يضمره من استخفاف لمن ينظر إليه ، وهو يفتقد الشجاعة ويمتلك الأنانية والتعالي والسخف، ثرثار بامتياز يدعي لكونه هوالصائب له عمق الصواب وعلى حق في كل شئ.
@العيون المنكسرة.
تلعب الظروف المجتمعية لدى شريحة من الناس عند ما يصدمون بواقعهم في حالة عدم نجاحهم في حياتهم الأسرية أو المجتمعية فيفقدون المناعة فتنكسر عيونهم نتيجة تحول بيولوجي في الذات فيصبحون يمتلكون العين المنكسرة، وهي العين المغمضة أغلب الأحيان عليها مسحة حزن وندم لحرمان أو تأنيب ضمير ولوعة في النفس على فقدان شيء غالي ، فالإحساس بالذنب يكسر العين وكذلك الإحباط.
@العين البريئة.
قلة من النساء والرجال الذين اصطفهم الله على جميع الخلائق فأكرمهم بعين بريئة،فيها ثبات مع صفاء الحدقة وابتسامة المنظر مع البراءة المتمثلة في الشكل العام وتشعر بمحبة صاحبها والاطمئنان إليه ، وتدل على طيبة قلبه ،وفي بعض الأحيان يكون ساذجاً مما يسهل الضحك عليه من قبل المخادعين، ومع ذلك فهو ناجح في حياته الأسرية والمجتمعية.
العين الحنونة.@
تجد صفوة من الرجال خصوصا وقلة قلية جدا من النساء الذين يأمرون بالمعروف ويرشدون الناس وينهون عن المنكر في الظلم الظالم المسلط على الرقاب والذي أفقر الفقير فقرا وإملاقا إلى حد التشرد، هذه الشريحة من صفوة المخلوقات أكرمها الحي القيوم بعين حنونة و كأنها عين أم حنون على طفلها ، فيها مسحة الشفقة والرحمة ورقة الإحساس ، وفيها شفافية وتدل على الصدق والإخلاص والحب الصافي ، وعلى الحرص والإيثار والتضحية ، تطمئن القلب وتفرح النفس وتزرع الثقة في القلوب اليائسة والنفوس الموسوسة لترجها مطمئنة.
@العين البلهاء.
علامات الحيرة والبلادة وابتسامة بلهاء مع تحرك الجفون بارتعاشها مرتجفة تدل على ضعف صاحبها وبلادته ، مع مكر بلا بصيرة وتقلب وحيرة.هذه العين تكسبها نساء ورجال خلقوا من ماء دافق مهين ملوث بفيريس مشين، وتلك آية يضربها الله لعباده لعلهم يتبصرون.
@العيون الجاحظة.
تعبر عن ثورة أو خوف أو إعجاب ، فهذا الجحوظ يعبر عن مشاهدة أو سماع شيء مثير حزناً أو فرحاً ، وتدل على أن صاحبها مفرط الحساسية تجاه ما يراه ، ولا يجد وسيلة للتعبير إلا عينيه ، فهو طيب لا يعرف الخبث ولا اللؤم...يؤمن بالفأل متخذا حيطة من الفأل المشؤوم.
وأخيرا أقول أن العين هي مرآة المشاعر الجياشة وهي المترجم الرائع لأسرار القلب الناطق الصامت عن المشاعر والوجدان فإن نظرات العين تتنوع وتختلف باختلاف صاحبها وطبيعته(ها) وحالته(ها) العاطفية سواء كانت في الأفراح أو الأتراح.