الأخبار

«حزب البعث وداعش.. منهج واحد في انتهاك حقوق الإنسان» المرأة العراقية.. انتهاكات {بعثية} تقشعر منها الأبدان

21/08/2017 05:19
بغداد (الصباح) - ضمن رصده لتاريخ انتهاكات نظام البعث الصدامي لحياة العراقيين بمختلف أوجهها، يقدم الأمين العام لمؤسسة حقوق الإنسان في العراق المفكر الدكتور وليد الحلي في الحلقة الخامسة من بحثه "حزب البعث وداعش.. منهج واحد في انتهاك حقوق الإنسان"، صورة مرعبة تقشعر منها الأبدان لما تعرضت له المرأة العراقية من ظلم وحيف وتنكيل وكل مسميات القسوة والإجرام على يد ذلك النظام الذي ولّى إلى مزبلة التاريخ وظلت انتهاكاته شاهدا على إجرامه، ويقدم الحلي بالشواهد والأدلة والوثائق مسيرة الإجرام البعثي بحق المرأة العراقية وسلبها حقوقها وامتهان كرامتها وتدمير النسيج الاجتماعي للأسرة العراقية عبر ضرب هذا الكيان في أخطر وأدق مفاصله وهو "المرأة"، كما خصص الباحث مبحثا لانتهاكات الطفولة في العراق، وما عاناه أطفال بلاد الرافدين من ظلم وتشريد وسياسة هدامة أدت إلى قتل براءة الطفولة لدى أجيال كاملة من العراقيين، ويرصد الحلي الانتهاكات التي نفذها نظام البعث الصدامي المباد بحق التعليم والجامعات العراقية على وجه الخصوص، وتحويل مقرات تلك الجامعات التي كانت في يوم من الأيام مقصدا لكل طلبة العلم من أنحاء الدول العربية، إلى مقرات حزبية بعثية يمارس فيها إجرامه بالاعتداء على الأساتذة وامتهان كرامتهم بسبب عقدة النقص التي لازمت رأس النظام (المقبور صدام) وزبانيته الجهلة.  
 12 - الانتهاكات ضد حقوق المرأة العراقية:
نواصل تقديم أبرز الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة العراقية خلال 35 عاما من تاريخ حزب البعث في السلطة:
خطط حزب البعث من أجل تمرد المرأة على عائلتها وأعرافها، وأمر النساء بإطاعته وعدم اطاعة الزوج أو الوالد عند تناقض الاوامر، وبذلك أثر في تماسك العائلة العراقية. قتل طالبات المدارس بعد اتيان الفاحشة والزنا معهن للتخلص من الجريمة، وقد نقل عن بعض المصادر أن النظام قام بتأسيس عصابات داخل المدارس والجامعات والدوائر العراقية من أجل نصب فخ للفتيات واغتصابهن وعند فضح الامر يقوم بقتلهن ورميهن في الشارع، كما حدث في اغتصاب الفتيات عام 1983 و1984 و1986 من اعداديات بغداد للبنات. قام النظام بدس السم لعدد كبير من النساء لأنهن من المعارضة ونذكر هنا مثالين من العشرات من اللواتي استشهدن بدس السموم في غذائهن، فقد استشهدت الاستاذة سلوى البحراني من منطقة الكرادة في بغداد عام 1980 واستشهدت الاستاذة امل العامري من منطقة حي السلام في بغداد عام 1981 .
ومنعت المرأة من ممارسة الشعارات الدينية كإقامة المجالس في البيوت كما قام النظام باعتقال النساء اللواتي رفضن هذا القرار التعسفي ضدهن، واغلاق البيوت التي تقام فيها المجالس الدينية. حرم النظام المرأة العراقية من ممارسة حقها في التظاهر والاعتصام ضد النظام، وتوج نظام صدام حسين انتهاكاته لحقوق المرأة العراقية باعتقال المفكرة والعالمة آمنة الصدر(بنت الهدى) في مطلع نيسان عام 1980، وبعد تعذيب شديد قتلها دون أن يعطي حتى الآن أي دليل على اعدامها، ويقال ان جسدها ذوب بحامض التيزاب ولا يعرف لها قبر في العراق. إن انتهاكات نظام صدام حسين لحقوق المرأة العراقية بلغ حدا خالف فيه كل القيم والمواثيق الإسلامية والدولية، فقد انتهك المادة (16) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1984 والمادة الثالثة من البند (15) من الإعلان العالمي للقضاء على التمييز ضد المرأة الصادر من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 17 / 11 / 1967 في قرارها المرقم 2263 (د- 22)، والمادة التاسعة من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المرقم 34-180.

13 - الانتهاكات ضد حقوق الأطفال
 في العراق:
تعرض أطفال العراق إلى ألوان الحرمان والاضطهاد الواسع في مدة حكم النظام البعثي (1968-2003)، واهم انواع الانتهاكات التي عانى منها أطفال العراق تتجسد بما يلي: تعرض الأطفال للتعذيب المستمر بعد اعتقال والديهم وهذا التعذيب هو من أجل انتزاع الاعتراف منهم. استخدام الأطفال في التجسس على آبائهم وذويهم وجيرانهم. قسوة التعامل مع الأطفال في مراحل عمرهم. محاربة الأطفال في ارزاقهم. استغلال براءة الأطفال لتمرير مخططات النظام الخبيثة. حرمان اجيال من الأطفال من التعليم بسبب التهجير من العراق. التعامل عنصريا مع أطفال العراق وتفضيل العرب على الكرد. الزم النظام تلاميذ المدارس الابتدائية بالدخول في (الطلائع) بالقوة وهي تنظيمات طلابية تخضع لحزب البعث. التسيب العلمي والاخلاقي في مدارس العراق في ظل النظام وتركيز النظام على افكار حزب البعث ونظرياته. إكراه الأطفال على العمل بسبب الفقر ومحاربة العائلة في معيشتها أو بسبب منع الأب من ممارسة العمل لمعارضته النظام. الاهمال المتعمد للرعاية الصحية لأطفال العراق في كردستان وجنوب العراق. تربية الأطفال على تشويه عقائد المسلمين والتفرقة بينهم وايقاظ الفتن والازمات بين المذاهب الإسلامية. إيجاد حالة إرهاب الأطفال بسبب الاعتقالات والاعدامات المستمرة امامهم في المجتمع.
تربية الأطفال تربية طائفية من خلال فرض تدريس افكار حزب البعث التي تميز بين طائفة واخرى. زج الأطفال في الحروب، اجبار الأطفال على التظاهر لمصلحة النظام. إعدام الطلبة غير البالغين اثر القيام بأعمال اعلامية ضد النظام من قبيل توزيع منشورات أو كتابة شعارات ضد النظام. الكي بالنار للأطفال لإجبارهم على الاعتراف أو اجبار أحد أفراد عائلتهم على الاعتراف. احتجاز الطفل كرهينة لحين اعتقال الأب، وقد حجز الطفل (سلمان تاج الدين) لعدة سنوات في العراق لاختفاء والده، والطفل (علي حسين بركة الشامي) احتجز لعدة أشهر. نتيجة لاغتصاب النساء والاعتداء على شرفهن وكرامتهن من قبل رجال أمن النظام حصلت ولادات أطفال غير شرعيين سجنوا مع امهاتهم في ظروف رهيبة مما تسبب بإيجاد عقد نفسية وامراض مختلفة لدى الطفل السجين. نتيجة لإشاعة حزب البعث الفساد في صفوف الفتيات وتشجيعه على الزنا، تفشي الامراض بأطفال غير شرعيين، تخلص منهم اباؤهم فبقوا بدون رعاية مما تسبب في خلق جيل يعاني من العقد النفسية والعصبية ويسبب للمجتمع الكوارث. استخدام الأطفال كدروع بشرية وذلك بوضعهم على الدبابات التي دخلت المدن المسيطر عليها من قبل الثوار. ابعاد الأطفال إلى إيران بدون الأب أو الأم، وقد وجد عشرات الأطفال في مخيمات اللاجئين العراقيين في إيران بدون أي من أفراد عائلاتهم. ضرب المدن والقرى بالطائرات والصواريخ والمدافع بعيدة المدى لتسقط القنابل على مدارس الأطفال أو البيوت التي فيها النساء والأطفال وقتل الآلاف منهم وخاصة في آذار - نيسان 1991 وقبلها في أثناء قصف المنطقة الكردية في العراق.
تحريض الأطفال على عصيان الوالدين واطاعة حزب البعث بدلا من ذلك وتربيتهم على حالات التمرد على الوالدين والعائلة. إغلاق النظام لعشرات المدارس في كردستان العراق وغيرها من المدن العراقية. تعرض عدد كبير من أطفال العراق للموت بسبب قصفهم بالأسلحة الكيميائية وتعرض الآلاف للتشويه والحروق من جراء استخدام قنابل النابالم والقنابل العنقودية ضدهم كما حدث في حلبجة والعديد من القرى الكردية. بسبب الجوع والمرض قامت عصابات بسرقة الأطفال وبيعهم إلى دول اوروبية في أثناء حرب الخليج. استخدام النظام لمنهج التمييز الطائفي بين أطفال العراق حيث التركيز والعناية للمدارس الموالية لمحافظ المدينة من حيث الولاء المذهبي والاهمال للمدارس التي تخالف مذهب مسؤولي النظام. قيام النظام بإغلاق المدارس الدينية في بغداد والكاظمين والنجف وكربلاء بحجج طائفية. قيام النظام بتأسيس مدارس خاصة لأولاد المسؤولين ومنحهم كل الامتياز والدعم المادي مقابل حرمان المدارس الأخرى من ابسط الامكانات أو اغلاقها وكذلك حرمان مناطق ريفية عراقية من وجود مدارس فيها. قام حزب البعث بتربية الأطفال الايتام في مدارس خاصة على القتل والاعتداء والسلب والنهب، وقد ربوا على انهم ابناء صدام حسين ولهذا ينبغي أن يكون سلوكهم مثله وكوّن منهم قوات من فدائيي صدام التي مارست القتل والارهاب والرعب والاعتداء على الناس.
وهكذا فقد خرق صدام حسين ونظامه الإعلان العالمي لحقوق الطفل البند 49 و19 الصادر من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 / 11 / 1959 المرقم 1386 (د- 14)، وقد قدمت منظمة العفو الدولية عدة تقارير منذ عام 1986 وإلى سقوط النظام عام 2003، أكدت فيها استمرار النظام باضطهاد الأطفال العراقيين.


14 - الانتهاكات في الجامعات العراقية:
استهدف نظام صدام حسين مجموع مقومات الجامعة في العراق (الأساتذة، الطلبة، التعليم، الإدارة، والحرم الجامعي) وانتهك حقوقها، إضافة إلى تدخلات النظام في فرض سيطرة حزب البعث وتحكمه في سياسة الجامعة وإداراتها، كما أن النظام قام بتغيير دور الجامعة العلمي والتربوي الكبير إلى دور هامشي، بالتقليل من اهمية العلماء وامتهان كراماتهم والاعتداء عليهم، وساهم كذلك في خفض المستوى العلمي ومستوى الابداع في البحوث العلمية، ومستوى الطلبة المتخرجين مقابل ضمان تهيئة معاهد علمية خاصة للطلبة البعثيين لتقوم بدور التقدم العلمي المزعوم حيث سلب دور الأساتذة والطلبة العام ليستبدل بأساتذة وطلبة بعثيين فاقدين للأهلية العلمية، ويمكن ذكر عدد من انتهاكات النظام للجامعات العراقية كما يلي:
قام النظام بتعيين أساتذة الجامعات على أساس الولاء للسلطة والانتماء إلى حزب البعث، وقام بإبعاد الكفاءات العلمية غير البعثية إلى مراكز ليست لها علاقة بتخصصهم، كنقل أستاذ متخصص في كلية الطب في جامعة بغداد إلى محلل بيولوجي في مختبر التحليل، وإذا امتنع عن العمل في هذا العمل الجديد فانه يمنع من ممارسة أي عمل في العراق، وعليه أن يبقى في العراق إذ يمنع من السفر إلى خارج العراق أيضا، وهناك عدد كبير من أساتذة جامعة بغداد وغيرها طردوا من وظائفهم بالجامعة بعد اعتقالهم وتعذيبهم من قبل نظام صدام، ومنعوا من العمل بالجامعة أو أي مؤسسة رسمية أو شبه رسمية ووضعت اسماؤهم في قائمة الممنوعين من السفر إلى خارج العراق، واضطروا إلى ايجاد بدائل فعمل قسم منهم كسائق تاكسي أو غيرها من الأعمال البعيدة عن تخصصهم العلمي.
مارس النظام الضغط والتهديد ضد أساتذة الجامعات العراقية من أجل منح أعضاء أمن النظام والمسؤولين شهادات جامعية، وكان على رأس هؤلاء صدام حسين واخوته المقربون منه. في عدة لقاءات وخطابات لصدام مع أساتذة الجامعات يقوم صدام بالتقليل من شأن ذوي الاختصاص وانجازاتهم العلمية في محاولة لامتهان كراماتهم، مما قد يريحه نفسيا نظرا لشعوره بالخواء العلمي امامهم. قام النظام بمحاربة أساتذة الجامعات في تحديد رواتبهم، بحيث يبقى راتب الأستاذ الجامعي لا يكفي لسد الاحتياجات الضرورية في معيشته. من أجل تحطيم مكانة الأستاذ في المجتمع قام النظام بفرض أعمال على الأستاذ لا تناسب مقامه العلمي والاجتماعي والثقافي ليصبح موضوع تندر الآخرين. قام النظام بزج أساتذة الجامعات المتخصصين المخالفين للنظام في معسكرات الجيش كجنود عاديين وابقاهم لسنين على هذه الحالة من أجل ابعادهم عن علومهم وانجازاتهم المستمرة وقد حث النظام عرفاء الجيش على اهانة هؤلاء عند عدم تنفيذ الأوامر، ومن ذلك فرض دحرجة الأستاذ على الحصى الساخن في درجة حرارة 50 °م في صيف العراق، أو حلق شعره بدرجة صفر وبقاؤه على هذه الحالة أو تكليفه بأعمال من شأنها الحط من كرامته والاستمرار في اذلاله. تدخل اللجان الطلابية البعثية في شؤون تخصص أساتذة الجامعات من أجل اجبار الأساتذة على اعطاء درجات اضافية لهم لتحقيق نجاحهم أو لسرقة اوراق الامتحانات، وتهديد الأساتذة بالفصل والاعتقال إذا لم ينجح مسؤولو الاتحاد الوطني البعثي في عدد من الجامعات
العراقية.
الضغط على أساتذة الجامعات من أجل تقليل المادة العلمية المعطاة للطالب أو إلغاء المحاضرات في حالة وجود برنامج خاص للاتحاد البعثي أو انتداب شخصية بعثية لزيارة الجامعة أو أثناء تدريب الطلاب داخل الجامعة. أراد النظام أن يبعد الدور التربوي والارشادي للأستاذ تجاه الطلبة لكي يعطى هذا الدور إلى اللجان البعثية الخاصة أو إلى الاتحاد الوطني للطلبة البعثي. يحرم طالب الدراسات العليا من اكمال دراساته وبحوثه إذا لم يكن منتميا لحزب البعث اذ امر النظام بجعل كل الدراسات العليا للبعثيين فقط. بعثات الطلبة لإكمال دراساتهم في خارج العراق لا تعطى حسب المستوى العلمي للطلبة وإنما يلحظ فيها الجانب العنصري والطائفي والمستوى الحزبي للطالب المتقدم فالوثيقة المهمة للبعثات من الدولة هي الوثائق الحزبية البعثية ووساطات مسؤولي النظام وليست الشهادات العلمية. تخصيص كليات كاملة للطلبة البعثيين وحرمان الطالب غير البعثي من دخولها مثل كليات (التربية بكل فروعها العلمية كالفيزياء والكيمياء والرياضيات وعلوم الحياة، والفروع الادبية، مثل القانون والسياسة والإعلام، الخ) وذلك من أجل أن يكون خريجو هذه الكليات أساتذة للمدارس المتوسطة والثانوية في العراق ومن البعثيين فقط، وكذلك (كليات التربية الرياضية والفنون)، وتخصص مقاعد خاصة للبعثيين في كل الكليات الأخرى، كما أن النظام أسس كليات ومعاهد للأمور العسكرية والفنية والتقنية والامنية لأعضاء السلطة من البعثيين فقط مثل جامعة البكر، كلية الشرطة، الخ.
في ثمانية اعوام من الحرب العراقية الايرانية، اعطى النظام الدراسة والبحوث في الجامعات دورا ثانويا وركز على إلحاق طلبة وأساتذة الجامعات بجبهات القتال. انتهك النظام حرمة الجامعات وجعلها مقرا لقواته العسكرية والامنية معتقلا المعارضين للنظام، فجعل مقر الاتحاد الوطني البعثي ومقر الجيش الشعبي في كل كلية ومعهد حيث مارس هذا الاتحاد دور اعتقال الأساتذة والطلبة غير البعثيين وتعذيبهم لإجبارهم على الانتماء لحزب البعث وكذلك اجبارهم على التدريب والمشاركة في الجبهات. مارس النظام سياسته مستخدما ما مكنه من التهديد لإجبار الطلبة على الانتماء لحزب البعث، فمثلا يتم اجبار الطالب على الانتماء بتمزيق اوراق امتحانه أو حرمانه من الامتحان، أو بتهديده بالاعتقال أثناء قيامه بالإجابة على اسئلة الامتحان في قاعة الامتحانات، ويتم ذلك من قبل موظفي الأمن في الجامعة أو قيام أجهزة امنية خاصة بزيارة الجامعات أثناء الامتحانات.


(يتبع في الحلقة القادمة...)

عصابة البعث.. تاريخ مخز ملطّخ بدماء الأبرياء.. (حزب البعث وداعش.. منهج واحد في انتهاك حقوق الإنسان) -1-15/08/2017 - 08:53الأخبار {حزب البعث وداعش.. منهج واحد في انتهاك حقوق الإنسان}.. دولة الخرافة {الداعشية} امتداد لجمهورية الرعب الصدامية -2-19/08/2017 - 05:32الأخبار

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية