مقالات

د. ميسون البياتي

تأثير الفراشه Butterfly effect

05/04/2023 15:37
يحتار كثير من المثقفين في تفسير الواقع المتردي الذي وصلت إليه شعوب الشرق الأوسط رغم تشدقها بشعارات الإستقلال والقوميه والأمميه والوطنيه والديمقراطيه , مرد هذه الحيره هو عجز الأغلبيه عن ربط الواقع المحلي بالإقليمي بالدولي , وتصوير الأحداث التي تقع علينا وكأنها من صنع أيدينا , فيأخذنا ذلك الى تخوين بعضنا أفراداً وجماعات , غير مدركين أن أفرادنا وجماعاتنا ما هم غير دمى تحرك بالخيوط أو سوبر ماريونيت Super Marionette يتم تحريكها من قبل قوى دوليه لغرض تنفيذ أجندات تلك القوى حيث يأتي واحدهم بالصدفه ليتحول الى (بوز مهانه) لإذلال شعبه وحين ينتهي دوره ينهى دون أي اعتبار , وصحيح أننا نعيش على أرض نسميها وطن , لكن هذا الوطن ليس ملكنا , وجميع شعاراتنا في الإستقلال والقوميه والأمميه والوطنيه والديمقراطيه ينطبق عليها قول الخالد الرصافي العظيم: أسماء ليس لنا سوى ألفاظها أما معانيها فليست تعرف
مصطلح تأثير الفراشه Butterfly effect أو نظرية الفوضى chaos theory في الفيزياء والفلسفه وغيرهما من العلوم ، هو مصطلح مجازي للتعبير عن مفهوم اعتماد مواضيع قائمه بذاتها على نقاط في غاية الحساسيه متى ما تحركت هذه النقاط فهي تؤدي الى تأثير شامل على المواضيع المعتمده عليها , ولشرح أسباب تردي واقعنا سنستعير حركة جنح الفراشه التي وقعت في العام 1964 ونواصل الحديث عن التداعيات التي اعقبتها حتى وقوع الربيع العربي  نبدأ في عجاله منذ نهاية الحرب العالميه الثانيه لوصف الخلفيه التي أوصلتنا الى عام 1964 . خرجت بريطانيا من الحربين العالميتين مديونة ديوناً فادحه للولايات المتحده , وكان أكبر مخاوفها هو اخراجها من قناة السويس فقامت في 1945 بتأسيس ما يعرف بالجامعه العربيه ووضعت عصمتها بيد مصر منذ التأسيس , لكن بريطانيا وسدادا ًلبعض ديونها إضطرت الى مغادرة الهند 1947 فتسلمت الولايات المتحده الهند وقسمتها الى 4 دول هي : الهند , باكستان , بنغلاديش , سيريلانكا  بعد 6 أشهر من مغادرة الهند  ولنفس سبب المديونيه إضطرت بريطانيا الموافقه على تقسيم فلسطين 1947 لكنها استعملت بالنيابه جيوش دول الجامعه العربيه التي أسستها هي , قامت بتجييشهم ودفعتهم الى قتال اليهود الذين تساندهم الولايات المتحده من أجل إيجاد موطيء قدم لها على الضفه الشرقيه من قناة السويس . بنهاية الحرب كان ضابط المخابرات الأمريكي كيرميت روزفلت  Kermit Roosevelt قد نظّم مجموعه من الضباط المصريين المشاركين في مباحثات الهدنه بين العرب واسرائيل فقاموا بالإنقلاب في مصر 1952 واستولوا على الحكم وأسسوا جمهورية مصر الأمريكيه . منذ العام 1956 إنقلب جمال عبد الناصر (حادثة المنشية) على تنظيم الاخوان المسلمين , الذين هو واحد من  ضباط تنظيمهم العسكري الذي تحول اسمه فيما بعد الى: الضباط الأحرار . أعدم ناصر قيادات الاخوان  وحوّل نفسه الى شيوعي وعلى إستحياء سماها: اشتراكي, ليفوز بالدعم والسلاح السوفييتي ليحارب به نيابة عن الأمريكان في اليمن منذ عام 1962 لإخراج بريطانيا من حامية عدن . لأن الولايات المتحده لاتتمكن من تسليحه ليقاتل (حليفتها) بريطانيا 
في 18 يناير 1963 ولكي تحمي بريطانيا وجودها في سلطنات وامارات ومشيخات الجنوب العربي , أعلنت بينهن الوحده التي كان صداها واسعاً بين العرب وكان على الولايات المتحده إمتصاص تلك الهبه الجماهيريه بإعلان وحده مماثله بين الأقطار التي تسيطر عليها . 8 فبراير 1963 إلتفت وحدة الجنوب العربي على حكومة العراق واسقطتها لأن التنسيق بين عبد الكريم قاسم وعبد الناصر بعد انقلاب الشواف وأحداث الموصل وكركوك , واعدام كوكبه من الضباط الأحرار في العراق كانت مصر على اتصال معهم عن طريق جمال حماد الملحق العسكري المصري منذ 1952  في كل من سوريا ولبنان والأردن والعراق , ورعاية العراق لمعاهدة الدفاع المشترك 1930 بينه وبين المملكه المتوكليه في اليمن بإرساله قوات ناصرت الملكيين ضد انقلاب عبد الله السلال 1962 المدعوم من عبد الناصر , ثم ضم عبد الناصر 1961 للكويت الى الجامعه العربيه ووصول جيش مصري الى الكويت للدفاع عنها حين طالبها قاسم بالعوده الى العراق , كل ذلك حال دون اعلان الوحده بين قاسم وناصر , فقاد عبد السلام عارف مجموعه من البعثيين والقوميين وأطاح بالحكومه , وبتبعية عارف لناصر (أخيه الأكبر حسب قوله) دخل العراق في مرحلة مهاترات قل نظيرها في 8 آذار 1963 أطاح لؤي الأتاسي بحكومة ناظم القدسي  السوريه الإنفصاليه عن الوحده مع مصر ثم رفع الأتاسي برقيه الى ناصر كتب فيها: غسلنا العار وثأرنا من الإنفصال  الوحده بين مصر وسوريا والعراق لم تكن أكثر من شعارات , بعد 4 أشهر في 18 تموز 1963 وقع انقلاب جاسم علوان في سوريا بحجة تباعد لؤي الأتاسي عن الضباط الوحدويين , إستغلها أمين الحافظ وزير الداخليه مناسبه فأنزل الدبابات الى الشوارع فقتل من قتل وأعدم من أعدم واستولى على السلطه رئيساً للجمهوريه  مرت 4 أشهر اخرى ووصلنا الى 18 اكتوبر 1963 وفي اتفاق غير معلن لحد اليوم بين ناصر وعارف وحازم جواد , قام عارف وحماية لأخيه الأكبر ناصر بالإنقلاب على البعثيين في العراق , لأن كرامة ناصر كزعيم مفترض للأمه العربيه لم تسمح له أن ينقلب عليه البعثيون مرتين , وهكذا لم يعش مشروع الوحده أكثر من 7 أشهر استفادت منه الولايات المتحده امتصاص هبة الوحده التي قام بها البريطانيون في الجنوب العربي وصلنا الآن الى مربط الفرس . في نهاية عام 1963 وبسبب وحدة الجنوب العربي كانت الحاميه البريطانيه في عدن والقواعد في مدن الضالع ورضفان وخور مكسر تتكبد خسائر جسيمه في الأرواح نتيجة قتال تنظيمات الشيوعيين اللينيين مع تنظيمات الشيوعيين الماويين بسبب الإنشقاق الماوي _ السوفييتي بعد مقتل ستالين وتبرؤ خروتشوف من الستالينيه . كان عبد الناصر (الإشتراكي) يمدهم بالمال والسلاح بشكل متفاوت ليذكي روح العداوه بين تنظيماتهم التي تتحول الى رصاص حي , ورمانات يدويه تصيب الجنود البريطانيين بخسائر فادحه كان آخرها مهاجمة البريطانيين في عدن يوم 10 ديسمبر 1963 حين توجه المفوض السامي البريطاني في عدن السير كينيدي تريڤاسكيس Sir Kennedy Trevaskis الى قاعدة خور مكسر الجويه للسفر , فتم رميه برمانه يدويه , أدت الى قتل إمرأة وجرح 50 شخص بضمنهم مساعد المفوض السامي الذي توفي بعد أيام , وأدى الحادث الى إعلان حالة الطواريء في اليمن أسفرت عن حملة إعتقالات بريطانيه واسعه في صفوف المواطنين  أدت تلك الحوادث الى اعلان بريطانيا في يناير 1964 نيتها الإنسحاب من حامية عدن وإعلان استقلال اليمن عن سيطرتها بحلول العام 1968  وهذا الإعلان هو الذي جلب التداعيات التي تقع في الشرق الأوسط حتى اليوم   إلتف هذا الإعلان حول رقبة الملك سعود بن عبد العزيز ملك السعوديه الذي تم عزله في 1 نوفمبر 1964 وتسفيره خارج البلاد لأنه ملك همه النساء والإنجاب (له أكثر من 100 من الذريه) وجيء بأخيه فيصل الأكثر خبرة ودهاء يتناسب مع متطلبات مرحله التصعيد في العام 1964 قام الرئيس الأمريكي ليندون جونسون بتمويل الملكيين اليمنيين في السعوديه بمبلغ 4 مليار دولار على شكل سلاح متطور وشراء مرتزقه وباقي الإمدادات , فيما قام السوفييت بتسليح عبد الناصر بالمقابل للتضارب في سياسة ارض محروقه تجبر البريطانيين على المغادره دون إبطاء المعارك سحقت الجيش المصري , وبدأ ناصر يطلب متطوعين عرب فسارع أخوه الأصغر عارف الى إبداء نيته إرسال جيش عراقي للمشاركه الى جانب الجيش المصري . لكن القوه العالميه كانت تعد لسيطرة اسرائيل على كل الأرض التي كانت تريدها أثناء مباحثات التقسيم 1947 ولم تتمكن من الحصول عليها بسبب تعنت بريطانيا التي كانت تنتدب فلسطين  القوه العالميه قررت إبادة وإضعاف الجيش المصري الى أقصى حد ممكن , وهكذا اتصل شاه ايران بالكرد في شمال العراق وزودهم بأسلحه متطوره وفتح لهم مقرات للتدريب في ايران وشمال العراق واندلعت حرب الشمال في العراق لردع عبد السلام عارف عن تحريك الجيش العراقي الى اليمن , وبدأت الصحف الغربيه تتحدث عن تسليح وكفاءة المقاتلين الكرد لمزيد من التخويف , لكن عارف اصر على المشاركه ولو بقوات رمزيه أدى ذلك الى إنهاؤه في حادث مدبر وقع قضاءاً وقدراً قيل بسبب عاصفه , وجيء بأخيه عبد الرحمن عارف الى الحكم لجعل العراق أول جمهوريه وراثيه في العالم , رغم أن مجلس السياده العراقي انتخب عبد الرحمن البزاز لترؤس العراق وقعت حرب حزيران وفي 6 أيام كانت اسرائيل تستحوذ على ما تريد . تنحى عبد الناصر فيما كانت المباحث المصريه تتابع المواطنين وتأمرهم بالتظاهر والهتاف بعدم قبول التنحي , فيما قام الاخوان المسلمين بحرق السفاره السوفييتيه في القاهره في رسالة مفادها: سنثور اذا تماديت مع الروس وحددت علاقتك بالأمريكان   في قمة الخرطوم التي اعقبت الهزيمه تمت إقالة أحمد الشقيري مسؤول منظمة التحرير الفلسطينيه وعيّن ناصر نفسه بدل الشقيري دون ان يسمي ذلك وعيًن يحيى حموده نائباً له لحين العثور على ياسر عرفات الذي استقدمه من الكويت , مصري من أصل مغربي حوله علامات استفهام كثيره , قام بتعيينه: الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني , الغرض من ذلك هو السيطره على جميع الفصائل الفلسطينيه ودفعها في صراعها مع اسرائيل الى صراع يخدم مصالح مصر , وسحب المشروعيه عن جميع الفصائل التي لا تعمل تحت إمرة مصر .. فضاعت فلسطين  في حرب الاستنزاف التي قادها عبد الناصر لإنقاذ ماء الوجه بعد هزيمة حزيران النكراء كانت العمليات العسكريه تنطلق بأمر عبد الناصر من الأردن ضد اسرائيل التي ترد عليها بضرب مدن وقرى اردنيه عندها اصبح من حق الملك حسين ومن واجبه حماية ارضه وشعبه , فواجه منظمة التحرير الفلسطينيه مدة 10 اشهر بالسلاح واخرجها من الأردن في تموز 1971 فيما يعرف بأيلول الأسود فتوجهت المنظمه الى بيروت
لتنظيم الشرق الأوسط أمريكياً بعد هزيمة حزيران تم تأسيس جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه على انقاض الوجود البريطاني وسلطنات وإمارات ومشيخات الجنوب العربي في 30 نوفمبر 1967 وهي جمهوريه شيوعيه اسلاميه عاصمتها عدن , الغرض من شيوعيتها هو مقاتلة بريطانيا بسلاح سوفييتي فيما لو فكرت الإحتفاظ بمصالحها في اليمن  17 تموز 1968 إعادة البعثيين الى العراق لأمركة العراق بالكامل بالتأميم الذي لم يتحقق بعد انقلاب تموز 1958 , ودخول (حرب احتواء مزدوج امريكيه) هي الحرب العراقيه الايرانيه التي ستؤسس لتحويل النضال العربي ضد اسرائيل الى نضال طائفي بين طوائف الاسلام نفسه 25 مايو 1969 ايصال جعفر نميري الى حكم السودان منقلباً على حكومة اسماعيل الأزهري لإنهاء الحرب الاهليه بين شمال السودان وجنوبه التي دامت 14 عام بين 1955 _ 1969 وكانت بريطانيا طرفاً فيها بسبب موارد النفط في جنوب السودان 1 سبتمبر 1969 انقلاب القذافي على الملك محمد ادريس السنوسي , قامت به قاعدة ويللوس الأمريكيه Wheelus Air Base في طرابلس الغرب / بحيرة الملاحه لطرد النفوذ الفرنسي من بنغازي والبريطاني من طرابلس , ثم حلّت القاعده نفسها لتتحول ليبيا برمتها الى قاعده امريكيه للسيطره على افريقيا 23 يوليو 1970 خلع السلطان سعيد بن تيمور البوسعيدي من عرش عمان وتعيين ابنه قابوس بن سعيد , بعد طرد بريطانيا والسلطان سعيد من زنجبار وبلوشتان وجميع المناطق التي تحت سيطرة السلطنه في آسيا وافريقيا  بعد انسحاب بريطانيا من الهند واخراجها من قناة السويس وحامية عدن قررت الانسحاب من مشيخات الساحل المهادن فقامت الولايات المتحده بجمعهن وتصنيفهن حسب عوائدهن النفطيه واعلنتهن 3 دول عام 1972 هن : قطر , البحرين , الإمارات العربيه المتحده  ولأن توضيب الشرق الأوسط أمريكياً كان عاماً شاملاً فقد وقع إنقلاب داوود خان على إبن عمه الملك ظاهر شاه في 17 تموز 1973 الغرض الأمريكي من الإنقلاب إنهاء النفوذ البريطاني في أفغانستان وتحويلها الى جمهوريه أمريكيه والبدء بخطة محكمه لتقويض الإتحاد السوفييتي بعد أن إنتفت الحاجه الى الحرب البارده لأنها طالت اكثر من اللازم وينبغي إنهاؤها لتبرهن الولايات المتحده على قدرتها على النصر , ثم تصنع حروب جديده حول العالم تحقق بها مصالحها مثل الحرب على الإرهاب 
تمت إزاحة ناصر بالموت في 28 سبتمبر 1970 وحل محله نائبه أنور السادات الذي هدأ اللعب مع الملك فيصل بن عبد العزيز وبدءا يرعيان مباريات وديه بين البلدين بكرة القدم , وعلى الضد تماماً من اللغه الناريه التي كان سعود وناصر يتفاهمان بها  قام الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون بزياره الى الصين في فبراير 1972 ثم اعقبها بزياره الى موسكو في مايو 1972 لخفض التوتر بينه وبين القطبين الشيوعيين قبل الشروع بالعمل الكامل بالبترودولار منذ بداية 1973 الذي أدى الى ضائقه ماليه عالميه كان ينبغي تعليقها بأي سبب غير البترودولار فتم حبك خطه متعددة الأغراض لذلك . تنازلت اسرائيل عن سيناء لمصر في مسرحية حرب اكتوبر 1973 لجر أنور السادات الى التطبيع من موقع المنتصر الذي استعاد ارضه , وكانت اسرائيل قد احتلت سيناء في الأعوام 1948 و 1956 و 1967 وهي قادرة على استعادتها متى ارادت ولكن بعد توقيع التطبيع  ومع أن مصر استعادت أرضها لكن الملك فيصل أصر على استخدام النفط كسلاح في المعركه . بالمقاطعه العربيه ارتفع سعر كل شيء في العالم وسرعان ما انفق العرب مدخراتهم واخذوا يتباكون مطالبين العودة الى التصدير فجمعتهم الولايات المتحده سراً للتوقيع على ضمان أمن اسرائيل مقابل التصدير . بعد توقيعهم مضى انور السادات في اجراءات التطبيع في سبتمبر 1978 دون أن يتمكن العرب من فعل شيء غير الصراخ في الإذاعات  من ضمن بنود التطبيع وبإعتبار ياسر عرفات مصري ويأتمر بأوامر حكومته كان على أنور السادات ضمان أمن اسرائيل من شمالها , فقامت الجامعه المصريه للعرب بتخويل سوريا الدخول الى لبنان لإخراج الفلسطينيين وتحت مسمى: حماية اللبنانيين من القتال الدائر بين منظمة التحرير واسرائيل , فدخلت سوريا ودعمت حزب الله الإيراني فإشتعلت الحرب في لبنان ودامت بين 1975 _ 1990 
بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد Camp David Accords في سبتمبر 1978 أزفت ساعة تحويل الصراع القومي الى صراع طائفي فتمت بعد 5 أشهر الإطاحه بشاه ايران ووصلت حكومة ملالي الى طهران في فبراير 1979 , كان أول ما فعله رئيسها الصوري مهدي بازركان Mahdi Bazargan هو اعلان تأميم شركة النفط البريطانيه الفارسيه التي لم يتمكن الأمريكان من الإطاحة بها منذ فشل انقلاب مصدق في 1953 ثم رفعت ايران شعار تصدير ثورتها الإسلاميه (تشيعها) لتبدأ الحرب الطائفيه 
في 20 فبراير 1979 وصل الشاذلي بن جديد الى الحكم في الجزائر وكان لسياسته المواليه للغرب وسياسة التقشف التي اتبعها بسبب تراجع أسعار النفط الأثر في تصاعد الإحتجاجات الشعبيه , ولغرض بقائه في السلطه سمح بالتعدديه الحزبيه فوصل الإسلاميون الى الحكم في انتخابات اوقفها الجيش فاستقال بن جديد ووصل محمد بو ضياف الى رئاسة المجلس الاعلى للدوله فتم اغتياله لتبدأ العشريه السوداء في الجزائر 
عام 1979 كان حافل بالأحداث في العراق 16 تموز أصبح صدام حسين رئيساً للجمهوريه , يوم 22 تموز وقعت مجزرة قاعة الخلد , اذ لا يسمح لحزب البعث ان يكون حزباً قوياً موحداً قد يعمل بالضد من المصالح الأجنبيه , وعلى غرار الإنشقاق الصيني السوفييتي وقع الإنشقاق العراقي السوري الذي امتد نطاقه الى بقية الأقطار العربيه . عام 1979 وقبل بداية الحرب مع ايران تم حل الحزب الشيوعي العراقي من تضامن الجبهه الوطنيه واعتباره حزباً محظوراً فالحزب أممي والحرب التي يتهيأ العراق لها هي حرب قوميه ومن الصعب على العراق خوض حرب داخليه اضافة الى الحرب على الجبهه فيما لو اتخذ الحزب الشيوعي موقفاً من الحرب لا ينطبق مع موقف القياده العراقيه , مع هذا يدهشك الشيوعيون بتبريرهم الحظر أنه بسبب ميل البعث الى الإنفراد بالسلطه متجاهلين وهم حزب أممي خلافهم العقائدي الأصيل مع حزب قومي يستحوذ على السلطه 
في 20 نوفمبر 1979 احتل جهيمان العتيبي الحرم المكي بأسلحه هربها له مسلمون أمريكان سود من لبنان واليمن , ألهب الإحتلال حماس الكثيرين وجعلهم يتطوعون في تنظيمات جهاديه تم سوقها الى أفغانستان لقتال السوفييت (الكفار) الذين احتلوا افغانستان في 27 ديسمبر 1979 واستمر القتال في افغانستان الذي دعمته الولايات المتحده بالمال والسلاح من عام 1979 حتى اليوم على شكل حزمه من الحروب المتداخله توزعت اتجاهاتها واهدافها على مراحل مختلفه 
الإسلاميون في مصر الذين أحرقوا السفاره السوفييتيه في القاهره خلال حكم عبد الناصر ليمنعوه من الإبتعاد عن الولايات المتحده , هم أنفسهم الذين قاموا بإغتيال انور السادات في 6 اكتوبر1981 ليعيدوا مصر الى الحظيره العربيه رغم بقاء التطبيع مع اسرائيل , فقامت السلطات باعتقالهم واصدرت بحقهم احكام اعدام تم تخفيفها مقابل مغادرتهم البلاد , فغادروا الى امريكا وأوربا ودول الخليج وأفغانستان يعملون تحت إمرة حكومتهم كمعارضين لها مخابرات 5 من دول المنطقه ساهمت في الحرب في افغانستان . السعودية أمدت بالمال , باكستان منحت المأوى , مصر والجزائر أمدتا بالمقاتلين, اسرائيل أمدت بالخبره العسكريه والتدريب. انتهى الإنسحاب السوفييتي من افغانستان في 15 فبراير 1989 فتحول المقاتلون العرب الى عاطلين يبحثون عن حروب للعمل فيها, عاد الجزائريون منهم ليقوموا بالعشريه السوداء في الجزائر , بن لادن اراد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي ليجعلها حرب ارتزاق طويلة الأمد فوق منابع النفط , وحين لم يُسمح له أسمعنا موال المجندات اللواتي يدنسن ارض الحرم , وكأن ارض الحرم طاهره بـ 10 مليون أمريكي يديرون الدوله السعوديه منذ تأسيسها وحتى اليوم , استقبل حسن الترابي المجاهدين في السودان , ثم على غرار تفجير 11/9 وقع تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا في 7 اوغسطس 1998 ليبدأ بيل كلينتون الحرب على الإرهاب , حلفاء الأمس الذين كانت الشرطه الأمريكيه تقطع لهم الشوارع ليصلوا فيها صلاة استعراض ورياء للناس تحولوا الى اعداء عندما رفع صدام حسين شعار قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق الذي غزا بموجبه الكويت واعلنها المحافظه 19 متناسياً أن الكويت اقتطعت من البصره منذ عام 1752 وأن العراق حين أسسته بريطانيا عام 1920 لم يكن يتضمن الكويت ولا اجزاء اخرى من البصره تشمل البحرين وتمتد حتى رأس مسندم , واذا كانت النيه استعادة كل البصره فلماذا إغفال مناطقها الأخرى , واصرار الحكام العرب: الملك غازي منذ تأكيده على خور عبد الله 1939 , ونوري السعيد ومطالبته بضم الكويت الى حلف بغداد الأمريكي في 1958 قبل 3 اشهر من انقلاب تموز 1958 , وعبد الكريم قاسم في 19 يونيو 1961 بعد أن منحت بريطانيا الكويت استقلالاً شكلياً في نفس التاريخ , وكل هؤلاء ماتوا قتلاً بطرق مختلفه , ماذا يوجد في الكويت الذي يؤدي الى كل هذا العناد من الطرفين.. لا تقل العناد العراقي والكويتي فنحن مجرد أدوات, ولكن قل بين بريطانيا التي تستحوذ على حقل نفط برقان ثاني أكبر حقل نفط في العالم .. والولايات المتحده التي تريد تجريدها منه, ونحن الذين نتقاتل عنهما بالنيابه  وقع احتلال الكويت فسافرت مارغريت تاتشر Margaret Thatcher لتحادث بوش الأب مدافعة عن مصالح بلدها في الكويت , فكانت الخطوه عز الطلب لصعود القوات الأمريكيه الى أعلى نقطه في الخليج العربي , وتم إخراج العراق من الكويت ثم احتلال العراق , ليبدأ الربيع العربي بعد برهه , فهل توجد قوه ستتمكن من اخراج الأمريكان من الخليج العربي؟ أو إيقاف تنفيذ خريطة الشرق الأوسط الجديد؟
لمن يدّعي أن حكامنا يملكون قرارهم وأننا بشر مستقلون نملك أوطاننا , دعوه لقراءة هذا المقال 
د. ميسون البياتي 

مشاهدة الموقع بالنسخة العادية