من معالم مدينة الكاظمية المقدسة التي كانت سائدة آنذاك خان الكابولي وهو من الخانات التاريخية التي اندرس رسمها وطمست معالمها والذي احتضن تشكيل أول فوج من أفواج الجيش العراقي الباسل عند تأسيسه عام (1921م) وهو الفوج الأول في اللواء الأول الذي سمي (فوج موسى الكاظم ) الذي تميز منتسبوه بوضع الشارة أو الخيط الأحمر على ((السدارة)) التي كانوا يرتدونها وترجع تسمية خان الكابولي أو ((الكعبولي))، كما كانت تسميه غالبية أو عامة الناس، ترجع إلى (( الكابُلي )) نسبة إلى مدينة (كابل) عاصمة أفغانستان. ويبدو أن صاحب فكرة تشييده أو مشيده كان من الجالية الأفغانية بهدف تأمين إيواء الزوار الأفغان و غيرهم عند زيارة العتبات المقدسة. وقد شيد هذا الخان في العهد العثماني بالطابوق الفرشي وسقف بالخشب والحصران ، وقد نقض في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي وقسمت أرضه إلى قطع صغيرة اتخذت دوراً للسكن ومحال مازالت قائمة حتى اليوم . وكان موقع الخان ، قبل إزالته ، ينحصر بين ساحة الزهراء (من منطقة الشوصة) وبين المنطقة الصناعية حيث كان مدخله الرئيس ، وكان ركنه الشرقي يشرف على محطة تعبئة البنزين القديمة في المنطقة المذكورة حيث كانت (كاريات الكاظم) تمر عبره وهي متجه إلى الجعيفر في الكرخ، أو عائدة إلى نهاية خط سيرها في سوق الاسترابادي القائم حتى اليوم. ومن الطرائف التي شهدها هذا الخان في الأربعينيات ، قيام احد الأشخاص بجعل إحدى زواياه معرضاً حيوانياً للفرجة لقاء ثمن ، وذلك بجلب (دب) كبيرً ووضعه في إحدى غرف الخان الأرضية ، فتهافت الناس للتفرج على (الدب). وكان منظر هذا الحيوان من المشاهد النادرة آنذاك ، لقاء عانة واحدة (أربعة فلوس) لكل متفرج، فكان إن حصل صاحب الدب على ربح وفير, نتيجة تفتق ذهنه عن إقامة هذا المعرض الحيواني .
منقول