مقالات

زيدون النبهاني

إلى زميلي حيدر سويري: سأنتخب مُعمم

23/12/2015 22:32
"لا تقولوا مُعمم سارق؛ بل قولوا سارق لبسَ العِمامة" الإمام الخميني (قدس).
لا نزال ندور حول ناعور الوهم، نُحاول جاهدين بث الأمل في نُفوسنا، حتى إن كانَ هذا الأمل بواقعه يمثل يأسٌ مُفرط التشاؤم، وكلما اجتهدنا بتسلق حبل الرضا على النفس، ألتف الحبل كثعبان مسموم يشنقنا..
الفرق بين الراقصة والسياسي؛ أبعد من تصويره فيلماً سينمائياً، أو استثماره في مقالٍ بعد مقال، الفرق بأختصار؛ هو المساحة الشاسعة لمجتمعهما، أسلوب التفكير والقرار، ومعدن المجتمع الذي يتنقل بين الماس وصدأ الحديد..!
الحرج مرفوعٌ عن السياسي السارق، فهو في الاصل لا يُمكن أن يكون شريفاً، كذلك تلكَ الراقصة التي تشتري بجسدها كرسي الملك، كُل الاثم يقع على عاتق الأصبع البنفسجي، الذي لامس عبوة الأنتخاب وهو يهز ردفيه..!
إذاً؛ عندما نعشقُ قرع الطبول؛ علينا أن لا نَعجب من تجمهر الراقصات حولنا، والسياسي الكاذب هو نتاج صحي لمجتمعنا المريض بالأنا المفرطة، فكلنا أنبياء لكننا ننتخب شيطاناً!
الهجمة المبرمجة والممنهجة ضد السياسي المُعمم، هي بالأساس ليست مشروع المواطن العراقي، أنما هي مصنعة خارج الحدود، ونستوردها مثل البضاعة الصينية التي غزت أسواقنا، ليسَ لمتانتها وأنما لأننا لا نصنع.
صدام حسين؛ حكمه ومنهجه ونضاله، ياخذُ من العاهرة مِثالاً يُحتذى بِه، فماذا أستفدنا من حُكم العاهرات؟!
يقول الكاتب الروسي "ديستوفسكي"؛ "أحياناً لا يريد الناس سماع الحقيقة؛ لأنهم لا يريدوا رؤية احلامهم تتحطم".
"ديستوفسكي" أختصر المُشكلة وحدد المُصيبة؛ فتجربتنا مع العمامة الأصيلة كانت مميزة، كان مُقدراً للعراق أن يبقى حبيس حكم العواهر "البعث"، لولا عِمامة السيد باقر الحكيم (قدس)، وما حصلَ بعد سقوط الصنم ليسَ بسبب العِمة، فِكل الذين تسببوا بما وصلنا أليه كانوا يتراوحون؛ بين عِلماني ومعادي للمرجعية المعممة!
عام الفين وأربعة عشر لَبس الأفندي ملابس الشيطان؛ سقطت الموصل وخسرنا الانبار، وديالى وتكريت وكُل ما يجاور كركوك، الأفندي ضلَ متربعاً بقلوب الأصبع الراقص؛ بينما كانت الفتوى معممة والمُقاتل والذخيرة والدم، كُلهم صنيعة السيد المُعمم.
الربيع العربي مِثالاً؛ لا يُمكن لمعمم شيعي أن يتواجد قبل أو بعد الربيع، ماذا حصل؟! هل أستطاعت مِصر عبور طائفية (السُنة- الأخوان) مثل عبورنا نحن؟! وتونس وليبيا وهي تُصارع بالعلمانية مكائد السلفيين، إلى ماذا توصلت غير الدمار والتخريب؟!
خارج المُحيط؛ دول العالم لو تصفحنا صور نجاحاتها، كُلهم في الأغلب علمانيون، لكن الدول الناجحة تُعد على أصابع اليد!
المُشكلة في المُجتمع؛ نَحنُ لا نفعل ما نريد، ثلاث أنتخابات ونحنُ ننتخب "بواسير الشيخ"، لم نُحاول الخروج مِن مؤخرة تفكيرنا، أما هناك على الجانب الأخر؛ الجانب الذي لم نصله بَعد، يوجد "مُعمم" وطني قادر على صناعة الفارق، وعنده عِلاج مشكلاتنا..
غداً أو بعد غدٍ القريب؛ سنقع بينَ خيارين؛ أما أن نُلبس أصابعنا عِمامة؛ موروثة مِن الأئمة تحضى برضا المرجعية؛ أو نُلبس الأمل كفناً وندعه يموت بصمت ضمائرنا..!

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية