مقالات

بنيحيى علي عزاوي

شر البلية ما يضحك...يُضرب "المثل" للشدّة أو المصيبة.

06/05/2016 21:40
أعتبر صرحكم الحداثي منبرا للثقافة الحداثية التي هي طاقة مستنيرة للعقل ثم بصيرة للقلب، لهذا السبب تجدني مسرعا لإبلاغكم بما أوحت به"مخيلتي" قصد التمعن أكثر في فعل الدهشة والاندهاش ...منذ ولادتنا إلى كبرنا تربى معنا الحزن والخوف ونخرا مخيخنا وعظام أجسادنا ثم كسيا عاطفتنا بلباس "الصبر" حتى أصبحنا خلائق بدون عاطفة تذكر...قيل عن الحب في القرن الواحد والعشرين يولد بالشفافية لكن بدون عاطفة... والعاطفة يقال عنها قد أغمي عليها بتراكمات الحزن والخوف المرير من حكم حكامنا في الدولة وفي البيت والمجتمع..حزن عجائبي في الصلاة.. وحزن غرائبي في الأعياد.. وحزن مفعم بالبهرجة الفوضوية في أفراحنا وأتراحنا ...وحزن حزين في شعاراتنا المسماة النضالية، حيث يتلذذ المخاطب والمتلقي عصير حزن الشعراء المفعم بالحزن الحزين حتى أصبح إعصارا مبينا في علياء السماء..وفي أغانينا ميعة لا شئ يذكر..... عشش الحزن والخوف ومازال ينهش عاطفة القلب الذي أصبح لا يمتلك "البصيرة" ... في عصر العولمة وصحوة الممل والنحل التي عطلت ميكانيزمات العقل وانطفأت شموعه النورانية من كثرة الهم والغم المباح..من هنا اكتشفنا أن الكرامة للأنثى والذكر ماعت.. وشعارات القوميات ضاعت... حتى المبادئ باسم الممل والنحل وفلسفة القيم ماعت ...وعلى نهد الجميلات سوٍقت دعايات وفي المزاد تباع.... القيم الإنسانية تغيرت أنفاسها و ضاقت.. ومدننا بتدبير أبالسة الدكتاتوريات تهدمت وتدم عمرانها وتعوقت وعاقت... و معيشتنا بغلاء الفقر وترويج قشور للزكاة استفاقت وناعت ..  بكثرة تكاثر البطالة قلوب وعقول الشباب انغلقت أبوابها وتحجرت وضاقت لحد الاختناق.فمنهم من انتحر ومنهم من اعتزل ومنهم من أصابه الصرع ومنهم من لبس قناع العصابة الدموية فانتشر وانحشر....فضائل الإنسانية تبدلت بحكم صيرورة الزمان ثم ضاعت... ولم يبقى من هجعة الروح إلا نسائمها.. هي الأخرى ضاعت... وحتى قطرة ماء الثقافة الحداثية ضاعت ..ولم يبق منها إلا فتات المعني ثم ترسبت في القاع.... تحول العلم الإنساني الجميل إلى خوف وحزن جهنمي ,سانفونيتهما لو يسمعها :"بيتهوفن أو باخ " يصيبهما الصرع المدقع ويتعجبا من مقامات الرصد والبياتي والسيكا والنكريز ومقامات تراثية أخرى..نحن قوم من سلالة الأنعام، متعصبين لتراثنا ولماضينا حتى النخاع، بالرغم من معرفتنا و تلمسنا له على أن الحزن المبين في ظلماء العليين وضاء.. ومع ذلك فحبنا لجميلا تنا من نسائنا اللواتي يعشقن الخوف والحزن المرير، يعجبنا إلى حد الثمالة فتحوله عقولنا الى بهاء جميل ..نساؤنا لا يروقهن إلا الإيقاعات الحزينة... زغاريدهن الرعناء التي يلفها حزن الغراب ...عندما يسمع أو يرى الظلم في الغابة يكثر من النقيق والنعيق المزعج....نسائنا يسبحن ويبخرن بالفاسوخ والعرعاع والجاوي وعود الريحان.....حزن في حزن و خوف تخويف يعيشه إنسان القرن الواحد والعشرين.. من كثرة النفاق والشقاق للساسة والسياسيين حتى نسي اللبيب أين بال؟ أو متى قضى حاجته في الحمام أم في العراء المبين، وهكذا هو الحال..ليس باللذة "الفرويدية" بل باللذة العروبية...ههههه.

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية