أفرحو فأنتم في شهر الفرح والسرور والرحمة والبركة والإحسان شهر رمضان المبارك، وبالتحديد في النصف منه حيث القمر مكتملا ومنيرا لمشاركة الجميع الفرحة والبهجة بالذكرى العظيمة المفرحة، افرحوا وشاركوا حبيب الله نبي الرحمة نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم فرحته الكبرى بأول سبط وحفيد له فأنتم احباب محمد وآل محمد (ص).
وانشروا روح الفرح والبهجة، وفرحوا من حولكم، وما أعظم مشاركة النبي (ص) وأهل بيته ومحبيه باحياء ذكرى مولد كريم أهل البيت عليهم السلام الإمام الحسن المجتبى عليه السلام.
لماذا احياء مولد قرة عين النبي القرقيعان؟.
ما أجمل عند احياء مناسبة القرقيعان وتوزيع الهدايا، أن يعرف الجميع وخاصة الأطفال سبب الفرح والبهجة والسعادة والعطاء والإحسان في هذه المناسبة والتركيز على ذلك، واستحضار الحدث المهم جدا الذي وقع في النصف من شهر رمضان المبارك في عام 3 للهجرة، وهذا الحدث هو ذكرى مولد الإمام الحسن "قرة عين" النبي الأكرم (ص) وأمير المؤمنين والسيدة فاطمة الزهراء عليهم السلام، حيث عبر الرسول الأعظم عن فرحته بالمناسبة العظيمة بالعطاء...، نعم لاستحضار المناسبة عند تقديم الهدايا والعطاء وعند إقامة الفعاليات وترديد الاهازيج مثل: "قرقيعان وقرقيعان.. بيت قصير ورمضان..عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام".
وقال الشاعر:
وأزهــرت الـدنـيـــا بـنـور مـبـــارك
أطــلّ عـلـيـهــا بـالـبـشــائـر زاهـيـا
تـلألأ فـي بـيـت الـنـبــوة مـشــرقـــاً
مــن الحـســن الزاكـي ينير الدياجيا
إمـام الهـدى من ذروة العرش نوره
تــنــزّل كـالـقــرآن بــالـحــق هـاديـا
مولد قرة النبي فرح وسرور
القرقيعان مناسبة احتفالية وبهجة وفرح وسرور ومشاركة لفرح الرسول الأعظم محمد (ص) وأهل بيته (ع) بهذه الليلة حيث إنها تصادف ذكرى ولادة السبط الأكبر الإمام الحسن ابن علي ابن أبي طالب أول حفيد للرسول الأمي محمد (ص) من ابنته السيدة فاطمة الزهراء (ع) وان هذه الفرحة والاحتفالات والقرقيعان وتوزيع الهدايا ما هي إلا مشاركة وتضامن وأحياء لفرحة رسول الله (ص) بأول حفيد له حيث كانت فرحته عظيمة بولادته.. نعم عند الاحياء يجب استحضار صاحب المناسبة الإمام الحسن المجتبى -عليه السلام- وجده الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم الذي أقام أول حفل فرح وسرور بمناسبة قرة عينه أبنه وحفيده وريحانته ليؤكد على أهمية الإهتمام بالذرية العيال أبناء وبنات وإظهار الفرح بهذه النعمة قرة العين، وتأكيد على أهمية العلاقة بين الرسول الأعظم (ص) وأحفاده ليستمر نسل النبي الكريم (ص) وتأكيد على محبة النبي لحفيده وتعظيم مكانته عند المسلمين، كي لا تتحول المناسبة إلى مجرد مهرجان احتفالي شكلي بلا مضمون هادف، هناك محاولات لتفريغ المناسبة من المضمون الحقيقي وصاحب الحدث .. ، ولكن مهما فعلوا ستستمر المناسبة القرقيعان مرتبطة بصاحب المناسبة النبي الأكرم (ص) وحفيده الإمام الحسن (ع)، لقد حاولوا سابقا منع القرقيعان باسم الدين وملاحقة كل من يحتفل بالمناسبة والاعتداء على الفعاليات والتحريض في وسائل الإعلام الرسمي ضد المناسبة ولكن بفضل الله وتضحيات عشاق الرسول الأعظم (ص) وأهل بيته عليهم السلام استمرت المناسبة وتعاظم شأنها والاهتمام بها، ولكن أعداء روح ومضمون المناسبة يحاولون بطريقة جديدة تغيير مسار القرقيعان ليكون مهرجانا شعبيا بعيدا عن النبي وآله وصاحب المناسبة كريم أهل البيت الإمام الحسن المجتبى عليه السلام.
و هذه الذكرى القرقيعان مناسبة لإحياء ذكر الإمام الحسن المظلوم ومدى علاقته بجده رسول الله صلى الله عليه واله سلم.
الذرية "قرة أعين"
قال تعالى : {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}. الذرية قرة أعين، والإمام الحسن الحفيد الأول للرسول الأعظم ص هو قرة عين له، ومن خلال تعامل الرسول مع حفيده الإمام الحسن سن الكثير من السنن في التعامل والتعاطي مع الذرية والولد، بإظهار الفرح والشكر لله والأذان والإقامة وتسمية المولود والتصدق في اليوم السابع وغير ذلك، وقد قام الرسول بكل ذلك مع حفيده الإمام الحسن الذي قام هو تسميته بهذا الاسم بواسطة الوحي، وقد عاش الإمام الحسن مع جده رسول الله(ص) سبع سنوات، وهو يسمع من جده ما يبلغه الوحي، وكان الرسول الأعظم (ص) يؤكد على حبه لابنه الحسن وكذلك للحسين (ع)، وكان النبي دائما يقول عنهما أنهما أبنائه، وقد أنزل الله تعالى آية لتأكيد ذلك بقوله تعالى: ﴿فَمَنْ حَاجَّك فيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبينَ﴾. الله -عز وجل- وصف العلاقة بين النبي (ص) والحسن والحسين (ع) بالأبناء وليس الأحفاد في حادثة المباهلة مع نصارى نجران. وبعد وفاة جده، الإمام الحسن وهو صغير أعلن عن مخالفته لأبي بكر عندما رآه جالساً على منبر النبي (ص).
« كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حامل الحسن بن علي على عاتقه فقال رجل : نعم المركب ركبت يا غلام ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : ونعم الراكب هو ».
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « من سرّه أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنّة فلينظر إلى الحسن ».
« قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " الحسن والحسين إمامان قاما أم قعد"».
« أنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يأخذ حسناً فيضمّه إليه ، ثمّ يقول : اللهم انّ هذا ابني وأنا أحبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه ».
« احتضن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حسناً ثمّ قال : اللهم انّي قد أحببته فأحبّه ».
الإمام الحسن في سطور:
الإسم: الحسن بن علي بن أبي طالب -عليه السلام-.
أمه: فاطمة -عليها السلام- بنت رسول الله محمد صلى الله عليه وآله.
جده لأمه: رسول الله صلى الله عليه وآله.
إخوته لأبيه و أمه: الإمام الحسين عليه السلام، و محسن عليه السلام السقط، و زينب عليها السلام، و قيل أم كلثوم.
ولادته: ولد بالمدينة ليلة النصف من شهر رمضان سنة ثلاث للهجرة، فجيىء به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: " اللهم إني أعيذه بك وولده من الشيطان الرجيم. وأذّن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، وسمّاه حسناً، وعقّ عنه كبشاً".
كنيته: أبو محمد (كناه بها رسول الله صلى الله عليه وآله).
ألقابه: التقي، الزكيّ، السبط، والمشهور بالمجتبى.
أشهر زوجاته: خولة بنت منظور الفزارية، ام إسحاق بن طلحة بن عبيد الله التيميّ، أم بشر ابنة أبي مسعود الأنصاريّ، جعدة بنت الأشعث، هند بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، ورملة.
أولاده: زيد، الحسن، عمرو، القاسم، عبد الله، عبد الرحمن، الحسن (المثنى)، طلحة.
بناته: أم الحسن، أم الحسين، فاطمة، أم عبد الله، فاطمة الصغرى، أم سلمة.
بيعته: بويع للخلافة في الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 40 للهجرة.
صلحه: صالح معاوية في النصف من جمادي الأولى سنة41 للهجرة.
شهادته: قضى عليه السلام شهيدا مسموماً في السابع من شهر صفر سنة 50 للهجرة على يد زوجته جعدة بنت الأشعث بإغراء من معاوية.
عمره الشريف: سبع وأربعون سنة.
مدة إمامته: عشر سنوات.
قبره: دفنه الإمام الحسين عليه السلام في البقيع عند جدته فاطمة بنت أسد بوصية منه في المدينة المنورة.
هدم قبره: في الثامن من شوال سنة 1344 هـ.
من أقوال الإمام الحسن
سُئل الإمام الحسن(ع): ما بالنا نكره الموت و لا نحبه؟ فقال: إنكم أخربتم آخرتكم و عمرتم دنياكم فأنتم تكرهون النقلة من العمران إلى الخراب.
قال الإمام الحسن(ع): عجب لمن يتفكر في مأكوله كيف لا يتفكر في معقوله فيجنب بطنه ما يؤذيه و يودع صدره ما يرديه.
قال الإمام الحسن(ع):نعم العون الصمت في مواطن كثيرة و إن كنت فصيحا.
قال الإمام الحسن(ع): أعرف النّاس بحقوق إخوانه، وأشدّهم قضاءً لها، أعظمهم عند الله شأناً.
قال الإمام الحسن(ع): معاشر الشّباب: عليكم بطلب الآخرة، فوالله رأينا أقواماً طلبوا الآخرة فأصابوا الدّنيا والآخرة.
قال الإمام الحسن(ع): عليكم بالفكر فإنه حياة قلب البصير ومفاتيح أبواب الحكمة.
السلام عليك يا رسول الله وعلى أبنك وحفيدك وريحانتك وقرة عينك الإمام الحسن المجتبى عليه السلام.
وللحديث تتمة في الجزء الأخير : الإمام الحسن "قرة عين الرسول" القرقيعان والتربية الصحيحة
علي ال غراش