كركوك: نهضة علي , بغداد (الصباح) - اكدت بريطانيا على لسان سفارتها في بغداد انها تقف مع الناجين من مذبحة الانفال التي ارتكبها النظام الصدامي بحق المواطنين في اقليم كردستان، في وقت يستذكر فيه اهالي كركوك اليوم الخميس هذه الجريمة الاليمة التي راح ضحيتها مئات الالاف من الكرد نتيجة سياسة البطش والقتل الصدامي ضد ابناء الشعب الكردي في شمال العراق.
واستذكرت السفارة البريطانية ببغداد في بيان تلقت « الصباح» نسخة منه: ذكرى حملة «الأنفال السوداء» التي أباد فيها نظام الطاغية «صدام» عشرات الآلاف من العراقيين في اقليم كردستان.
وقال البيان: «نستذكر اليوم رسميا الذبح الوحشي لعشرات الآلاف من العراقيين الأبرياء خلال حملة الأنفال» ، وقال السفير البريطاني لدى بغداد فرانك بيكر: « فقط في الأسبوع الماضي عندما زرت النصب التذكاري لتلك الحملة مع صديقي القديم السيد نيجيرفان البارزاني راودتني تلك الفكرة المؤرقة لحجم ومدى الدمار الذي سببته تلك الحملة الوحشية» . واكد: «يجب ألا ننسى أبدا وحشية صدام حسين ضد الشعب الكردي في العراق. لقد كانت محاولة متعمدة ومنهجية للقضاء على المجتمعات , وان آثار تلك الحملة ستبقى تؤرق عوائل الضحايا حتى يومنا هذا».
واضاف بيكر: «ان المملكة المتحدة تقف مع الناجين من تلك الحملة وجميع أولئك الذين فقدوا أحباءهم , في نفس الوقت الذي نركز فيه كلانا معاً على المستقبل , من اجل توحيد العراقيين جميعا لبناء مستقبل أفضل للجميع».
على صعيد متصل يستذكر اهالي كركوك اليوم الخميس جريمة الانفال الاليمة التي راح ضحيتها مئات الالاف من الكرد نتيجة سياسة البطش والقتل الصدامي ضد ابناء الشعب الكردي في شمال العراق ، مؤكدين ان التضحيات التي قدمها المؤنفلون هي دافع للتضحيات والصبر اللذين تقدمهما قوات البيشمركة بمحاربة فلول «داعش» الارهابي وتحقيق الانتصارات عليه وحماية اراضيهم وحريتهم وعيشهم من اعداء الانسانية القتلة من اذناب الدين مروجي الاجندات التكفيرية والبعثية.
وقالت عضو مجلس كركوك الماس اغا لـ «الصباح» ان «ذكرى حادثة الانفال الاليمة التي تمر علينا اليوم تجعلنا نقف اجلالا واكباراً لما قدمه الشعب الكردي من تضحيات بعد تعرضه لابشع هجمة في تاريخ الانسانية تمثلت بتشريد وقتل الالاف من العوائل الكردية في عمليات الانفال سيئة الصيت في العام 1988»، مشيرة الى ان العدد الاغلب من المؤنفلين كان من النساء العزل والشيوخ والاطفال الذين ذاقوا مرارة الخوف والجوع والتعذيب وقساوة الظروف الجوية، وماهي الا الافعال ذاتها التي تمارسها عصابات «داعش» الارهابي «الوجه الاخر للبعث» بحق الاهالي في المناطق التي وقعت تحت سيطرته ، مبينة ان الذكرى تجعلنا نواصل العزم لتقديم الاكثر لرسم صورة مشرقة لاجيالنا القادمة ونحقق اهدافنا بنيل الحرية ضد الطغيان واعداء الانسانية .
اما مسؤول الاعلام في محافظة كركوك حاجي كركوكي فاكد لـ «الصباح» ان عمليات الانفال كانت متوالية ابتدأت من قصف حلبجة بالكيمياوي واستمرت وتوصف بانها عمليات هولا كوست واستهدفت كركوك بشكل خاص لاسيما المناطق التي اقتطعتها حكومة البعث من المحافظة المذكورة ، مشيرا الى ان «كركوك استهدفت في عمليات الانفال الثالثة التي كانت الاقسى وشملت قضاء قادر كرم وقضاء الدوز وجمجمال و سناو وقرة هنجير وشردت خلالها عشرات الالوف من العوائل الكركوكية في تلك الاقضية واليوم يستذكر اهالي كركوك بمرارة ماحل بهم على ايدي ازلام البعث انذاك واستهدف بها كل ابناء القومية الكردية بتشريدهم من مناطقهم واجبارهم على ترك قراهم واملاكهم وبيوتهم وترحيلهم الى الجبال حيث تعرض المئات الى الموت واقسى الظروف ، هي جريمة بحق الانسانية تمر اليوم والعراق يواجه اقسى هجمة تحمل الاهداف والتوجهات»، مستدركاً انه «بصبر ابنائه وتكاتفهم لن تتحق تلك الاهداف، مضيفا ان الكركوكيين اليوم قد اعدوا برنامجاً يتضمن وقفات استذكار للضحايا
والمؤنفلين».
فيما اوضحت المواطنة بلند احمد لـ «الصباح» ان عائلتها من ضحايا الانفال وانها تتذكر بوجع والم ماتعرض له اهلها من تشريد وخوف وتركوا قريتهم وتشد على ايدي ابناء القوات الامنية والبيشمركة والشرطة والحشد الشعبي وابناء العشائر لسحق عصابات «داعش» الارهابية التي ارادت اعادة الطغيان والظلم بعد ان انتصرت ارادة الشعب وتحرر من ظلم النظام المباد .