مقالات

أياد السماوي

أمريكا تعود للعراق بقوة من خلال بوابة النجف

21/10/2015 07:42
في يوم 4 أكتوبر من هذا الشهر نشرت صحيفة الرأي العام الكويتية تقريرا مثيرا وخطيرا للكاتب يوسف علاونة جاء فيه (( أنّ مراجع خليجية عليا قد أكدّت للرأي العام أنّه من المتوّقع حدوث تغيير في المعادلة القائمة في العراق عبر دعم الولايات المتحدّة والدول الخليجية لحكومة جديدة في بغداد تبتعد عن إيران في مقابل ضم العراق إلى مجلس التعاون الخليجي , وأفادت المصادر بأنّ الأمريكيين قطعوا شوطا بعيدا في المحادثات مع المرجع الديني الشيعي علي السيستاني , عرضوا خلالها ترشيح رئيس وزراء جديد تدعمه المرجعية في النجف , على أن يتمّ ضمن عملية التشكيل الحكومي إجراء تغييرات سياسية كبيرة على السياسة العراقية , أولها الابتعاد عن المحوّر الإيراني في مقابل دعم خليجي حاسم لاستعادة وحدة وسيادة العراق والقضاء على تنظيم داعش , وقيام مصالحة وطنية على أسس سليمة ينتهي معها الفرز الطائفي والانقسام الحالي في المجتمع , وأشارت المصادر أنّ المحادثات التي تتم عبر وسطاء يمّثلون السفير الأمريكي في بغداد منهم وزراء ومسؤولين سابقين , قالت إنّ رئيس الوزراء الجديد الذي تقترحه واشنطن أسمه عماد الخرسان , وهو مهندس عراقي يحمل الجنسية الأمريكية وكان ضمن طاقم المستشارين الذين عملوا مع بول بريمر , وذكرت المصادر أنّ السيستاني طلب مهلة لإعداد الساحة العراقية لهذا التغيير )) .

وفي يوم 6 أكتوبر كتب الصديق باسم العوادي (( إنّ المرجعية العليا لا يمكن لها أن توافق على مثل هذا الأمر , وخلاصة مثل هذا الخبر الكاذب والمفبرك هو الإساءة للمرجعية وإظهارها أمام الناس وكأنّها في حالة تفاهم تام مع الأمريكان وأنها بعيدة عن محور المقاومة )) , وبعد تعيين عماد الخرسان أمينا عاما لمجلس الوزراء , لم يعد هنالك مجالا للمراقبين والسياسيين التكّهن والاستنتاج , فقد أصبح الآن كل شيء واضح وضوح الشمس في رابعة النهار , فالانقلاب على الشرعية الذي قادته الولايات المتحدّة الأمريكية وأزاحت من خلاله رئيس الوزراء المنتخب نوري كامل المالكي , لم يكن لينجح لولا موافقة ومباركة المرجعية العليا في النجف الأشرف , وعلاقة السيد عماد الخرسان بمرجعية السيد علي السيستاني ليست وليدة اليوم , بل هي تعود إلى أيام الحاكم المدني في العراق بول بريمر , حيث كان السيد عماد الخرسان أحد القنوات الثلاثة لبول بريمر في اتصالاته مع السيد علي السيستاني والتي يثق بها الأمريكان , ويذكر بريمر في كتابة عام قضيته في العراق (( أنّ السيد عماد الخرسان نقل إليه ذات ليلة وهو يقرأ ملاحظاته , أنّ آية الله العظمى معجب بك ويحترمك وهو يقدّر الفرصة للعمل معك من أجل مستقبل العراق , وأنّ آية الله العظمى يؤمن بالديمقراطية وهو ملتزم بالعمل مع الائتلاف , ويقول بريمر أنّ السيستاني سيعمل معنا فنحن نتقاسم الأهداف نفسها )) .

فأمريكا التي أخرجها نوري المالكي من العراق عام 2011 , تعود الآن بقوة من خلال بوابة المرجعية العليا في النجف الأشرف , وإذا كانت الصفحة الأولى من الانقلاب على الشرعية تمّثلّت بإزاحة نوري المالكي عن استحقاقه الشرعي والدستوري , فإنّ الصفحة الثانية ستكون لتصفية فصائل المقاومة الإسلامية في العراق وإنهاء دورها تماما , وتحديدا سيكون المستهدفون بالتصفية هم هادي العامري وقيس الخزعلي وجمال المهندس , فالمشروع الأمريكي في العراق الذي وافقت عليه المرجعية العليا لن يتحقق ما لم يتمّ القضاء التام على فصائل المقاومة ( الوقحة ) في العراق , ولقاء المرجع الأعلى قبل يومين مع السيد مقتدى الصدر , لن يخرج عن أطار التنسيق معه في تحقيق هذا الهدف , أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .

أياد السماوي / المنتدى الإعلامي الحر في العراق

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية