مقالات

أياد السماوي

يصنعون الصغار ليتطاولون بهم على الكبار .. زيد الطالقاني أنموذجا

27/12/2022 20:38
ربّ سائل يسأل من هو التافه ؟ والجواب على هذا السؤال لا يحتاج إلى عناء , فالتافه هو الشخص قليل العقل غير المتّزن الذي لا قيمه لحديثه أو عمله , وهو الحقير الذي لا طعم له ولا لون ولا رائحة , والتافه عندما يتحدّث تتضح حقيقته وتبان سذاجته وسطحيته وضحالة تفكيره .. وفي عراق ما بعد سقوط الديكتاتورية برزت على المستوى السياسي والاجتماعي ظاهرة صعود شخصيات مقطوعة عن الفكر والمعرفة ولا أصل يذكر لها سواء كان ذلك على مستوى النضال والجهاد ضد الديكتاتورية أو على المستوى الفكري والثقافي والاجتماعي .. فمثلا على المستوى السياسي كان صعود ( مصطفى الكاظمي ) إلى الموقع الأول في الدولة العراقية هو بمثابة الانهيار القيمي لبنية النظام السياسي القائم , فلا أحد في العراق يعرف كيف تسلّق هذا التافه إلى المركز التنفيذي الأول في الدولة العراقية وهو الذي يفتقد لكل شيء , سواء كان ذلك على مستوى الجهاد في مقارعة الديكتاتورية , أو في مجال العمل السياسي أو العسكري , فكان وصوله إلى رئاسة الوزراء هو نكبة للعراق دولة وحضارة وتاريخا ونظاما .. وعلى المستوى الفكري والثقافي في البلد كان هنالك خرقا لا يقلّ خطرا عن خرق صعود مصطفى الكاظمي لهرم السلطة , وهذا الخرق يتمّثل بالصعود الصاروخي لصاحب ( مركز الرافدين ) المسمّى ( زيد الطالقاني ) , فهذا الطفل الذي يكمل حتى دراسته الابتدائية , استطاع أن يؤسس مركز الرافدين للحوار على تطبيق الوتساب ويجمع من خلاله شخصيات سياسية واجتماعية ونيابية وإعلامية وكتاب ومفكرين , فذاع صيت هذا المركز حتى أصبح الساسة والنواب والإعلاميين يتفاخرون أنّهم أعضاء في هذا المركز .. وخلال مدّة قصيرة تنبّهت دوائر المخابرات الدولية والإقليمية لظاهرة تجمع السياسيين والنواب والإعلاميين في هذه الكروبات على الواتساب , لترمي بشباكها على أصحابها لتصطاد من يقع في شباكها , وفي ليلة وضحاها أصبح هذا الشاب غير المتعلم والذي لم يكمل دراسته الابتدائية محور أهتمام دولا ومنظمات وأجهزة مخابرات دولية , فكانت البداية التي من خلالها اخترق هذا الشاب الصغير الطبقة السياسية والإدارية في البلد , هو ادعاءه كذبا وزورا أنّه مقرّبا من المرجعية الدينية العليا , ومما يبعث على الحزن أنّ الجميع قد صدّق هذا الادعاء حتى صدور توضيح من المرجعية العليا تنفي فيه أيّ صلة لها بهذا المخلوق .. ولكن وللأسف الشديد أنّ هذا قد جاء متأخرا جدا , فخلال هذه المدّة استطاع صاحب كروب مركز الرافدين أن ينفذ إلى كافة القادة السياسيين وأصحاب القرار السياسي في البلد , بل واصبح لا يقلّ شأن عن أي مسؤول رفيع في الدولة من حيث توفير الحمايات له وتسهيل طلباته , فأصبح  له مساعدين ومستشارين ومراكز بحوث بل واصبحت له استثمارات كبيرة في مدينة النجف الأشرف , من دون أن تكلّف السلطات نفسها وتسأل من أين جاءت هذه الأموال لهذا الشاب وهو المعروف في النجف أنّه ينحدر من عائلة فقيرة , ومن دون أن يسأل أحدا بأي صفة تخصص له عشرات الحمايات ؟؟؟ وومما يبعث على السخرية أو كما يقال شرّ البليّة ما يضحك أن يرفع هذا الرويبضة دعوة قضائية أمام المحكمة الاتحادية العليا على رئيس هيئة الحشد الشعبي المجاهد ( فالح الفياض ) , بدعوى أنّ رئيس هيئة الحشد الشعبي قد تجاوز سن التقاعد , من دون أن يعلم هذا الرويبضة أنّ رؤساء الجمهورية ومجلسي النواب  والوزراء و الوزراء ومن هم بدرجة وزير والمستشارون هم خارج قانون التقاعد .. فهذه هي أمريكا ومن يسير بركابها يصنعون الصغار في العراق ليتطاولون بهم على الكبار , وهذا الصغير جدا والضئيل قد توّهمّ نفسه كبيرا فوضع رأسه الخاوي مقابل رأس رئيس هيئة الحشد الشعبي المقدّس .. تبّا لهذا الزمن الأغبر الذي يكون فيه التافهون سادة المجتمع ..
أياد السماوي في 26 / 12 / 2022      

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية