مقالات

علي آل غراش

*وليد الكعبة الوحيد، والمعجزة الخالدة.. الإمام علي المرتضى* ٢-٣

13/02/2023 06:39
ولد أمير المؤمنين الإمام علي (ع) في جوف الكعبة المشرفة، في الثالث عشر من رجب، قبل البعثة النبوية بعشر سنين، وبعد عام الفيل بثلاثين سنة.  ولادته حدث إعجازي عالمي تاريخي، فهو بداية إعلان للعالمين عن ولادة شخص عظيم وفريد ومبارك من الخالق عز وجل بمواصفات العلي العظيم سبحانه و تعالى. ولادة اعجازية بأمر رباني، فأمه السيدة فاطمة بنت أسد لم تدخل إلى الكعبة للولادة بداخلها من الباب وإنما أنشق لها الجدار، ودخلت ثم اغلق الجدار، ولم يفتح الباب، ولم تخرج إلا بعد ثلاثة أيام من بعد الولادة .. انه امر إعجازي وحدث عالمي مثير عظيم، الكل تحدث عنه، وهو موجود في كتب التاريخ الإسلامية وغيرها، الشيعية والسنية، ففي المدرسة الشيعية هو ثابت، وقد تحدث الامام جعفر الصادق عن القصة الكاملة لولادة الامام علي في جوف الكعبة اذ قال الإمام الصادق(عليه السلام): «كان العباس بن عبد المطّلب ويزيد بن قَعنَب جالسين ما بين فريق بني هاشم إلى فريق عبد العزّى بإزاء بيت الله الحرام، إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أُمّ أمير المؤمنين(عليه السلام)، وكانت حاملة بأمير المؤمنين(عليه السلام) لتسعة أشهر، وكان يوم التمام. قال: فوقفت بإزاء البيت الحرام، وقد أخذها الطلق، فرمت بطرفها نحو السماء، وقالت : أي ربّ، إنّي مؤمنة بك، وبما جاء به من عندك الرسول، وبكلّ نبيّ من أنبيائك، وبكلّ كتابٍ أنزلته، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل، وإنّه بنى بيتك العتيق، فأسألك بحقّ هذا البيت ومن بناه، وبهذا المولود الذي في أحشائي الذي يكلّمني ويؤنسني بحديثه، وأنا موقنة أنّه إحدى آياتك ودلائلك لمّا يسّرت عليَّ ولادتي. قال العباس بن عبد المطلّب ويزيد بن قعنب : لمّا تكلّمت فاطمة بنت أسد ودعت بهذا الدعاء، رأينا البيت قد انفتح من ظهره، ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا، ثمّ عادت الفتحة والتزقت بأذن الله (تعالى)، فرمنا أن نفتح الباب ليصل إليها بعض نسائنا، فلم ينفتح الباب، فعلمنا أنّ ذلك أمر من أمر الله تعالى، وبقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيّام. قال: وأهل مكّة يتحدّثون بذلك في أفواه السكك، وتتحدّث المخدّرات في خدورهنّ. لمن يريد الإطلاع على كامل القصة يمكنه الرجوع إلى المصادر مثل: كتاب الغدير وكتاب بحار الأنوار.
ولادة أمير المؤمنين الإمام علي (ع) في جوف الكعبة المشرفة ذكرت أيضا في أمهات الكتب السنية المعتبرة عبر توتر الأخبار منها: المستدرك للحاكم النيسابوري، مروج الذهب، السيرة النبوية، الكفاية لحافظ الكنجي الشافعي، تذكرة خواص الأمة، المناقب، كفاية الطالب وغيرها الكثير، وقد ذكرها بالتفصيل العلامة السيد الاميني في كتابه العظيم الغدير، يمكن الرجوع اليه للاطلاع على المزيد. 
*علي وليد الكعبة..فضيلة ومعجزة* 
الإمام علي (ع) منذ بزوغ نجم ولادته كمعجزة كان هناك تفصيل وتعظيم وتميز له، ودليل بانه شخصية متميزة وفريدة، بدأ التميز بأمر اعجازي بولادته في جوف الكعبة المشرفة، وهذا اعلان الهي عن ولادة "ولي الله وحجته" من له مكانة عند الخالق عز وجل، اختصه الله بها هو فقط لم تكن لاحد قبله ولن تكون لأحد بعده.  ولادة امير المؤمنين حدث عالمي فريد، لولادة نور من الانوار وآية عظمى من آيات الله للحاضر والغائب. يقول الشاعر السيد الحميري :
وَلَدتْهُ في حَرم الإلهِ وأمْنهِ والبيتِ حيثُ فِناؤه والمسجدُ بيضاءُ طاهرةُ الثيابِ كريمةٌ طابتْ وطابَ وليدُها والمولِدُ في ليلةٍ غابت نحوسُ نجومِها وبَدَتْ مع القَمَر المُنير الأسْعدِ ما لُفَّ في خِرَقِ القوافلِ مثلُهُ إلاّ ابن آمنةَ النبيُّ محمدُ
*علي وليد الكعبة الوحيد لا أحد سواه*
ولادة أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) في جوف الكعبة فضيلة وكرامة اختصه الله بها، ومعجزة لم تكن لاحد سواه لا قبله أو بعده. وهي ثابتة لدى كافة المسلمين وغيرهم، ولكن اعداء الرسالة المحمدية مازالوا يسلكون طريق المنافقين الاوائل من أيام النبي المصطفى (ص) في بغضهم للامام علي (ع) في حياته وبعد استشهاده، وقد مارس هولاء ومن يتبعهم في هذا العصر كافة الأساليب للنيل من الإمام علي (ع) وتجريده من الفضائل والكرامات التي قال عنها الخليل بن احمد الفراهيدي عندما سئل عن الامام علي : ماذا أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حسداً ، و أخفاها محبوه خوفاً ، و ظهر من بين ذين و ذين ما ملأ الخافقين.  وقد وصل بالمنافقين المبغضين الحاسدين الناكثين والمارقين الطعن بالروايات التي تؤكد على ولادته في جوف الكعبة، والتي هي كثيرة وثابتة في مصادر الكتب ومنها كتب السنة المعتبرة، ومنها ما قد تم ذكره مسبقا.
ومن العجائب التي تظهر مدى بغضهم للامام علي (ع) انهم قالوا بان من ولد في الكعبة هو حكيم بن حزام بن خويلد !!!. فقط للتشكيك والتقليل من عظمة من يولد داخل الكعبة، بأن هناك من ولد في الكعبة غير علي، بعدما فشلت محاولتهم باسقاط ثبوت ولادة الإمام في جوف الكعبة المشرفة، والتقليل بكرامة وفضيلة ولادة أمير المؤمنين الإمام علي في الكعبة، ويبين سخطهم واعتراضهم ان يولد أمير المؤمنين الإمام علي (ع) في جوف الكعبة المشرفة، وعدم الاعتراض بأن يولد غيره !!.  تبا كيف وصل لهولاء المنافقين بغضهم للامام علي (ع) بان تعطى هذه الفضيلة والكرامة الولادة في الكعبة لغير صاحبها الشرعي الإمام علي -عليه السلام- إلى شخص آخر ؟. كيف يقولون مستحيل أن يولد إنسان في الكعبة اذا كان هذا الإنسان هو وليد الكعبة الإمام علي (ع) ولكنهم يقولون زورا وبهتانًا بان هناك شخص اخر ولد في الكعبة!؟..  اي حقد وبغض لدى هولاء المرضى أعداء الإيمان والشرائع السماوية والأخلاق الحميدة؛ انهم أهل النفاق!؟.
*علي حبه إيمان وبغضه نفاق*
فضيلة ولادة الإمام علي (ع) في جوف الكعبة ثابتة في مصادر كتب السيرة عند المسلمين كافة إلا من هو مريض وعدو للايمان، لان حب علي إيمان كما قال رسول الله (ص): "حب علي إيمان" وقال (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) لعليّ (عليه‌ السلام) : حبّك إيمان ، وبغضك نفاق. وقال رسول الله (ص‌) لعليّ (ع): "لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق من أحبّك فقد أحبّني ومن أبغضك فقد أبغضني وحبيبي حبيب الله وبغيضي بغيض الله ويل لمن أبغضك بعدي". وقال علي (ع): والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة إنّه لعهد النّبيّ الامّي إليّ أن لا يحبّني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق .
ومن علامات المنافق بغضه للإمام علي (ع)، يقول الصحابي الجليل أبو ذرّ الغفاري : "ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ بتكذيبهم الله ورسوله والتخلّف عن الصلوات والبغض لعليّ بن أبي طالب ، وقال الصحابي الكبير جابر بن عبد الله الأنصاري : ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغض عليّ بن أبي طالب (عليه‌ السلام)". وللحديث تتمة وتكملة في الجزء الأخير

علي ال غراش

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية