بعد ان ناقشنا مع الأخ د.جعفر الحكيم طلبه من المسيحيين حول اثبات وجود أثر تاريخي لقيامة السيد المسيح الذي تطلب عدد من التعليقات وردود متبادلة بيّنا فيها وجهة نظرنا وإن اختلفنا ، نأتي الآن الى فصل جديد وهو التعامل بالمثل وبنفس منطق د. جعفر وأرجو ان لا يتضايق حين نسأله عن اثبات أثر تاريخي لنصوص قرآنية يؤمن بها ونرجو ان يوضح للقارئ الكريم بنفس الجرأة التي شرحتُ بها عن احداث القيامة وأرجو التركيز على طلبي المحدد دون اخراج الموضوع عن مساره وطلبي هذا منطلق من نفس قول د.جعفر لي : بما انك تقول ان قيامة المسيح حقيقة(تاريخية) فعليك إثباتها بأدوات ونصوص (تاريخية) وليس نصوص دينية تخصك وحدك

هذا وقد صرْح د. جعفر في رده السابق بتصريح خطير حيث أنكر احداث الواردة في القرآن كونها تاريخية بل مجرد قصص إيمانية وذلك بقوله (ان المسلمين او غيرهم يطرحون العقائد التي يؤمنون بها, والتي يعتبرونها حقائق( ايمانية) تخص فقط من يؤمن بها )، وقارن ذلك بالمسيحيين الذين يطرحون قصة قيامة المسيح كحقيقة (تاريخية) ثابتة وأكيدة ، إذن من هذا التصريح نستنتج  ان القصص القرآنية لا وجود لها تاريخيا لأنها وجدت فقط للإيمان كما يدعي د.جعفر كما أن اسباب النزول ايضا الفت فقط للإيمان وليست حقائق تاريخية ، وكل هذا النكران لأجل ان لا نسأل د.جعفر عن الأثر التاريخي عن قصة إنشقاق القمر او لقصة اهل الكهف او لقصة الْجِنِّ الذين قَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ، وبما ان علماء الإسلام يؤمنون بأن قصة الفيل مثلا والقصص الأخرى التي ذكرتها حدثت تاريخيا لذا فإننا نطالب د.جعفر بالمثل وبحسب منطقه ان يثبت لنا الأثر التاريخي للقصص القرآنية ومن المخزي نكران تاريخية القصص الواردة في القرآن لأجل تجنب الأتيان بأثر تاريخي لتلك القصص، ومن القصص التي نطالب د.جعفر الأتيان بأثر تاريخي لها من خارج الكتب الإسلامية هي

اولاً : ورد نص قرآني في سورة القمر آية تقول (اقتربت الساعة وأنشق القمر) ، وقد فسّر القمي هذه الآية بهذا النص : (وقوله وَانْشَقَّ الْقَمَرُ فإن قريشا سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أن يريهم آية ، فدعا الله فانشق القمر بنصفين حتى نظروا إليه ثم التأم ) ، هل يتفضل د. جعفر ان يرشدنا الى أثر تاريخي غير مدون من قبل مؤرخين مسلمين عن هذه الحادثة وإثباتها بأدوات ونصوص (تاريخية) وليس بنصوص دينية ؟

ثانيا: في سورة يوسف 20 تقول (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) ، وكلمة الدرهم هي تعريب للكلمة اليونانية دراخمة التي ظهرت هذه العملة في القرن السادس قبل الميلاد اي بعد تاريخ قصة يوسف ، فحبذا لو تفضل د.جعفر ان يرشدنا الى اثر تاريخي غير إسلامي يثبت بأن الدرهم كان موجود في زمن يوسف.

اكتفي بهذه الأمثلة وأرجو من د.جعفر ان لا يستخدم اسلوبه المعتاد بتجهيل الآخر واتهامه بالتزييف والشخصنة فهذا الأسلوب غير لائق بشخص يعتبر نفسه باحث في مقارنة الأديان

ملاحظة اخيرة : ادعى د.جعفر في رده على قولي السابق الذي قلتُ فيه أن المسيحيين لا يفرضون إيمانهم على احد ، فأجاب د.جعفر بما يلي : (فكل مسيحي يعرف ان الخلاص والنجاة حسب العقيدة المسيحية يتحقق فقط للذين يؤمنون بالوهية يسوع!!) وسؤالي هل قولي هذا فرض ام مجرد إيمان مسيحي غير مفروض بالقوة على الآخرين ؟ فهل النص يقول ومن لا يؤمن بذلك قاتلوه حتى يؤمن ؟ اليس هذا اسقاط لمبادئ إسلامية على الآخرين ؟

في الختام اشكر اسرة تحرير موقع الأخبار وفق الله الجميع

 

شاكر شكور

احد قرّاء موقع الأخبار