عبارة قالها المـعـري ** و أقولها لكم هنا و لست بكارهٍ و لكن ليخف غضبي و عجبي , البصـرة تبيع نفطها و أنتم تسرقون ثرواتها , تعمرون بيوتكم و بيوتها مخربة , شهرياً يخرج من ضرعها ملايين "الحليب " الأسود ليتحول الى مليارات الدولارات تطير عبرها لتصل الى بغداد و جزء الى كردستان و تتطاير من بين أيديكم بعض " الخردة" لتسقط على العشار و بعضها يسقط على شط العرب و الفاو و بعض يطفر على نهر العشار ليطمس في "خيسته" و مزابله المنتشرة على ضفتيه ! أقول خففوا الوطء و أنتم ترهنون نفط البصرة لسنين في جعبة "البنك الدولي" لتأخذوا قرضاً مقداره 15 مليار دولار لتطير الى جيوبكم و جيوب أربيل و لن يبقى لنا سوى الفتات الذي لا يكاد أن يداوي جراحها التي ما زالت تنزف , نتيجة لحروب صدام الساقط منذ 1981 و مروراً بالعام 1990 ووصولاً الى 2003 أثخنت جسدها الجميل جراحات غائرة لم تندمل , لم يخف أنينها لأنكم لم تحاولوا أن تسعفوها بل زدتم آلامها , فتحتم جروحها , لم تخففوا الوطء , جئتم بعد نظام جائر , متهور , فاسد , فبـززتموه فـســاداً ! من أعطاكم الحق في سرقتنا , في إفقارنا , في إهمالنا , من أعطاكم الحق في حكمنا بغير إرادتنا ؟! جئتم بلصوصكم لتحكموها - البصرة- و لم تعمروها , أدعيتم إنكم "مؤمنون" بدين محمد و بولاية علي , فلم نر منكم إلا الخبث و التلون و لم نر صدق محمد و لا نزاهة علي و بلاغته و حرصه ! خففوا الوطء لا أظن إنكم أهلاً لحكمنا كما كان من قبلكم غريب غير لبيب يحكمنا ! عار عليكم و على لحاكم القذرة أن ترهنوا ثروات مديتنا لسنين لكي تغتنوا حتى الممات , لا تظلمن إذا كنت مقتدراً فالظلم آخره يأتيك بالندم , هذا ما قاله الإمام العادل علي بن أبي طالب , و أنتم تدعون إنكم من شيعته ! و هو يقول لكم خسئتم , لستم مني و لست منكم , لأنكم تسرقون و أنا لو فاطمة سرقت لقطعت يدها , وأنتم و أبناءكم ترفلون بالملذات و المناصب و للسذج النواح و المواكب ! خففوا الوطء أيها الذين تبكون حزناً على مأساة الحسين و تصرخون "يا لثارات الحسين" و أنتم تسكتون عن دمـاء و ذماء العراقيين , فممن تطلبون الثأر ؟! و أنتم مطلوبون للثأر بعد أن نزف ناسكم , حُرقت أرضكم , نُهِبَت ثرواتكم , سبيت أعراضكم ؟! تتصارعون على الكراسي , و تطلبون الإصلاح وأنتم تؤذون على الفلاح و لكن لأحزابكم تطلبون النجاح ! و لجيوبكم تدخل الملايين و لأفواه شعبنا قطرات المطر و الطين ! تباً لكم من سفلة , تصارعتم على المغانم و جاء من بينكم كل إرهابي و ظالم , تصارعتم على المناصب و من تحتكم مرت المصائب , خــفــفــوا الوطء ما أظن أديم الأرض يصبر و سيعاند و يرسلكم تحتها دون العباد !
** قصيدة أبو العلاء المعري :
غير مجد في ملتي و إعتقادي نوح باك و لا ترنم شادي
خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد